"winwin" يرصد سلبيات وإيجابيات مباراة المغرب وتشيلي 

2022-10-07 19:38
احتفال لاعب المنتخب المغربي سفيان بوفال بهدفه في مرمى تشيلي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تنفّست الجماهير المغربية الصعداء، بعد المستوى الجيد الذي قدمه "أسود الأطلس"، في أول مباراة بقيادة المدرب الجديد وليد الركراكي، أمس الجمعة 23 أيلول/ سبتمبر الجاري، أمام منتخب تشيلي على ملعب "كونيلا إلبرات" ببرشلونة الإسبانية، ضمن استعدادات المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم قطر 2022.

وفاز المغرب بنتيجة 2-0، سجل الهدف الأول سفيان بوفال، في الدقيقة 66 من ركلة جزاء نفذها بنجاح، قبل أن يضيف عبد الحميد صابيري الهدف الثاني من تسديدة قوية في الدقيقة 78.

وسجلت المواجهة الودية بين المغرب وتشيلي، نقاطًا إيجابية وأخرى سلبية لمنتخب أسود الأطلس، رصدها "winwin" ضمن هذا التقرير:

وجاهة قرار الانفصال عن وحيد خليلوزيتش

أجمع الشارع الرياضي المغربي، على وجاهة قرار الاتحاد المغربي الانفصال عن البوسني وحيد خليلوزيتش، المدير الفني السابق لمنتخب المغرب، بعد المستوى الجيد الذي قدمه "الأسود" أمام تشيلي، وعودة الروح للمجموعة؛ إذ لم يشاهد المغاربة منتخب بلدهم يلعب بتلك الطريقة والحماس منذ رحيل الفرنسي هيرفي رونار، المدير الفني الحالي للمنتخب السعودي قبل حوالي أربع سنوات.

واستطاع الركراكي، إسكات منتقديه بعد مباراة واحدة فقط له على رأس الطاقم الفني لمنتخب المغرب، فيما لزم الذين كانوا يحذرون من الانفصال عن خيلوزيتش الصمت، خاصة أن المنتخب المغربي ظهر بوجه مغاير تماماً أسعد الجماهير المغربية، التي أثنت على جميع اللاعبين، وعلى مديرهم الفني الشاب، بعدما تمكن من إخراج أفضل ما في لاعبيه في زمن قياسي.

التزام "النجوم" بأدوارهم في المنتخب المغربي

التزم اللاعبون بأدوارهم الدفاعية والهجومية بشكل مثالي، خصوصاً العائد لصفوف منتخب المغرب حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي، وسفيان بوفال لاعب أنجيه الفرنسي، وهو الأمر الذي لم يكن في عهد وحيد خليلوزيتش، ما أكسب المغرب صلابة دفاعية في حال انتقال الكرة إلى أقدام لاعبي منتخب تشيلي.

واعتبر المدرب إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني، أن الركراكي نجح في الجانب التواصلي مع لاعبيه، واستطاع في ظرف قياسي إقناع بعض اللاعبين الذين يعتبرون "نجوما" داخل المنتخب المغربي، بأنهم جزء من منظومة الفريق ككل، وعليهم القيام بأدوارهم الهجومية في وضعية امتلاك الكرة، والتحول بسرعة إلى الدفاع حين فقدانها.

وأضاف عبيس في تصريح لـ"winwin"، أن من أهم الخلاصات الإيجابية بعد مباراة تشيلي، عودة اللحمة والانسجام بين جميع لاعبي المنتخب المغربي؛ إذ التزم كل اللاعبين بأدوارهم بنسبة نجاح عالية قاربت 90 في المئة، مع تسجيل بعض الأخطاء وهي عادية بالنظر إلى أنها أول مباراة تحت قيادة الركراكي، الذي سيعمل على إصلاح بعض الأخطاء مع توالي المباريات ومرور مزيد من الوقت.

وخلص عبيس إلى أن أسلوب اللعب مع المدير الفني الجديد ظهر جلياً من خلال الطريقة التي لعب بها المنتخب المغربي، عبر تبادل الأدوار والتغطية التي كان يقوم بها قلبي الدفاع غانم سايس وأشرف داري، حينما يصعد الظهيرين أشرف حكيمي ونصير مزراوي لمساندة خط الهجوم، وعودة سفيان أمرابط للتغطية في محور الدفاع.

نصير مزراوي يحل أزمة "الظهير الأيسر"

عانى المنتخب المغربي لسنوات طويلة، في مركز الظهير الأيسر، منذ اعتزال عبد الكريم الحضريوي لاعب الجيش الملكي قبل أكثر من 20 سنة؛ إذ جرّب المدربون الذين تعاقبوا على قيادة المنتخب المغربي الكثير من اللاعبين في هذا المركز دون أن يتمكنوا من الاقتناع بأي منهم.

وزادت الإصابة التي لحقت بـاللاعب آدم مسينا، لاعب أودينيزي الإيطالي، الذي شغل هذا المركز في السنوات الأخيرة، من تعميق الإشكال، ما أدى الركراكي إلى استدعاء حمزة منديل الغائب عن المنتخب منذ أربع سنوات لتعويض الغيابات.

وزجّ الركراكي، بـ مزراوي الظهير الأيمن لبايرن ميونيخ في هذا المركز (ظهير أيسر) خلال مباراة تشيلي؛ إذ قدم الأخير مستوى جيدًا، ونجح في أداء دوره دفاعيا و هجوميا على الرغم من أنها المرة الأولى التي يلعب في الجهة اليسرى من الملعب.

مزراوي ينهي مشكلة الجهة اليسرى في دفاع المنتخب المغربي

وكشف الركراكي، في المؤتمر الصحفي التي أعقب مباراة تشيلي، أنه اجتمع بحكيمي ومزراوي على انفراد، وأخبرهما بأنه يفكر في توظيف أحدهما في الممر الأيسر، حيث أخذ مزراوي المبادرة ووافق على التجربة، ونجح فيها بامتياز، الأمر الذي يشير إلى أن الركراكي وجد حلا نهائيا لمعضلة "الظهير الأيسر"، بعدما نجح مزراوي في دوره الجديد.

المنتخب المغربي تطوّر ولكن..

يعتبر فوز المغرب على تشيلي، هو الأول من نوعه على منتخبات أمريكا اللاتينية في تاريخ مواجهات "الأسود" مع منتخبات القارة، سواء رسميا أو وديا، كما قدم المنتخب المغربي وجها مشرفا، وأداءً جيدًا غاب عنه طيلة السنوات التي قضاها خليلوزيتش مديرا فنيا له، غير أن الكثير من الملاحظين حذروا من الإفراط في التفاؤل، لا سيما أن الفوز جاء على حساب "أنقاض" منتخب التشيلي، الذي فقد الكثير من بريقه في السنوات الماضية، ولم يعد ذلك المنتخب المرعب الذي فاز بلقبي "كوبا أمريكا".

ودعا الناقد الرياضي مصطفى برجال، الجماهير المغربية إلى التريث قليلا، وعدم الإكثار مما وصفه بـ "التطبيل" إلى حين دخول المنتخب المغربي امتحاناً حقيقياً أمام منتخب من العيار الثقيل، مضيفاً في تصريح لـ"winwin" أن الفوز على تشيلي نتيجة طبيعية ومنطقية بالنظر لقوة وجودة لاعبي المغرب الذين يلعبون في أكبر الأندية العالمية.

وتابع برجال قوله: "حتى أن هناك العديد من النجوم المتألقة في الدوريات الأوروبية لم تجد لها مكاناً في لائحة الركراكي، في حين نجد أن منتخب تشيلي لم يعد ذلك المنتخب المُهاب الجانب بقيادة نجومه الكبار، وحتى نجومه في السنين الأخيرة بلغوا نهاية مشوارهم الرياضي".

ولاحظ برجال أن هناك فوارق شاسعة بين مستوى لاعبي تشيلي والأندية التي ينتمون إليها ومستوى اللاعبين المغاربة وأنديتهم، مضيفاً أن منتخب تشيلي لم يحقق الفوز في آخر خمس مباريات له قبل هزيمته السادسة أمام المغرب. وحتى في آخر ترتيب في التصنيف الشهري الذي يصدره الاتحاد الدولي " فيفا" للمنتخبات، احتل تشيلي المركز 29 عالمياً، متخلفا بـ6 مراكز عن المنتخب المغربي المحتل للمركز 23 عالميا.

وخلص برجال إلى أن مباراة تشيلي، رغم إيجابياتها الكثيرة، لا يمكن لنا اعتبارها معياراً لتحسن أداء المنتخب المغربي، مُذكرا بالنتائج الباهرة التي كان يحققها "الأسود" في فترات سابقة، في المباريات الودية أمام منتخبات كبيرة، لكن في المباريات والمسابقات الرسمية "يهان عند أول امتحان".

الجمهور المغربي.. "النقطة السوداء"

شكّلت الجماهير المغربية التي حضرت مباراة المغرب وتشيلي ببرشلونة، النقطة السوداء في المباراة، بعدما اضطر حكم المواجهة إلى توقيفها لبضعة دقائق؛ بسبب اقتحام بعض المشجعين لأرضية الميدان في الشوط الثاني، قبل أن يجتاحوا أرضية الميدان مباشرة بعد صافرة البداية في صورة أساءت لسمعة الجمهور المغربي دوليا.

كما عبّر نشطاء تشيليون على منصات التواصل الاجتماعي عن أسفهم؛ بسبب صفير الجمهور المغربي على النشيد الوطني التشيلي عند عزفه قبيل انطلاق المباراة؛ إذ استغربوا هذا التصرف، خاصة أن البلدين تجمعها علاقات طيبة سياسيا، ولم يسبق أن وقع بينهما شيء يجعل الجمهور يواجه نشيده الوطني بصافرات الاستهجان.

وبات الاتحاد المغربي لكرة القدم مهددا بعقوبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ بسبب الأحداث التي تسبب فيها جمهور المغرب في مباراة تشيلي، على أرضية ملعب "كورنيلا إيل برات" بمدينة برشلونة.

وذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية المتخصصة أن الاتحاد المغربي قد يواجه عقوبات بسبب مشجعي منتخب المغرب، الذين اقتحموا أرضية الملعب، وتجاوزا الحواجز الأمنية الفاصلة، وقدموا صورة سلبية عن كرة القدم.

شارك: