حمد الكواري: كأس العالم فرصة لإبراز معالم الثقافة القطرية

2022-10-04 00:28
حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية (Twitter/ alaraby_ar)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أكد حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أنّ مونديال كأس العالم قطر 2022 يمثل فرصة لإبراز معالم الثقافة القطرية، وتعريف الجماهير من شتى أنحاء العالم بها.

وقال الكواري في حوار أجراه معه موقع "العربي الجديد": "استضافة قطر لكأس العالم 2022، كان تحدياً كبيراً على مستويات مختلفة"، مشيراً إلى أن قطر "نجحت في أن تهيّئ كلّ الظروف لتحويل هذا التحدي إلى فرصة لتقديم بطولة استثنائيّة".

وقلل الكواري من المخاوف بشأن تأثيرات استضافة المونديال في الواقع الثقافي والاجتماعي لدولة قطر، مُبديا ثقته في قدرة المجتمع القطري على حماية هويته الثقافية وحماية تراثه من أي تأثيرات سلبية محتملة، مشيراً إلى أنّ الثقافة القطرية "صمدت على مرّ العقود أمام آثار العولمة، ومحاولات التنميط الثقافية".

وأشار إلى أن الثقافة القطرية "عرفت كيف تتعامل مع الثقافات الأخرى عبر بناء الجسور والتّسامح، فلا خوف على ثقافةٍ تؤمن بمكتسباتها، وتعامل الآخر بندية، إنّما الخوف إذا كانت الثقافة تابعة".

الأصالة والاستفادة من أحدث التقنيات حاضران في مونديال قطر

وأشار وزير الدولة إلى أنّ الاستدامة كانت واحدة من أبرز أهداف استضافة الحدث العالمي، وأنّ ذلك انعكس على طريقة تصميم الملاعب وتطوير البنية التحتية، لافتا الأنظار إلى أن الملاعب صُمِّمت لتعكس الهوية الوطنية والثقافة المحلية والعربية، مع الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية، وهذا ما يجعل الجماهير من شتى أنحاء العالم أمام فرصة للتعرف إلى بعض معالم الثقافة القطرية والعربية.

وأكد أن بطولة كأس العالم تُمثل فرصة "لاكتشاف الصورة الحقيقية للإنسان العربي بعيدًا عن الأفكار المسبقة، والمعلومات المغلوطة المبنية على الشائعات وليس الحقائق"، مشيرا إلى أن العالم سيكون أمام فرصة لاستشكاف "مدى التقدّم الذي يُمكن أن تُحصّله دولة عربيّة مسلمة آمنت بأنّ عروبتها ودينها من مقوّمات التقدّم"، ما يجعل الرصيد الثقافي والمعرفي الذي ستجنيه قطر والعالم العربي من استضافة المونديال كبيرا جدا.

قطر عاصمة للثقافة العالمية خلال المونديال

وأشار الكواري إلى أن قطر والحضارة العربية الإسلامية ستستفيد من استضافة المونديال، موضحا: "لا يجب أن ننظر إلى كأس العالم من زاوية ضيقة باعتباره مباريات رياضيّة؛ إذ سيسهم هذا الحدث في تعريف الجماهير الوافدة بمعالم الثقافة القطريّة، وسيفتح آفاقاً سياحيّة كبرى"

وتابع: "قطر ستؤكّد على احتفاظها بهذا الرصيد الثقافي لتكون حقاً عاصمة للثقافة العالميّة في فترة المونديال"، مشيرا إلى أنّ الرياضة "تضم رسائل ثقافيّة وأخلاقيّة قبل كلّ شيء. والثقافة معنيّة بذلك بشكل أساسي".

وكشف عن استعدادات مكتبة قطر الوطنيّة للحدث العالمي، قائلا: "تهيأنا لتنظيم فعاليات ثقافيّة بالتوازي مع الحدث الرياضي؛ منها معرض (تاريخ كرة القدم في قطر)، ومعرض (ريشة) لرسوم الأطفال لملاعب كأس العالم، ومعرض يوثق لاستضافة قطر لكأس العالم من تقديم ملف الاستضافة حتى صافرة البداية" مؤكدا أنّ العالم "سيتعرف إلى الموروث القطري والعربي والإسلامي".

وأكد أن الجماهير ستكون على موعد مع اكتشاف ما لا تعرفه عن العرب، بدءًا من قيم الضيافة، وصولًا إلى الإقرار بكفاءتهم في الإضافة للحضارة الإنسانية؛ مشيرا إلى أنّ "الوقت قد حان لأن يكون للعربي دوره في كل شيء"، وأن "تنظيم قطر لكأس العالم سيُبدّدُ ملامح الصّورة المشوّهة عن الإنسان العربي".

وكما تحدث عن استعدادات قطر لاستضافة المونديال، قائلا: "أرى قطر مستعدة، فكلّ شروط النّجاح متوفّرة، وأنا على ثقة بأنّ العالم سيتفاجأ ممّا سيراه من تقدّم على مستويات مختلفة، فالاستعدادات لم تشمل فقط البنية التحتيّة، وإنّما هناك استعداد مجتمعي للحدث".

وأضاف: "نحن في قطر لا نفكّر في ما هو تقني فقط، بل نفكّر في الإنسان أولاً؛ لذلك فإنّ المجتمع على استعداد لاستضافة ثقافات الشّعوب، وقبولها في كنف الاحترام المتبادل للقيم".

وتابع: "في مثل هذه المناسبات يكون الطابع الاحتفالي حاضراً، وهذا مهم للإنسانيّة القلقة في هذه المرحلة الحضاريّة، وفكرة هذا الحدث تُعطي أملاً للجميع بأنّ العيش المشترك ممكن، بل مطلوب، وقبول الاختلافات من نعم اللّه قبل كلّ شيء، والتنوّع يجمعنا ولا يفرّقنا، فهذا الموعد العالمي يبثّ التفاؤل في الجميع، وما أحوجنا إلى هذه الدافعيّة لتمتين جسور تواصلنا، وتبادل الثقة بيننا".

شارك: