مشاركة تاريخية للمنتخبات الأفريقية في مونديال قطر

تاريخ النشر:
2022-12-18 14:24
منتخب المغرب حمل أحلام القارة السمراء في كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

أعاد مونديال كأس العالم قطر 2022 الاعتبار لمنتخبات القارة الأفريقية من خلال بلوغ منتخب المغرب نصف نهائي البطولة كأول منتخب أفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز، إلى جانب تأهل السنغال للدور ثمن النهائي، لتعوض القارة السمراء الإخفاق في نسخة 2018 التي شهدت خروج جميع ممثليها من دور المجموعات.

وأشار قائد منتخب المغرب رومان سايس بما قدمته القارة الأفريقية في مونديال قطر، قائلًا: "في هذه البطولة كل المنتخبات الأفريقية قدّمت أشياء جيدة، لا يجب أن يكون لديك عقدة نقص، اليوم جميع المنتخبات الأفريقية تتكون من لاعبين رائعين جدًا، وليس فقط أولئك الذين كانوا هنا".

اجتازت السنغال، بطلة أفريقيا، الدور الأول أيضًا، قبل أن تخرج على يد إنجلترا (0-3) في ثمن النهائي، ولكنها كشفت عن جيل مميز قادر على صناعة الفارق في المستقبل خاصة أنه غاب عنها نجمها الأول ساديو ماني بسبب الإصابة.

ورغم إقصاء المنتخبات الثلاث الأخرى، فإنها خرجت بانتصارين تاريخيين؛ إذ فازت تونس على فرنسا (1-0)، والكاميرون على البرازيل بالنتيجة ذاتها في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول، حتى لو أن الديوك والسيليساو خاضا المباراتين بالتشكيلة الرديفة لكونهما كانا ضامنين تأهلهما إلى الدور الثاني.

فازت غانا بمباراة واحدة أيضًا، وكانت ضد كوريا الجنوبية (3-2) في الجولة الثانية، وكان مصيرها بين يديها في المباراة الأخيرة لكنها فشلت في الثأر من الأوروغواي التي قطعت الطريق عليها لبلوغ نصف نهائي نسخة 2010، وخسرت أمامها 0-2 وودعتا معًا الدوحة.

وضعت أفريقيا منتخبين في ثمن النهائي للمرة الثانية بعد 2014 (الجزائر ونيجيريا)، لتعوض الإخفاق في عام 2018 في روسيا، عندما لم ينجح أي منتخب من القارة السمراء في اجتياز الدور الأول.

طريق طويل

وتابع القائد المغربي الذي أبعدته الإصابة عن المباراة الأخيرة لبلاده التي خسرت مواجهة تحديد المركز الثالث السبت ضد كرواتيا 1-2، قائلًا: "آمل في أن يكون ما حققناه مثالًا يحتذى به في المستقبل، حيث سيكون هناك المزيد والمزيد من المنتخبات الأفريقية التي تصل إلى نصف النهائي".

من جهته، قال مدرب المغرب وليد الركراكي: "أفريقيا والمغرب تتطوران، لقد فهمنا أخيرًا أنه كان علينا أن نضع مصيرنا بين أيدينا، أظهرنا للعالم أننا في المغرب نعمل ونتقدم إلى الأمام".

وقال مساعد مدرب الكاميرون سيباستيان مينييه: "لا ينسى عام 1990 الذي كان في ذلك الوقت ثورة في حد ذاته. لقد جلبت الأسود غير المروضة التي كانت أول منتخب أفريقي يبلغ ربع النهائي في تاريخ المونديال، دفعة معنوية كبيرة، نشعر بذلك قليلًا مع المغرب الآن".

قبل هؤلاء الرواد، كان الطريق طويلًا ومليئًا بالصعوبات. لم يكن للقارة السمراء مكانًا مضمونًا قبل مونديال 1970، عندما حجز المغرب البطاقة الأولى المباشرة، لكنه حصل على نقطة واحدة فقط في النهائيات.

في السابق، لم تشارك سوى مصر مرة واحدة، وخسرت في الدور الأول أمام المجر (2-4) في عام 1934. وفي عام 1974، تعرضت زائير لثلاث هزائم مذلة أبرزها أمام يوغوسلافيا 0-9.

أول فوز لمنتخب أفريقي تحقق عام 1978، عندما فازت تونس على المكسيك (3-1)، خسرت بعدها أمام بولندا (0-1) ثم صمدت أمام ألمانيا الغربية (0-0) وخرجت خالية الوفاض. انطلاقًا من سنة 1982، كان لأفريقيا ممثلان ويتألق واحد منهما على الأقل في النهائيات.

فاجأت الجزائر ألمانيا الغربية (2-1) قبل إقصائها بـ"مباراة العار" عندما تواطأت النمسا وألمانيا الغربية بخسارة الأولى أمام الثانية 0-1 وتأهلهما معًا إلى الدور الثاني، في حين أصبح المغرب بالفعل أول دولة أفريقية تتأهل للدور الثاني عام 1986.

ومكَّن المشوار الرائع للكاميرون في مونديال إيطاليا 1990، الاتحاد الأفريقي من الحصول على بطاقة ثالثة في العرس العالمي عام 1994، ثم أربع بطاقات وخمس بطاقات اعتبارًا من عام 1998، ومع الانتقال إلى 48 دولة، سيكون لأفريقيا تسعة منتخبات في مونديال 2026 في المكسيك والولايات المتحدة وكندا.

ورفع الركراكي السقف عاليًا في ختام المشاركة الرائعة لبلاده، قائلًا: "هدف المغرب والأفارقة في يوم من الأيام الفوز بكأس العالم. لقد تعلمنا كثيرًا من هذه التجربة. نحن لسنا بعيدين. خسرنا بسبب تفاصيل صغيرة، مع تسعة مشاركين (في مونديال 2026) سنتعلم. في 15 أو 20 سنة، أنا متأكد من تتويج منتخب أفريقي".

شارك: