الجزائرية إيمان خليف ترد على العالم المجنون بميدالية أولمبية

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-03
-
آخر تعديل:
2024-08-03 20:52
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تتأهل إلى الدور نصف النهائي في أولمبياد باريس 2024 (Getty)
winwin
الجزائر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نجحت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في ضمان أول ميدالية للجزائر خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الجارية بباريس، عقب تأهلها إلى الدور نصف النهائي لوزن 66 كيلوغرامًا، لتضمن بذلك الحصول على ميدالية برونزية على الأقل وهي التي تستهدف الذهب الأولمبي وسط هجوم قاس عليها لامس في بعض الأحيان حدود الجنون البشري.

وتجاوزت البطلة الجزائرية منافستها المجرية لوكا أموري، اليوم السبت 3 أغسطس/ آب، في منازلة الدور ربع النهائي لوزن الـ66 كيلوغرامًا في أولمبياد باريس، بإجماع الحكام، الذين منحوا إيمان خليف الفوز في الجولات الثلاثة التي سيطرت عليها بالطول والعرض؛ إذ أظهرت تفوقًا فنيًا لافتًا على منافستها التي هاجمتها قبل ساعات من المنازلة.

ودخلت الجزائرية إيمان خليف قاعة "باريس أرينا" لإجراء المنازلة وسط دعم جماهيري قياسي من طرف جماهير بلادها الحاضرة بقوة، وحتى من الجماهير المتعاطفة معها ضد حملة الكراهية والعنصرية التي لاقتها منذ بداية الأولمبياد، وأقبل الجزائريون بالمئات على شراء تذاكر نزال الملاكمة الجزائرية لإبراز دعهم القوّي لها.

ودوّت أهازيج الدعم منقطع النظير لإيمان خليف قاعة "باريس أرينا"، التي لم يسبق لها أن شهدت هذا الشغف الجماهيري والتعلق بملاكمة سابقًا، في وقتٍ حظيت فيه الملاكمة المجرية باستقبال يليق بالمنشورات العنصرية والمشككة في أهلية خليف الجنسية، على حسابها الرسمي في "إنستغرام" قبل أن تسحبها بإنذار من اللجنة الأولمبية الدولية.

الجزائرية إيمان خليف تذرف دموع "الظلم" وتتطلع للذهب

وبالإضافة إلى صور التفوق الرياضي التي صنعتها الجزائرية إيمان خليف على الحلبة، رسمت الملاكمة صاحبة الـ25 عامًا صورة مؤثرة جدًّا قد تصبح من الصور والمشاهد الخالدة في أولمبياد باريس 2024 وتاريخ الأولمبياد على الإطلاق، بعد أن ذرفت الدموع عقب نهاية المنازلة وإعلان فوزها، في صورة تعبيرية عن الضغط الكبير الذي عاشته والظلم الذي تعرضت له.

ودائمًا ما كانت الجزائرية إيمان خليف تظهر بصورة المرأة الحديدية، التي جعلت بعض أشخاص "العالم المجنون" يشككون في أهليتها الجنسية، تبعًا لمسارها الكفاحي في الرياضة للوصول إلى العالمية، بعد أن نشأت في عائلة وبيئة فقيرتين اضطرت خلالها إلى التضحية والبصم على قصة كفاح تُدرَّس وترُوى من أجل البروز على الساحة العالمية.

ولم تقوَ الملاكمة الجزائرية التي حظيت بدعم الملايين من الجزائريين والمتعاطفين عبر العالم، على حبس دموعها نتيجة الظلم الكبير الذي تعرضت له من بداية أولمبياد باريس والجدل الذي أثير بخصوصها منذ فوزها في الدور الـ16 على الإيطالية، أنجيلا كاريني، ورغم تلك الدموع تسلحت إيمان خليف بإصرار شديد للرد على منتقديها بلغة الفن النبيل.

والتقطت كاميرات التليفزيون لقطات بكاء إيمان خليف وتعليقات مدربها، الذي كان يردد "ظلموها ظلموها"، وهو ما يبرز الحالة النفسية الصعبة للملاكمة الجزائرية، والتي لم تكن لتؤثر فيها داخل الحلبة وفي أثناء المنازلة، وحظيت خليف بعد المنازلة بتضامن واسع في منصات التواصل الاجتماعي يرقى إلى التضحيات التي قامت بها للوصول إلى هذه المحطة.

وتتطلع إيمان خليف (25 عامًا) إلى التتويج بالميدالية الذهبية في الأولمبياد، وليس التوقف عن محطة الدور نصف النهائي والاكتفاء بالبرونزية في أسوأ الأحوال، وهي التي ستواجه ملاكمة تايلاندية، علمًا بأن خليف أعادت الملاكمة الجزائرية إلى دائرة التتويجات الأولمبية بعد غياب دام 24 عامًا.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يدعم إيمان خليف

ولم يتوقف الدعم الواسع الذي حظيت به الملاكمة الجزائرية إيمان خليف عند حدود الجماهير الجزائرية ومشاهيرها ونجوم منتخب الجزائر فقط، بل تعداه إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي كشف عن دعمه المطلق للملاكمة الجزائرية المكافحة.

ونشر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، تغريدة على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قال فيها: "مبارك التأهل إيمان خليف، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية.. سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك"، مضيفا: "بالتوفيق في الدورين القادمين وإلى الأمام إيمان خليف.. تحيا الجزائر"، في إشارة إلى تطلع الرئيس الجزائري لتتويج خليف بالذهب الأولمبي.

وبدوره غرّد وزير الرياضة الجزائري، عبد الرحمن حماد، والبطل الأولمبي في اختصاص القفز العالي خلال أولمبياد سيدني 2000 (ميدالية برونزية)، محتفلا بتألق خليف، وقال على حسابه في منصة "إكس": "برافو إيمان خليف. هنيئًا يا بطلتنا. الكلام في الحلبة يا إيمان".

وأضاف: "لقد حققت فوزًا عظيمًا، رياضيًا وأخلاقيًا. لقد ضمنت للجزائر ميدالية أولمبية.. لقد أظهرت شجاعة وإصرارًا لا مثيل لهما"، وختم: "أتمنى لك التوفيق في حصد الميدالية الذهبية. أنت فخر الجزائر".

شارك: