خبرة لوريس في مواجهة خاصة مع تألُّق بونو

تاريخ النشر:
2022-12-13 16:11
هوغو لوريس حارس مرمى المنتخب الفرنسي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

سيكون قائد المنتخب الفرنسي، لأكثر من 10 أعوام، في منافسة قوية مع ياسين بونو حامي عرين المغرب حين يلتقيان في الدور نصف النهائي من كأس العالم قطر 2022 حيث إن كليهما قدّم مستويات مميزة خلال المونديال وستتعين عليهما مواصلة مشواريهما.

ودخل لوريس التاريخ السبت حين أصبح اللاعب الأكثر خوضًا للمباريات الدولية مع فرنسا (143) ويأمل في متابعة المشوار لحمل كأس العالم مرّة ثانية تواليًا، لكن قبل ذلك يتعيّن عليه إيقاف المدّ المغربي الرهيب في مونديال قطر الأربعاء في نصف النهائي.

وفي المقابل صار بونو عنصرًا رئيسيًّا ومحوريًّا في مساعدة المغرب على إرساء معايير جديدة لكرة القدم الأفريقية والعربية خلال مونديال قطر، بعدما كان بديلًا خلال كأس أمم أفريقيا 2017 وكأس العالم 2018 في روسيا، في حين لم تفلح محاولات إسبانيا والبرتغال في هز شباكه بالأدوار الإقصائية.

جاء قرار منح لوريس شارة قيادة المنتخب الوطني بعد المشاركة الكارثية في مونديال 2010 والتمرّد الشهير على المدرب، ريمون دومينيك، الذي أدّى في النهاية الى انتهاء المشوار عند دور المجموعات، ومنذ ذلك الحين، فرض حارس توتنهام نفسه ليصل بعد 12 عامًا إلى خوض مباراته الـ143 بقميص المنتخب السبت ضد الإنجليز، محطّمًا الرقم القياسي المسجَّل باسم المدافع ليليان تورام.

مع تصدياته الستة، كان لوريس سيتوج بجائزة أفضل لاعب في ربع النهائي لو لم تُمنَح إلى أوليفييه جيرو صاحب هدف الفوز بضربة رأسية قاتلة. وعقب المباراة قال الحارس البالغ من العمر 35 عامًا: "لقد كانت أمسية استثنائية، مباراتي الدولية رقم 143، أمام إنجلترا، البلد الذي أمارس فيه اللعبة منذ عشر سنوات".

وحظي حارس الديوك بإشادة المدرب المساعد في المنتخب الفرنسي غي ستيفان، الذي قال عنه: "أنْ تُحقِّق هذا الأمر خلال مسيرتك وأن تستمر على نهج المستويات الرفيعة لمدة 10 أو 12 عامًا دون أن تتعرض حتى لأي إصابات، فهذا يُظهِر مدى الثبات في مستواك".

يحتفل لوريس هذا الشهر بميلاده السادس والثلاثين، وقد تغيّر كثيرًا منذ أن ارتدى شارة القيادة للمرة الأولى عام 2010 حين كان يدافع عن عرين ليون، فبعد خيبة خسارة نهائي كأس أوروبا 2016 على الأراضي الفرنسية لصالح برتغال كريستيانو رونالدو، عوَّض لوريس في مونديال روسيا ولعب دورًا أساسيًّا في قيادة "الديوك" إلى لقبهم العالمي الثاني.

رجلان مختلفان

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس بِريس" عشية مشاركته الرابعة في النهائيات العالمية، قال الحارس الذي بدأ مسيرته مع المنتخب عام 2008 بدعوة من دومينيك، إن "الفتى الذي كان عمره 23 عامًا، عندما حصلت على شارة القيادة، والرجل الذي أنا عليه اليوم مختلفان تمامًا، حتى لو التزمت بالمبادئ نفسها".

"الاستقرار"، "الاستمرارية"، "الهدوء"، و"الطمأنينة". إنها أبرز الصفات لقائد منتخب بفرنسا حسب زميله وصخرة دفاع فرنسا رافاييل فاران، الشاهد الأبرز على قيمة لوريس في منتخب فرنسا، وأسهب قائلًا: "لديّ الكثير من الاحترام له، للرجل الذي هو عليه. كانت فرصةً للحصول على هذا الاستقرار في منتخب فرنسا ولفترة طويلة. إنه لاعب موثوق به للغاية ينقل هدوءه وطمأنينته إلى جميع اللاعبين".

في غيابه خلال الجولة الأخيرة من دور المجموعات حين خسرت فرنسا أمام تونس صفر-1 في مباراة هامشية، بما أن رجال المدرب ديدييه ديشامب كانوا ضامنين تأهلهم، افتقر الزرق إلى الهدوء، ولم يكن المخضرم ستيف مانداندا مصدرًا للثقة.

لا نحتاج إلى التحدث في بعض الأحيان

يحتاج ديشامب إلى لاعب بخبرته أكثر من أي وقت مضى، بعد خسارة جهود لاعبي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي بسبب الإصابة، فيصف تيري مالاسبينا الذي عرفه كمدربٍ في مركز للتدريب في نيس عندما كان في سن الخامسة عشرة "إنه متحفظ، لكنه مؤثر. إنه قائد حقيقي للاعبين. في غرف الملابس أو في الميدان، عندما يُعبِّر عن نفسه، فإنه يفعل ذلك جيدًا، وأنت تستمع إليه".

وإذا كان توجيه الزملاء صفة هامة جدًّا لأي قائد؛ فإن لوريس نفسه يصر على أن القائد أكثر من مجرد "صراخ" في الملعب، معتبرًا أن "الأمر الأهم هو أن تبذل جهدًا في أرض الملعب".

وتابع المولود في كوت دازور الذي بدأت مسيرته الرياضية في كرة المضرب قبل الانتقال الى كرة القدم، أنه "في هذه الأيام، الكثير من الأهمية تذهب إلى ما قد يحدث في غرف الملاعب، لكن بصراحة، لا نحتاج إلى التحدث في بعض الأحيان".

ديشامب وجد في لوريس استمرارية وثباتًا، واصفًا إياه برجل الثقة و"إنه ليس شخصًا متطلبًا جدًا أو يبحث عن الضوضاء"، فيما يوضح حارس فرنسا: "عندما تتحمل مسؤولية القائد؛ يكون لدينا واجب تجاه الآخرين: أن نكون قدوة، ولكن أيضًا لإظهار القيادة".

بالنسبة لقائد إنجلترا كين الذي أهدر ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة فوق عارضة زميله في توتنهام لوريس كانت ستمنح فريقه التعادل، فرأى أن قائده في سبيرز "يعرف متى يرسل الرسالة الصحيحة. إنه رجل مجتهد وهادئ لكنه أيضًا رجل شغوف حقًّا".

يدرك لوريس أن بطولته الدولية السابعة الكبرى قد تكون الأخيرة، خاصة وأن نجم ميلان الإيطالي مايك ماينان، الغائب عن نهائيات قطر بسبب الإصابة، جاهز لتولي المسؤولية، وأقر الحارس بنفسه: "هناك احتمالية كبيرة لتكون هذه آخر بطولة لي في كأس العالم؛ لأن البطولة القادمة ستقام بعد أربعة أعوام (أي سيكون في الأربعين من عمره). أريد فقط التركيز على هذا الحدث والاستمتاع به إلى أقصى حد".

شارك: