هل يحتمل ملعب ريال مدريد مبابي وفينسيوس وبيلينغهام ورودريغو؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-12
مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي أمام معضلة تكتيكية حقيقية في الموسم الجديد! (realmadrid.com)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يعد يفصلنا سوى أقل من أسبوع على انطلاق منافسات الدوري الإسباني لموسم 2024-2025 والذي يحمل ريال مدريد لقبه بعد تتويجه السادس والثلاثين في الموسم الماضي.

الميرينغي كان قد أجرى أهم صفقة في الميركاتو الصيفي الأوروبي وذلك بعد ضم النجم الفرنسي كيليان مبابي في صفقة انتقال حر إثر انتهاء تعاقده مع باريس سان جيرمان، لينهي قرابة نصف عقد من الترقب والانتظار والمفاوضات والاهتمام المستمر من النادي المدريدي تجاه صاحب الخمسة وعشرين عامًا.

حضور مبابي ضاعف من قوة الخط الأمامي الذي رحل عنه خوسيلو، بعد أن أدرك أن أيامه لن تشهد الكثير من الدقائق التي كانت محدودة أصلًا في الموسم الماضي، رغم أنه حظي بلحظاته التي لن ينساها، وذلك بعدما قاد ريمونتادا "الميرينغي" ضد بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الذي توج فيه الريال بلقبه الخامس عشر.

أسئلة مهمة

لكن وجود مبابي كذلك ضاعف من كم الأسئلة التي تُطرح حول كيفية لعب ريال مدريد هجوميًا وكيف يمكن الإتيان بتشكيلة تجمع بين مبابي وفينسيوس جونيور وجود بيلينغهام دون تداخل في أدوارهم، وهو أمر ربما يكون قد رسم كارلو أنشيلوتي أحد سيناريوهاته في الموسم الماضي وطرحناه في موضوع سابق.

لكن السؤال الإضافي الذي يطرح نفسه هو هل يمكن الاعتماد في تشكيلة واحدة على الرباعي مبابي، وفينسيوس، وبيلينغهام مع رودريغو وعدم التخلي عن الأخير في التشكيلة الأساسية، خاصة أنه لوحظ في المباريات التحضيرية أن المدرب الإيطالي ينوي الاعتماد على الجناح البرازيلي في تنفيذ الركلات الثابتة؟

قد تبدو الإجابة البديهية نعم، فلكلٍ مركزه المنطقي في التشكيلة بوجود مبابي في الأمام ومن خلفه بيلينغهام وعلى يمينه رودريغو وعلى يساره فينيسيوس جونيور، لكن البداهة هنا تتوقف عند رص قطع الشطرنج، أما كيف يمكن أن تؤدي والأهم ما هي التغيرات التي يمكن أن تُحدث لباقي القطع مع الميرينغي جراء هذا التعديل الواضح في تشكيلة الفريق؟

ريال مدريد وأدوار جديدة لخط الوسط

أول من يمكن أن يتأثر بهذا التعديل وهذه الإضافة على التشكيلة، هو أكثر من استفاد من التحررية الكبيرة في ريال مدريد في الموسم الماضي جراء عدم وجود رأس حربة، وهو جود بيلينغهام.

الدولي الإنجليزي تمتّع بحرية كبيرة في الركض تجاه المساحات المتاحة في دفاعات المنافس الحائر فيمن يراقب في عمق دفاعه، لكنه على الأرجح سيجد كيليان مبابي هناك منتظرًا.

ربما يجد لاعب وسط بروسيا دورتموند السابق طريقة للاستفادة من وجود مبابي في الانسلال للأمام متخلصًا من أي مراقبة منشغلة بالدولي الفرنسي، لكن ما قد يتضرر منه جود بوضوح هو أنه سيكون مُطالبًا بالتراجع للخلف سريعًا عندما يفقد ريال مدريد الكرة.

بيلينغهام ليس لاعبًا سيئًا على المستوى الدفاعي إن تمت مقارنته بلاعبي الوسط الهجومي، لكنه يتراجع بشدة إن تمت مقارنته بلاعبي المحور والارتكاز؛ فعلى سبيل المثال إن الدولي الإنجليزي يقوم بـ1.69 تدخل مشروع على الكرة في المباراة الواحدة ما يجعله يتفوق على 79% من لاعبي الوسط الهجومي، لكن هذه النسبة تتفوق على 32% ممن يلعبون في مراكز متراجعة أكثر.

الأمر نفسه يمكن ملاحظته في قطع التمريرات حيث يقطع بيلينغهام 0.76 تمريرة في المباراة الواحدة متفوقًا على 90% من لاعبي الوسط الهجومي لكن هذه النسبة تجعله يتفوق على 35% فقط من أصحاب المراكز الخلفية، وكذلك يظهر هذا التباين في الفوز بالصراعات الهوائية إذ يفوز بـ0.95 صراع هوائي في المباراة ليتفوق على 80% و59% بين الشريحتين نفسهما.

لكن ربما تكون كل تلك الأرقام في طريقها للارتفاع إن وُضع بيلينغهام في مواقف دفاعية أكثر بالنظر لتغير طبيعة مركزه، إن قبل هذا التغير وتفهمه.

4-2-3-1 أم 4-3-3؟

وإن كانت هناك شكوك حول مستوى بيلينغهام الدفاعي والتزامه وتفهمه لتغير مركزه خاصة مع عدم نيته خسارة دوره الهجومي، فإن هناك إمكانية للتحول إلى طريقة 4-2-3-1 ليلعب ريال مدريد بلاعبي ارتكاز صريحين من بين أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا وفيديريكو فالفيردي، لكن هذا قد يؤثر بشدة على مساهمات فالفيردي على الرواق الأيمن أو قد يجعل تشواميني في وضعية صعبة للدفاع خلف كل هؤلاء اللاعبين.

عدم تنازل بيلينغهام عن مساهماته الهجومية قد يزيد من صعوبة الأمور، عندما يحاول ريال مدريد اللجوء إلى اختيار إشراك لوكا مودريتش، إذ لا يمكن أبدًا تصور وجود مودريتش في الملعب مع عدم وجود تضحيات وتنازلات دفاعية واضحة من بيلينغهام.

يظهر هناك تحدٍ آخر لن يتم معرفة ما ستؤول إليه الأمور دون مشاهدة الفريق في الملعب، ألا وهو كيف يمكن أن يستمر ريال مدريد فريقًا قادرًا على السيطرة على النسق وبناء اللعب بسلاسة والصعود كمجموعة والمحافظة على الكرة وسط ضغط المنافسين، وذلك في غياب أسطورتيه توني كروس ولوكا مودريتش الذي بدأ دوره في الانحسار من الموسم الماضي، وقد يشهد المزيد من التقلص هذا الموسم رغم قيمته الكبيرة التي لا يمكن التخلي عنها في اللحظات الحاسمة.

لن تكون هذه مشكلة بيلينغهام وحده على أية حال، فتشواميني وكامافينغا تحديدًا مطالبان بإظهار مستوى أفضل في هذا الصدد خاصة الأول الذي لم يقدم موسمًا ماضيًا جيدًا في هذا الصدد.

الخلاصة

لا يبدو أن حل إشراك الرباعي معًا منطقي لريال مدريد، إلا إن ظهر جود بيلينغهام بمستوى استثنائي في كافة المناحي المطلوبة منه هجوميًا ودفاعيًا.

وكذلك سيكون مُطالبًا بشدة بإظهار جودة كبيرة على مستوى مساعدة الفريق في السيطرة على النسق وتناقل الكرة بسلاسة في خط الوسط مع رحيل توني كروس وصعوبة الاعتماد الكامل على لوكا مودريتش.. وقتها قد يكون ممكنًا أن نشاهد الرباعي الهجومي معًا في التشكيلة. لكن ماذا عن إندريك وإبراهيم دياز وأردا غولر وكيف سيكون دورهم وسط كل هذا؟ يا له من صداع!

شارك: