تحليل | الزمالك يهزم الشرطة ببداية منطقية وعلامة استفهام

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-14
-
آخر تعديل:
2024-09-14 21:03
من مباراة الزمالك ومضيفه الشرطة الكيني بكأس الكونفيدرالية الأفريقية (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

افتتح الزمالك المصري رحلة الدفاع عن لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية بالفوز خارج أرضه على فريق الشرطة الكيني بهدف من توقيع عبد الله السعيد في نهايات الشوط الأول، ليخطو النادي الملكي خطوة كبيرة نحو بلوغ دور المجموعات من البطولة إذ بات يحتاج فقط للتعادل على أرضه لمواصلة المشوار.

علامات استفهام على الأداء الدفاعي 

واحدة من أهم الملاحظات على أداء الفارس الأبيض اليوم، تكمن فيما قدمه الفريق دفاعيًا، إذ وضح أن الفريق يعاني من عدة ثغرات على مستوى قلب الدفاع والأطراف.

في الشوط الأول، كان الأمر متزنًا بعض الشيء، فأمام كل لحظة يتم فيها اختراق قلب الدفاع، كانت هناك لحظة أخرى موازية باختراق من على الأطراف؛ لكن في الشوط الثاني كان الأمر مختلفًا إذ كان قلب الدفاع أكثر تماسكًا بينما انهارت الأطراف، خاصةً الجانب الأيمن الذي انتبه فيه المنافس الكيني إلى المباراة الدفاعية الأضعف لمحمد شحاتة في هذا المكان ليتم تكثيف الأعداد الكينية والضغط بقوة من هذا الجانب.

وصحيح أن نظرية عدم اشتراك محمد شحاتة على اليمين قد تبدو صحيحة، إلا أن الأخير قدم مباريات أفضل في هذا المكان في الموسم الماضي أي أن ما حدث اليوم ليس معتادًا إلى هذه الدرجة. وإن اختلفت الآراء في هذا الصدد فإن الجميع سيتفق على أن مكان شحاتة المنطقي هو خط الوسط وأنه ليس الخيار الأمثل في مركز الظهير الأيمن وحسب كما يبدو، بل إن الفريق يحتاجه في خط الوسط.

بداية موسم منطقية لنادي الزمالك

لكن دعونا نركن إلى بعض المنطقية. فلا يمكن الحكم على أي فريق في مباراته الأولى؛ لأسباب كثيرة، بل إن أشياء كثيرة جدًا في ضعف مستوى بعض اللاعبين اليوم تكمن في عدم الجاهزية البدنية والفنية الواضحين.

فعلى سبيل المثال كان الرباعي الأمامي خارج نطاق الخدمة دفاعيًا تقريبًا إذ كانوا مطالبين بتنفيذ ما يريده جوزيه غوميز من ضغط على المنافس بينما هم لا يمتلكون هذه القدرة البدنية من الأصل مع التفاوت بين لاعب وآخر، فالجزيري وناصر ماهر كانا غائبين تمامًا عن عملية الضغط فيما كان الجزيري وشلبي أفضل حالًا.

مثل هذا التراخي في عملية الضغط كان يُولّد ثغرات دفاعية ليس للدفاع نفسه علاقة بها، فإن تسرع زيزو في التقدم للضغط على قلب الدفاع، بات محمد شحاتة مطالبًا بالركض لثلاثين مترًا للأمام لكي لا يكون للظهير الأيسر منفذ، ومن خلال لقطة كهذه انكشفت ثغرة كبيرة على اليمين في الشوط الأول لولا لعب العرضية الأرضية بشكل سيئ أنقذها حسام عبد المجيد.

الزمالك بشكل عام كان بعيدًا عن كل البعد عن القدرة على استعادة الكرة بسرعة، فالضغط صعب بسبب اللياقة وكذلك عدم تحسن مستوى دونغا بعد نهاية موسم مُحبطة مقارنةً بالمستوى المميز الذي قدمه في بدايات غوميز.

شخصية الزمالك واضحة عندما يريد.. ويقدر!

ما زال الزمالك يمتلك تلك الشخصية القوية في أثناء تناقل الكرة التي اكتسبها منذ وصول جوزيه غوميز. هذه الشخصية ظهرت بوضوح في بداية الشوط الثاني بالذات فقدم الفريق أفضل ربع ساعة له في المباراة وكاد أن يسجل في أكثر من فرصة مثل تلك التي أتيحت لشيكابالا للتسديد بأريحية من على خط منطقة الجزاء.

أراد الزمالك هذا الأمر في الشوط الثاني فتمكن؛ لكن يبقى السؤال حول تراجع الفريق بعد ذلك وعمّا إذا كان اختيارًا أم أن القدرة على الاستمرارية بهذا الشكل في المباراة الأولى هذا الموسم كان أمرًا صعبًا.

لا تمكن الاستهانة بمسألة خوض المباراة الرسمية الأولى، فالأمثلة طويلة على أندية بدأت الموسم ببطء لعدم امتلاك الجاهزية البدنية قبل الفنية؛ لكن الرد المنطقي كذلك هو أن الزمالك مُقبل على مباراة لن ترحم تلك الجاهزية، ومن ثم يكون الرهان على الأسبوعين القادمين للوصول لأفضل معدلات بدنية للفريق.

وبالحديث عن الشخصية، تظل تلك الشخصية الفردية للاعبين أمثال عبد الله السعيد وزيزو خير معين للفريق على صنع الفارق كما حدث في لقطة هدف رائع للسعيد الذي سجل في مباراته الأفريقية الأولى له بقميص الزمالك.

هل هناك إجابة أخرى لسؤال الكرات الثابتة؟

ما زال جوزيه غوميز يعتمد أسلوب دفاع المنطقة أمام الركلات الثابتة. لا يمكن وصف الأسلوب بالفاشل، فكثير من المدربين يعتمدونه والأمر مرهون بوجهات النظر.

لكن التساؤل المهم يكمن في مدى جاهزية غوميز لبعض المرونة حيال هذا الأمر، بوضع رقابة استثنائية على لاعب أو اثنين من المنافس إن كان هناك مَن يبرز بشدة منه كما حدث مع لاعب الشرطة رشيد توها.

حتى الآن يبدو الرجل متمسكًا بفكرته إذ لم يضع أهم لاعبي الزمالك في الكرات الرأسية، حسام عبد المجيد، في مواجهته وفضّل رقابة محمد شحاتة على أن يبقى حسام عبد المجيد في قلب المنطقة الدفاعية في أثناء الكرات الثابتة، لكن تبقى الخيارات مفتوحة أمام إجابات أخرى.

فرصة التبديل لم تُستغل

من الأمور التي يمكن انتقاد غوميز عليها في مباراة اليوم هي إستراتيجية بعض التبديلات أو عدم إجرائها من الأساس. اليوم كان منطقيًا خروج سيف الجزيري لكن اشتراك ناصر منسي كانت عليه علامات استفهام عميقة، وإن كان الرد عن محاولة تسويقه فالحقيقة كانت جلية منذ نهايات الموسم الماضي أن اشتراك منسي في كل مباراة هو تدمير أكثر لإمكانية تسويقه، فالرجل يكاد لا يقدم شيئًا، فلا يتسلم الكرة بشكل سليم ويفسد الهجمات المرتدة، وحتى الكرات الرأسية بدا أنه لا يكسب الكثير منها.

وإن كان عدم اشتراك حسام أشرف بلا عذر كبير، فإن غوميز معذور نوعًا ما في عدم اشتراك أحمد محمود، فشحاتة نفسه كان غير قادر على إيقاف المد الكيني من جانبه، فما بالك بلاعب صغير يلعب مباراته الأولى مع الزمالك لذلك كان الأمر مفهومًا.

استمرار عبد الله السعيد كان يمكن فهمه إن كان الفريق قد استمر على أسلوب بدايات الشوط الثاني، لكن بعدما انكفأ الزمالك على مناطقه، باتت الحاجة الملحة لإشراك لاعب وسط آخر يسهم ولو قليلًا في قطع الكرات وكسب الكرات المشتركة بعدما نفد المخزون البدني من أفضل لاعبي الزمالك في المباراة.

الخلاصة

لا يمكن إطلاق أحكام نهائية أو حتى أولية على الزمالك ومدربه بعد مباراة أولى أفريقية خارج الأرض. الفريق يحتاج التحسن كثيرًا، لكن ما زال الحديث بتلك الثقة لدى البعض أمرًا مثيرًا للاستغراب.

من الأمور المفيدة هو أن مثل تلك المباراة قد تكون وقودًا جديدًا لاستمرار اشتعال محرك الميركاتو الساخن مؤخرًا وهو أمر أكدته مصادرنا، ووقتها سيكون لكل حادثٍ حديث.

شارك: