قطر تبهر العالم في أسبوع المونديال الأول

2022-11-25 15:28
قطر تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انطلقت، اليوم الجمعة، مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لنهائيات كأس العالم قطر 2022، حيث ندخل الأسبوع الثاني من المونديال العربي المميز والمليء بالمفاجآت لحد الآن، سواء من الناحية الفنية ونتائج المنتخبات، أو حتى من الناحية التنظيمية.

قبل انطلاق المونديال، تعرّضت قطر لانتقادات كبيرة، وحملة ممنهجة ضدها من بعض الأبواق الإعلامية في الغرب، وحتى من بعض المسؤولين والمدربين واللاعبين السابقين، الذين تشبثوا ببعض القضايا الخارجة عن النطاق الرياضي، على غرار قضايا المثليين وحقوق الإنسان وغيرها، لإطلاق أسهمهم، وانتقاد خيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منح شرف تنظيم التظاهرة العالمية لبلد عربي مسلم.

ورغم التصريحات النارية التي أدلى بها السويسري جياني إنفانتينو (رئيس الفيفا) قبل يوم واحد على إعطاء شارة انطلاق المونديال، حين أفحم الغرب ووصفهم بـ"المنافقين"، فإن بعض الأبواق الإعلامية لا تزال تنثر في سمومها تجاه قطر، وتبحث عن الأخطاء حتى في عدم وجودها، بدلًا من التركيز عن الأمور الإيجابية وما أكثرها، ولا تأبه هذه الأبواق بما يعيشه العالم، والوطن العربي على وجه الخصوص، من إنجاز غير مسبوق، وتلك الأجواء الرائعة والأكثر من باهرة في المونديال.

قطر التي رفضت تسخير جميع وسائلها الإعلامية لمهاجمة الغرب، والرد على انتقاداتهم، اكتفت بالصمت، وردت الصاع صاعين في الميدان.. أسبوع واحد فقط تقريبًا على انطلاق كأس العالم، ولدينا تنظيم أكثر من رائع، وأجواء مفعمة بالحيوية.. لدينا مشجعون في غاية السعادة ومرتاحون، شأنهم شأن وفود المنتخبات المشاركة، لا مظاهر سلبية ولا تجاوزات.. الكل يحترم قطر، ومبادئ دولة قطر.

في هذا التقرير من "winwin"، نتحدث عن أبرز مظاهر نجاح قطر حتى الآن في تنظيم كأس العالم لأول مرة، في بلد عربي..

حفل افتتاح خيالي.. قطر بيت للعالم

لأول مرة في تاريخ بطولة كأس العالم، افتُتحت المنافسة بآية قرآنية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، تلاها القطري غانم المفتاح باستاد "البيت"، وفي حضور الممثل العالمي مورغان فريمان.

آية قرآنية تحمل الكثير من المعاني ولخصت كل شيء.. "قطر ستكون بيتًا للعالم"، تصريح أطلقه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو قبل أشهر على كأس العالم، وحقًّا كان الأمر بعد مرور أسبوع من انطلاقة البطولة.

ما عاشته الجماهير الحاضرة في استاد "البيت" الأحد الماضي، وما تابعه المشاهدون عبر شاشات التلفزيون التي نقلت حفل الافتتاح، هو شيء من الخيال والإبداع، وحينها، أثبتت قطر لجميع المنتقدين أنهم مخطئون في حقها، وأنها جاهزة لاحتضان المونديال، ومنافسات أخرى على أعلى مستوى.

فشل ذريع لدعوات المقاطعة

طالب العديد من الأشخاص المحسوبين عن قطاع كرة القدم العالمية، سواء مدربين أو مسؤولين أو حتى لاعبين، بضرورة مقاطعة كأس العالم قبل انطلاقتها، لكن ما نعيشه حاليًا عكس ذلك تمامًا، فهذه الدعوات لم تنجح بتاتًا.

المشجعون الحقيقيون، الذين لا يرون في لعبة كرة القدم سوى رياضة ملك للجميع "تُجمِّع ولا تُفرِّق الشعوب"، كانوا حاضرين بقوة في قطر لمعايشة الحدث العالمي عن قرب.

ما نعيشه حاليًا في مدرجات الملاعب القطرية، المملوءة بالمشجعين في جميع المواجهات التي لُعبت لغاية الآن ما هو إلا نصر لقطر، وكرة القدم كرياضة بالدرجة الأولى.

واعترف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لو غرايت، في تصريحات لإذاعة "RTL" الفرنسية، بأن دعوات مقاطعة مونديال قطر لم تنجح وباءت كلها بالفشل الذريع، والدليل على ذلك امتلاء مناطق المشجعين بالآلاف ممن أتوا لمتابعة مباريات المونديال.

وأشار لو غرايت إلى أن "الحملة الإعلامية الغربية التي شُنَّت ضد بطولة كأس العالم قطر 2022 كان مبالغًا فيها، ونحن في فرنسا عادةً ما نميل إلى تهويل الأمور عند معالجتنا لبعض القضايا".

"الفيفا" يكشف عن أرقام قياسية في عدد المشاهدات

فضلًا عن الحضور الجماهيري في قطر، فإن "فيفا" كشف عن أرقام أولية قياسية، تخص عدد مشاهدي مونديال قطر عبر شاشات التلفزيون.

وقال فيفا -في تقرير له- إن كأس العالم لا يزال يحظى بنفس القدر من الشعبية الكبيرة حول العالم، وهو ما تُظهره الأرقام الأولية لمستوى متابعة المباراة الافتتاحية لمونديال 2022، إذ يتبيّن أن هناك زيادة في عدد المشاهدين مقارنةً بالمباراة الافتتاحية لمونديال روسيا قبل أربع سنوات.

فعلى سبيل المثال، تابع المباراة الافتتاحية، التي جمعت بين الدولة المستضيفة والإكوادور بتاريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، متوسط عدد مشاهدين في الإكوادور بلغ 3.3 ملايين شخص، ووصل في الذروة إلى 3.6 ملايين شخص، ويمثل ذلك زيادةً بـ 109% في نسبة المشاهدة للمباراة الأولى للبطولة في البلاد، مقارنةً بأعلى نسبة مشاهدة في آخر نسختين من كأس العالم.

كما استقطبت مواجهة ويلز الأولى في المونديال منذ 1958، أمام الولايات المتحدة الأمريكية، عددًا كبيرًا من المتابعين بلغ 7.8 ملايين شخص (بذروة بلغت 12.5 مليون شخص) في المملكة المتحدة، أمّا حصة المشاهدين في ويلز فقد بلغت 43%.

بينما حظيت قناة "تي إف 1" في فرنسا بأكبر نسبة مشاهدة في العام، بحصيلة 12.53 مليون شخص، وبلغت ذروة المشاهدين 14 مليون شخص، وذلك لمتابعة أبطال العالم يستهلون حملتهم للدفاع عن لقبهم في المباراة، التي انتهت بفوز فرنسا 4-1 أمام أستراليا.

الجماهير تخطف الأضواء بتصرفات حضارية

ودومًا مع الجماهير؛ إذ صنع المشجعون الحدث في مونديال قطر، ليس فقط بحضورهم الغفير في مناطق المشجعين ومدرجات الملاعب، وإنما أيضًا بتصرفاتهم الحضارية.

وخطفت الجماهير المغربية الأضواء من خلال إقدامهم على تنظيف مدرجات استاد "البيت" من الفضلات التي خلفها المشجعون وراءهم، عقب انتهاء مباراة منتخب بلادهم المغرب أمام منتخب كرواتيا في افتتاح مباريات المجموعة السادسة من كأس العالم 2022 بقطر.

كما تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو أخرى تُظهِر قيام الجماهير اليابانية بتنظيف مدرجات مباراة منتخب بلادها مع ألمانيا بعد نهاية المباراة.

كما نشر حساب "فيفا" على تويتر صورة، انتشرت كالنار في الهشيم، لما فعله لاعبو المنتخب الياباني بعد مباراة ألمانيا؛ إذ نظفوا غرفة الملابس الخاصة بهم، ورتبوا محتوياتها على أكمل وجه، لتعود نظيفة ومرتبة كما كانت قبل انطلاق المباراة.

انقسامات وتراجعات وسط المنتخبات المشاركة

الأمر الأبرز والأهم، والذي يدل على تفوق قطر ونجاحها في التصدي للحملة الممنهجة والانتقادات الموجهة إليها، هي بروز انقسامات وسط المنتخبات التي كانت ضد تنظيم الدولة العربية لهذا الحدث.

منتخب هولندا، الذي كان يعتزم حمل قائده لشارة "المثليين" برفقة قادة حوالي 9 منتخبات أخرى، تراجع عن ذلك، ليس خوفًا من عقوبات الاتحاد الدولي للعبة، مثل إنجلترا على سبيل المثال لا الحصر، وإنما رغبةً منه في التركيز على الرياضة دون السياسة، في سبيل تحقيق حلمه في التتويج بالمونديال لأول مرة في تاريخه.

وقال مدرب المنتخب الهولندي، لويس فان غال، في مؤتمره الصحفي الأخير عشية مواجهة الإكوادور، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى: "منذ لقائنا بالعمال المهاجرين، طوينا الصفحة نهائيًّا.. لا نرغب في الحديث عن السياسة. نحن الآن في المونديال، ولا نفكر سوى في كرة القدم، كل منتخب حر في تصرفاته، ولن نسير على خطى ألمانيا، هدفنا واضح".

شارك: