رحيل غوندوغان عن برشلونة ما بين الأسباب والخسائر

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-21
الألماني إلكاي غوندوغان على أعتاب الرحيل عن برشلونة الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كانت ردة فعل لاعب وسط ريال مدريد المعتزل توني كروس منطقية جدًا وقد عبر عن ذهوله من الأخبار التي تتحدث عن اقتراب رحيل غوندوغان عن صفوف برشلونة، فقد كانت هذه ردة فعل الأغلبية.

فالدولي الألماني كان قد وصل قبل موسمٍ واحد فقط قادمًا من مانشستر سيتي بعد تتويجه بثلاثية تاريخية للنادي الإنجليزي لكنه كان قد فكر في تجربة جديدة ووجد برشلونة سيكون محطته المناسبة لتلك التجربة.

تعددت الأسباب.. والرحيل واحد!

رجّح كثير من المتابعين أن برشلونة يسرّب الكثير من الأخبار السلبية عن غوندوغان من أجل دفعه للرحيل عن صفوف النادي الكتالوني وهو ما حدث بالفعل بعدما قدم صاحب الأصول التركية طلبًا رسميًا للرحيل عن النادي قابلته الإدارة بعدم ممانعة ذلك وكأنه صادف هوى في نفسها.

الحديث كان ينحصر بشكل رئيسي عن رغبة إدارة لابورتا في التخلص من لاعب آخر من أصحاب الرواتب العالية من أجل إفساح المجال لتسجيل اللاعبين وتخفيف العبء الاقتصادي عن النادي الذي عانى من أكبر دين في تاريخ الرياضة بعد فترة كارثية على المستوى الاقتصادي مع الرئيس السابق بارتوميو.

لكن صحيفة "موندو ديبورتيفو" خرجت بتقرير أشار إلى أن الأمر لم يبدأ عند مسألة الراتب العالي لغوندوغان بل بدأ بعد تصدع علاقة الأخير ببعضٍ من لاعبي الفريق إثر انتقاده العلني لزملائه عقب مباراة باريس سان جيرمان التي سقط فيها برشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف، والتي ألمح فيها النجم الألماني إلى لوم مدافع الفريق رونالد أراوخو الذي طُرد بتصرف متهور كلف البرسا اللعب بعشرة لاعبين لأغلب المباراة التي أقصت البلوغرانا من دوري أبطال أوروبا.

ورغم اعتذار غوندوغان عن تلك التصريحات إلا أن الضرر كان قد حدث، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، فقد فعلها في كلاسيكو الدور الأول الذي سجل فيه لاعب بوروسيا دورتموند الأسبق هدف البرسا الوحيد قبل أن يقلب ريال مدريد الطاولة في الشوط الثاني بهدفي جود بيلينغهام.

ومع رغبة إدارة النادي في التخلص من بعض اللاعبين من أصحاب الرواتب العالية، لم يمانع المدير الفني هانز فليك هذا الأمر خاصة أنه، حسب الصحيفة الكتالونية، يمتلك فيرمين لوبيز وداني أولمو في نفس المركز.

رحيل غوندوغان عن برشلونة بعد موسمٍ واحد فقط، وأيًا كان السبب الحقيقي لذلك، فإن الحقيقة الوحيدة الآن أنه سيغادر.

خسارة لبرشلونة بعد رحيل غوندوغان

والحقيقة أن رحيل غوندوغان هو خسارة مؤكدة للفريق الكتالوني، فقد كان واحدًا من أفضل لاعبي الفريق في الموسم الماضي الذي عانى فيه الفريق كثيرًا على مستوى النتائج وخرج خالي الوفاض في النهاية بعد أداء متراجع لكثيرٍ من اللاعبين.

كما أنه ليس صحيحًا أن مركز غوندوغان هو مركز فيرمين وأولمو، فهو واحد من المراكز التي يجيد اللعب فيها، لكن الذي تجاهلته الصحيفة الكتالونية، وربما هانز فليك، هو أن غوندوغان يستطيع اللعب في كل مراكز خط الوسط، بل وغالبية مسيرته كان يلعب فيها إما في مركز لاعب الارتكاز أو لاعب الوسط المحوري، ومسألة استخدامه من قبل بيب غوارديولا في مسألة الدخول لمنطقة الجزاء والتسجيل بكثافة هي ميزة إضافية لا تعني أنها الميزة الوحيدة التي يمتلكها.

فغوندوغان مناسب جدًا لأسلوب لعب برشلونة، ووجود لاعب بخبرته يمكن معه أن ينمو لاعبو الوسط الشباب بشكل أفضل خاصة مع التراجع الذي حدث في مستوى بيدري، والتذبذب الذي لا ينتهي في مستوى فرينكي دي يونغ في انتظار عودة غافي من الإصابة الطويلة التي عانى منها وأبعدته عن غالبية الموسم الماضي.

كما أن رحيل سيرجي روبيرتو وأوريول روميو، اللذين لم يكونا بمستوى مميز لكنهما زاد بشري للدكة، قد يعني أنه ما يزال يمكن الاستفادة من النجم الألماني بشكل حتى لو ثانوي نوعًا ما، وذلك حتى لو تم تجاهل كل ما سبق من أنه كان اللاعب الأفضل في وسط برشلونة الموسم الماضي بلا منازع.

أما إن كان الراتب هو ما يفرض الرحيل المحتوم، فإن ذلك قد يدفع للتساؤل عن فكرة التعاقد مع لاعب تعلم إدارة النادي جيدًا أنه من أصحاب الرواتب المرتفعة ثم تكتشف هذا فجأة بعد نهاية الموسم، علمًا بأن إدارة لابورتا قضت الكثير من الوقت لمحاولة التخلص من دي يونغ، الذي يحصل على راتب أعلى، دون جدوى لكنها لم تمانع إيذاء صورة النادي الذي سعى غوندوغان للارتباط باسمه انطلاقًا من سمعة البرسا الكبيرة ليجد نفسه مُجبرًا على الرحيل بعد عامٍ واحد قدم فيه الكثير.

شارك: