كيف يقلب الزمالك موسمه من محنة إلى منحة؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-09-24 23:10
صورة جماعية للاعبي فريق الزمالك المصري (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كانت السوداويّة تسيطر على المشهد في القلعة البيضاء قبل انطلاق الموسم الجديد، بدايةً من الفراغ الإداري برحيل مجلس الإدارة، مرورًا ضعف الجودة الفنية للفريق، إلى غياب أبرز عناصره المتمثلة في أحمد سيد زيزو وأحمد فتوح وهما الثنائي الدولي.

جماهير الزمالك كانت متخوفةً من انتهاء مواجهة بيراميدز في مستهل المشوار في الدوري المصري بنتيجة كارثية، عطفًا على انهيار الفارس الأبيض قبلها مباشرةً أمام الفريق الجيبوتي المتواضع أرتا سولار بهدفين دون رد في بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية.

لكن الزمالك استطاع إلى حد كبير مجابهة بيراميدز المدجّج بالنجوم، وفرض عليه التعادل الإيجابي (2-2)، بعدما قلب أبناء مِيت عُقبة تأخرهم بهدف ليتقدموا بهدفين، قبل إدراك رمضان صبحي هدف التعادل للفريق الأزرق.

ورغم الحالة الفنية العامة المزرية للزمالك في بداية الموسم، كان هناك العديد من النقاط التي قد تحوّل موسم الزمالك من محنة إلى منحة، علمًا أنّ انتخابات نادي القلعة البيضاء ستكون نقطة تحوّل مهمة أخرى.

ومن خلال هذا التقرير، يستعرض لكم "winwin" أبرز المظاهر التي ترشح الزمالك للعودة بقوة خلال الموسم الحالي.

القوام الحالي وعودة المصابين

بعكس حقيقة ضعف الجودة الفنية في الزمالك، لا يزال الفريق يحتفظ بقوام جيد يمكنه البناء عليه، ففي الدفاع ومع استعادة الدولي محمود حمدي الونش هناك محمود علاء الذي قدّم مباراة جيدة أمام بيراميدز.

أمّا على طرفي الملعب، فالزمالك سيكون أفضل بعودة الدولي أحمد فتوح إلى خانة الظهير الأيسر، وعودة حمزة المثلوثي لمركز الظهير الأيمن، حيث يعيش فترة فريدة لدرجة جعلت المدرب خوان كارلوس أوسوريو يصفه بأنه المدافع الأفضل في الدوري المصري كله.

في وسط الملعب استعاد نبيل عماد دونغا جزءًا كبيرًا من مستواه، وفي الهجوم ستزداد قوة الأبيض بعودة "زيزو" وسيف الدين الجزيري مع تألق لافت لمصطفى شلبي بنهاية الموسم الماضي وبداية جيدة لإبراهيما نداي.

الزمالك استطاع مجاراة بيراميدز في غياب 4 لاعبين دوليين "فتوح، زيزو، الجزيري، الونش"، وعند عودتهم ستزداد قوة الأبيض لا محالة.

واقعية أوسوريو 

كانت السلبية الأبرز لدى المدرب أوسوريو تتمثل في عدم اهتمامه كثيرًا بتفاصيل الخصم، هو من أنصار أن الزمالك اسم كبير يجب أن يفرض أسلوبه على أي خصم، وهذا الشيء تسبب في بعض الهزائم للزمالك.

في مباراة بيراميدز تعامل أوسوريو بواقعية مع المعطيات التي أمامه ومع قوة المنافس، فترك له الاستحواذ لدرجة أنّ الزمالك كان أكثر فريق في الدوري المصري في الجولة الأولى، يسمح لخصمه بالقيام بأكبر عدد من التمريرات، قبل الضغط الدفاعي عليه (24-36) تمريرة لبيراميدز، حسب إحصاءات شركة "وايسكوت للبيانات".

الزمالك

الزمالك خاض المباراة وهو مترابط الخطوط دون تباعدٍ أو مساحات للخصم، وحسب متوسط المسافة بين أول لاعب وآخر لاعب 32 مترًا فقط حسب ذات المصدر.

الحسم الهجومي

سدد الزمالك أمام بيراميدز 6 تسديدات إجمالية، 5 منها كانت بين الـ3 خشبات واستطاع تسجيل هدفين.

الزمالك كان أفضل فريق في نسبة التسديد بين الـ3 خشبات في الجولة الأولى من الدوري المصري بنسبة بلغت 83% من تسديداته الإجمالية.

قتالية اللاعبين

لم يخض الزمالك مباراة بيراميدز من دون عناصره الدولية فحسب، بل لعب المباراة بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 82 واستطاع التعادل بل وكان بمقدوره الفوز.

صحيح أنّ الأفضلية في المجمل على مستوى الفرص والاستحواذ كانت لصالح بيراميدز، لكن أبرز شيء ميّز الزمالك في تلك المباراة هي قتالية لاعبيه على مستوى الكرات الثنائية.

الزمالك

الزمالك استطاع أن يكسب 55% من مواجهاته المشتركة مع لاعبي بيراميدز، وهو ما يوضح الرغبة والقتالية التي قد يبني عليها الفريق كثيرًا وربما تعوّض الفوارق الفنية؛ لكن ماذا يحتاج الزمالك فوق كل ذلك؟

احتياجات الزمالك لتصحيح المسار

مَن يتحدث عن تغيير شامل أو ثورة في الزمالك؛ فالأمر لا يسير بهذا الشكل ولا يتطلب ذلك.

الزمالك بحاجة -في يناير/ كانون الثاني المقبل وعند رفع القيد- إلى 4 لاعبين أصحاب جودة فنية في خطوط مهمة منها، جناح هجومي يعوض بشكل حقيقي أشرف بن شرقي الذي كان مساهمًا بأكثر من 30% من أهداف الزمالك ما بين تسجيل وصناعة في آخر مواسمه.

تحليل مشكلة الكرات الثابتة في دفاع الزمالك

الزمالك أيضًا بحاجة إلى مهاجم من طراز رفيع من نوعية مختلفة عن المحترفين الذين يمتلكهم، والمهاجم في الفرق الكبيرة يمثّل الثقل الحقيقي الذي يعطي الإضافة النوعية المطلوبة، وبحاجة إلى لاعب يعطي العمق من وسط الملعب مثل فرجاني ساسي أو إمام عاشور اللذين رحلا عن صفوفه بالفعل تاركين شغورًا في وسط الميدان.

ومثلما كان يفعل البرازيلي كابرال مدرب الزمالك الأسطوري "وكأنه تكتيك لاتيني"، في الدفاع في الكرات الثابتة بعدد محدود من اللاعبين ووضع الآخرين في مناطق الخصم لإجبار الخصم على عدم الدخول بكثرة داخل صندوق الزمالك وإعطاء مساحة للهجمات الخاطفة.

لكن هذا الأمر سلاح ذو حدين، وإن كان الأمر قد نجح مع كابرال، فعناصر الزمالك حاليًا غير قادرة على هذا الأمر، لذلك على مدرب الزمالك الحالي العمل على المزيد من التأمين الدفاعي في الكرات الثابتة.

ومن النقاط المهمة أيضًا، افتراض أن تؤدّي التغييرات إلى نتائج إيجابية؛ لكن يعيب أوسوريو كثيرًا عدم قراءة المباراة جيدًا والتدخل الخاطئ من خارج الخطوط، وتكرّر الأمر أكثر من مرة خاصة على مستوى التبديلات.

أمام النصر في البطولة العربية دفع بالظهير حاتم سكر، ثم على أرض الملعب غيّر مركز أحمد فتوح الذي كان متألقًا في الظهير الأيسر، فنقله إلى خط الوسط؛ لكن هذا التغيير استغله النصر وسجل هدف التعادل الذي أطاح بالزمالك من البطولة.

في مباراة بيراميدز كانت التغييرات الأولية لأوسوريو جيدة وحسّنت من شكل الزمالك، لكنّ الدفع بالمخضرم محمود شيكابالا، لم يكن له أي مبرّر كونه لم يكن قادرًا لا فنيًا ولا بدنيًا على مجابهة أشرس جبهات بيراميدز متمثلة في محمد حمدي ورمضان صبحي.

شارك: