كأس العالم 1998.. قصة هدف أرجنتيني أنقذ حياة شخص

2021-11-11 12:35
الأرجنتيني خافيير زانيتي في صراع على الكرة مع الإنجليزي غرام لو سو في مباراة ثمن نهائي كأس العالم فرنسا 1998 (Getty)
Source
+ الخط -

كرة القدم رياضة مليئة بقصص الأمجاد والبطولات كما الحكايات العاطفية والدرامية، فهل تعرف قصة الهدف الذي أنقذ حياة شخص يوما ما؟

في الـ 30 يونيو عام 1998 كان هناك رجل بولندي يمارس حياته الروتينية اليومية في مدينة شدلويك البولندية، فبعد ساعات عمله المرهقة ذهنيا، يعود للبيت لأخذ قسط من الراحة ثم يأخذ كلبه في جولة خارجية وبعدها يقوم كالعادة بركن سيارته بالقرب من مركز للشرطة لحمايتها من اللصوص والمجرمين.

وفي اليوم والتاريخ ذاته، وعلى بعد أكثر من 1700 كم، كانت تقام نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا، وكان ناريك كوباتش (Narek Kopaczen) وهو الرجل البولندي الذي يعمل مدعيا عاما حينها، يتابع مثل الملايين من البشر في العالم مباريات المونديال الحماسية.

علاقة الرجل البولندي بمونديال فرنسا عام 1998؟

لم تشارك بولندا في كأس العالم حيث احتلت إنجلترا وإيطاليا المركزين الأول والثاني في مجموعتهم المؤهلة، لكن عدم مشاركة بولندا والتهديدات المجهولة من إحدى العصابات الإجرامية، لم يثنيا كوباش عن الاستمتاع بمشاهدة مباريات المونديال. ففي يوم 30 يونيو كان في بيته يشاهد مباراة الأرجنتين وإنجلترا في دور الـ 16 وكان يأمل في أن تنتقم الأرجنتين لبولندا بإقصاء إنجلترا.

كانت المباراة مشوقة على ملعب جوفروا غيشار بمدينة سانت إيتيان الفرنسية، حيث سجل مايكل أوين هدفا مارادونيا لتتقدم إنجلترا 2-1 في الشوط الأول، حماسة اللقاء أسرت البولندي ودفعته متعة كرة القدم ليقطع مؤقتا بعض عاداته اليومية، وهي إخراج كلبه، ففي ذلك اليوم تجاهل القيام بذلك على الرغم من إلحاح زوجته.

 

هدف في فرنسا وانفجار في بولندا

 

كوباتش لم يرفض فقط إخراج كلبه، بل قرر أيضا ألا يأخذ سيارته من مرآب مركز الشرطة المقابل لبيته، ليواصل الاستمتاع بلحظات كروية ممتعة، زادها هدف التعادل 2-2 سجله لخافيير زانيتي من ركلة حرة في الشوط الأول.

لقد فجر ذلك الهدف فرحة لا توصف للجماهير الأرجنتينية.. وكذلك كانت فرحة المدعي العام من أمام شاشة التلفزيون، وذلك لسببين: الأول هو أن هدف زانيتي وتعادل الأرجنتين وتأهلها بعد ذلك بركلات الترجيح، أشفى غليله هو وجميع البولنديين من إنجلترا التي حرمت منتخب بلادهم من المشاركة في مونديال فرنسا.

أما السبب الثاني، فلأن حياته كانت ستشهد نهاية دراماتيكية لولا هدف زانيتي الذي جنبه موتا محققا لم يكن يخطر على باله في لحظات متعة مشاهدته مواجهة الأرجنتين وإنجلترا.

ماذا حصل بعد هدف زانيتي؟

 

بعد هدف قائد منتخب التانغو في شباك إنجلترا بقليل، سمع كوباتش صوت انفجار مروع في الخارج، نظر من النافذة لقد كانت سيارته. كان الأمر مذهلا وصادما بالنسبة له ولزوجته.

كشفت تحقيقات الشرطة البولندية في ما بعد أن قنبلة موقوتة وضعت تحت سيارة المدعي العام وكانت معدلة زمنيا مع توقيت أخذه إياها من مرآب الشرطة حيث كان يضعها كل يوم.

لقد نجى كوباش بأعجوبة من محاولة اغتيال محققة، فلولا هدف التعادل لزانيتي لكان في عداد الأموات، ومنذ ذلك الوقت عرفت هذه القصة بالهدف الذي أنقذ حياة شخص.

كوباش يشكر منقذه زانيتي

بعد الحادثة التي كادت تودي بحياته، قام كوباتش بتوجيه رسالة إلى قائد الكتيبة الأرجنتينية آنذاك خافيير زانيتي يشكره فيها على الهدف الذي سجله في الدقيقة الأخيرة وأسعد به ملايين الأرجنتينيين، وأبقاه على قيد الحياة.

وكتب البولندي: "إن القليل من الرياضات مثل كرة القدم قادرة على كتابة مثل هذه القصص الرائعة وشبه المستحيلة.. كم هي رائعة هذه الرياضة".

فيديو ملخص لمباراة الأرجنتين وإنجلترا في كأس العالم 1998

شارك: