تحليل | قرار في ركلات الترجيح رجّح كفة مصر أمام باراغواي
صعد منتخب مصر الأولمبي إلى نصف نهائي منافسات كرة القدم في أولمبياد باريس 2024 عقب تفوقه على نظيره منتخب باراغواي بركلات الترجيح بنتيجة 5-4 عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله.
وهذه هي المرة الثالثة في تاريخ مشاركاته في الأولمبياد التي يصعد فيها المنتخب المصري لنصف النهائي بعد المرة الأولى في أمستردام عام 1928 والثانية في أولمبياد طوكيو عام 1964.
وتأهل منتخبان عربيان لأول مرة إلى نصف نهائي الأولمبياد، حيث سيلعب المغرب أمام إسبانيا، في حين ستلعب مصر في نصف النهائي الآخر مع الفائز من مواجهة فرنسا والأرجنتين
سلبية إهدار الفرص المحققة في منتخب مصر
كان بمقدور منتخب مصر أن ينهي المباراة دون الانتظار لركلات الترجيح لولا إهدار بعض الفرص السهلة؛ خاصة الفرصة التي أهدرها لاعب الوسط محمود صابر، وهذه هي السلبية الوحيدة في هذا المنتخب.
منتخب مصر من بين أكثر منتخبات الأولمبياد خلقًا للفرص المحققة بواقع 7 فرص محققة، لكنه في الوقت نفسه ثاني أسوأ سجل في ترجمة الفرص المحققة حيث حوّل 20% فقط من فرصه المحققة لأهداف، وسيكون على الفراعنة محاولة استغلال فرصه كافة في نصف النهائي الذي سيكون أصعب بكل تأكيد.
ثنائية إبراهيم عادل وزيزو
مرة أخرى تبرز ثنائية إبراهيم عادل وأحمد سيد زيزو على جناحي ملعب منتخب مصر بتفاهم كبيرة، حيث قدم زيزو التمريرة الحاسمة الثانية لنجم بيراميدز بطريقة رائعة.
كما توضح الصورة أعلاه، لعب زيزو كرة عرضية بقدمه اليسرى الضعيفة، لإبراهيم عادل الذي تحرك بشكل مميز في ما يسمى "بالمنطقة العمياء"، وكان الهدف يعبر عن مدى التفاهم الكبير بين زيزو الذي مرر الكرة لإبراهيم عادل دون أن يراه.
المجهود البدني الكبير
إن نظرنا للمنتخبات الأكثر فوزًا بالمواجهات الثنائية في الأولمبياد سنجد أن المنتخب المصري يأتي في المرتبة الثانية بـ216 مواجهة ثنائية ناجحة بنسبة نجاح 56% وهذه ثاني أفضل نسبة نجاح في الثنائيات.
هذا الرقم يعبر عن شيء مهم وهو الروح القتالية الكبيرة للمنتخب والمجهود البدني الكبير، خاصة للاعبين مثل أحمد سيد زيزو الذي خاض موسمًا شاقًا ولعب حتى آخر لحظة، والأمر نفسه بالنسبة لإبراهيم عادل.
تأثير روجيرو ميكالي
مرة أخرى يثبت البرازيلي روجيرو ميكالي أنه صاحب الفضل الأبرز في المستوى المميز لمنتخب مصر الأولمبي؛ ليس فقط في الأولمبياد الحالي بل منذ بطولة أفريقيا التي صعد فيها للنهائي وخسره أمام منتخب المغرب.
ميكالي حقق الميدالية الذهبية مع منتخب البرازيل في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وتأثيره كبير لأنه عرف كيف يخلق توليفة مميزة من اللاعبين وكون هوية للمنتخب، كما أن تغييراته أيضًا دائمًا ما تكون في الموعد.
أسلوب ركلات الترجيح
هناك ملاحظة مهمة في ركلات الترجيح وهي أنه بعد أن تصدى حمزة علاء لركلة الترجيح، دخل لاعب الخبرة محمد النني ليسدد في الركلة التالية، حتى يرفع الضغط عن اللاعبين الصغار.
سدد لاعبو المنتخب المصري ركلات الترجيح بمنتهى البراعة، رغم أنهم افتقدوا لمسدد مميز مثل أحمد سيد زيزو بعد خروجه، وتميزوا بالهدوء وتسديد الكرات في زوايا مستحيلة تقريبًا أمام حارس باراغواي المخضرم غاتيتو فرنانديز (36 عامًا).