البطلة البارالمبية المصرية نادية فكري.. العمر مجرد رقم والحلم لا يتبخر مهما طال الزمن

عادت بطلة رفع الأثقال المصرية نادية فكري إلى حيث تنتمي، وما تنتمي إليه هو "منصات التتويج في دورات الألعاب البارالمبية".. لقد كتبت صاحبة الـ50 عامًا سطرًا جديدًا في تاريخها الحافل، لتثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الحلم لا يتبخر مهما طال الزمن.

نحن نتحدث عن فترة 24 عامًا، انقضت منذ تتويج الرباعة المصرية بأولى ميدالياتها البارالمبية؛ حيث حصدت البرونزية في دورة سيدني 2000، قبل أن تمضي قدمًا في طريق ناجح، يفخر به كل المصريين والعرب.. طريق لم تسلكه "ابنة النيل" بمفردها، وإنما لازمها زوج محب لنجاحها، وهو البطل البارالمبي صلاح عطا.

التقت نادية فكري بعطا في بارالمبياد 2000، ليتزوجا، كاتبَين معًا الفصل الأول من قصة نجاح "أسري- رياضي" داخل الصالات الرياضية وخارجها.

تدرك فكري أهمية الدور الكبير الذي لعبه زوجها في قصة ناجحها، ولذلك بكت حينما نطقت باسمه، عقب تتويجها بالميدالية البرونزية في الألعاب البارالمبية الأخيرة "باريس 2024".

يعني ذلك التتويج أن البطلة المصرية باتت تملك 4 ميداليات بارالمبية، بواقع 3 برونزيات وفضية، وقد تحققت الميداليات الأربعة على مدار 24 عامًا، في رقم يدعو كل من قرأه للدهشة والإعجاب.

نعود إلى سيدني 2000؛ حيث تُوجت نادية بباكورة ميدالياتها، وتعرفت إلى زوجها صلاح عطا، لاعب "الكرة الطائرة جلوس". ثم تزوجا وذهبا معًا إلى "أثينا 2004"، ليُتوج الرجل بميدالية برونزية، وتحصد "سيدة حياته" الميدالية الفضية.

عادت الحالمة نادية، لتحصد برونزية في بارالمبياد بكين 2008، لتضيف وسامًا برالمبيًا جديدًا إلى مسيرتها الرياضية المميزة، وتفرض نفسها "واحدة من أنجح الرياضيات العربيات عبر كل العصور".

ترتيب ميداليات الألعاب البارالمبية 2024

اقرأ المزيد

غابت نادية فكري عن منصات التتويج البارالمبية لـ3 دورات متتالية (لندن 2012، ريو دي جانيرو 2016، طوكيو 2020)، لأسباب منها تعرضها للإصابة، وتعرضها للإيقاف، بعد تناولها طعامًا يحتوي على مادة منشطة عن طريق الخطأ.

لقد توقع الكثيرون أن تكون نادية قد خطت آخر خطواتها الناجحة بالألعاب البارالمبية، لكن المفاجأة أتت حينما فازت البطلة المصرية بميدالية جديدة، بعمر الـ50 عامًا، في ألعاب باريس 2024، وقد احتفلت بإلقائها "زغروطة مصرية"، ابتسم وصفق أمامها كل مَن شاهدها.

نادية فكري والنجاح الأصعب على الإطلاق

يقولون إن النجاح صعب، لكن الحفاظ على هذا النجاح هو "الأصعب"، وقد فعلت نادية فكري حين نجحت في سيدني 2000، وحافظت على نجاحها بأثينا 2004 وبكين 2008، قبل أن تحقق ما يمكن وصفه بـ"الأصعب على الإطلاق"، حينما تمكنت من العودة بعد 16 عامًا كاملة، لترفع علم مصر بميدالية جديدة في بارالمبياد باريس.

حققت نادية فكري النجاح في بارالمبياد باريس، لكنها تدرك -كما أعلنت للجميع بدموعها- أن زوجها صلاح عطا "بطل بارالمبي لم يُتوج من أجلها".

يُعد عطا لاعبًا في منتخب مصر للكرة الطائرة "جلوس"، كما ذكرنا، وقد كان قادرًا على السفر مع زملائه، الذين تُوجوا بالميدالية البرونزية في بارالمبياد باريس 2024، وقبلها في ريو 2016، لكن البطل المصري رفض الفرصتين، كي يبقى إلى جانب طفلَيه من نادية، فيما بحثت الأخيرة عن إنجاز تاريخي جديد، وقد وجدته في فرنسا.