دييغو مارادونا.. 5 محطات خالدة في تاريخ كأس العالم
يحتفل عالم كرة القدم بذكرى ميلاد أحد أعظم اللاعبين على مدار التاريخ، أسطورة الكرة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا الذي يبلغ العقد الستين من عمره. وعلى مدار أربعة عقود ماضية كان مارادونا وسيظل من العلامات البارزة في التاريخ الحديث لرياضة كرة القدم.
اقترن اسم مارادونا بالعديد من الأحداث الكروية، سواء مع منتخب الأرجنتين أو مع أندية برشلونة ونابولي وبوكا جونيورز وغيرها من الأندية التي ارتدى قمصانها على مدار تاريخه الطويل، لكن تظل نهائيات كأس العالم أهم حدث عاشه مارادونا، واستطاع أن يخلد اسمه فيه أبد الدهر.
لمع اسم دييغو وكان من المنتظر أن ينضم الشاب الواعد لعمالقة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي استضافتها البلاد عام 1978، لكن المدرب سيزار مينوتي خيب ظن مارادونا وآلاف الجماهير، ومن حسن حظه أنه تُوِّج باللقب، وإلا لكان لحق به العار جراء ما قدمه دييغو بعد ثلاثة أشهر فقط في نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 عاما في اليابان 1978.
كان كأس العالم حلم مارادونا الأول، وقمة طموحاته أن يصبح بطلا له، هكذا كانت أحلام الولد الصغير ابن الـ12 عاما عندما رصدته الكاميرات في ضواحي الأرجنتين بداية عقد السبعينيات، وحين بات الولد رجلا أوفى بعهده وزاد عليه الكثير، ذهب إلى المكسيك ليخوض نسخة فريدة ظلت عالقة في الأذهان، وظلت منذ ذلك الوقت وهي مقترنة باسم أفضل لاعب فيها، دييغو مارادونا، صورته وهو يعانق الكأس الذهبية في ملعب أزتيكا الكبير ستبقى عالقة بذهن كل المحبين للأرجنتين ولجمال كرة القدم.
🥳 عيد ميلاد سعيد لأحد أبرز نجوم الساحرة المستديرة في التاريخ 🤩
— @fifaworldcup_ar 🏆 (@fifaworldcup_ar) October 30, 2020
🇦🇷نحتفي بالنجم الأرجنتيني دييجو مارادونا الذي يُكمل عامه 60 اليوم! 👏#Maradona60
أربع بطولات و21 مباراة و8 أهداف والعديد من الكرات الحاسمة، نستذكر هنا أبرز المحطات التي عاشها مارادونا في مشاركاته في نهائيات كأس العالم، وتعليقه عليها.
الهدف الأول في النهائيات
خسرت الأرجنتين لقاء الافتتاح في إسبانيا 1982، كانت مفاجأة لحامل اللقب على ملعب "كامب نو"، لكن مارادونا انتظر المباراة الثانية في النهائيات أمام المجر ليسجّل أول هدفيه في تاريخ النهائيات العالمية. وفي 18 يونيو/حزيران هزّ دييغو الشباك بالهدفين الثاني والثالث في المباراة التي كسبتها الأرجنتين 4-1، يتذكر مارادونا الهدف قائلا: "كل ما كنت أريده هو أن تدخل الكرة، لا غير. سجلت العديد من الأهداف مع منتخب الشباب تحت 20 سنة، ولكن في كأس العالم ينتابك شعور لا يُضاهى. إنه شعور يشبه ذلك الذي ينتابك عندما تأتي جدتك لإيقاظك ومعها وجبة الفطور. إنها سعادة خالصة".
البطاقة الحمراء ووداع البطولة
في ذات النهائيات كان على الأرجنتين اللعب بالدور الثاني في مجموعة إيطاليا والبرازيل، خسر دييغو وفريقه 1-2 أمام الإيطاليين، وتأخروا أمام البرازيل 0-3، وبات أمر خروجهم من البطولة مؤكداً، ثار جنون مارادونا مما يحدث في اللقاء، وانقضّ على لاعب برازيلي بركلة "كاراتيه"، فما كان من الحكم إلا أن أخرجه بالبطاقة الحمراء.
قال دييغو عن تلك المباراة: "كانوا متفوقين بنتيجة بثلاثة أهداف، وبدؤوا يستهزئون بنا، وأنا لا أحب الخسارة أبداً". تحدثت مع فالكاو عن تلك الواقعة بعد سنوات (حينما تزاملا في نابولي)، وقال لي: "لا يا دييغو، ذلك هو أسلوب كرة القدم الذي يجري في عروقنا، ولكن هل تعرف ماذا يحدث؟ إذا كنت متقدماً بثلاثة أهداف وبدأت أصيح: (أولي، أولي، أولي)، بينما نتبادل التمريرات؛ فإنك ستفقد أعصابك أيضاً". يقول دييغو: "إذا كان يجري الدم في عروقك، فلا مفرّ من فقدان أعصابك. ولكن، نعم، ضربت اللاعب الخطأ. إنه أمر فظيع".
🎉 في عيد ميلاده الستين، نستذكر اليوم الذي لن ينساه دييجو مارادونا!
— @fifaworldcup_ar 🏆 (@fifaworldcup_ar) October 30, 2020
اليوم الذي قاد فيه الأرجنتين إلى لقب #كأس_العالم 🇦🇷 🏆#Maradona60pic.twitter.com/5D9ts8JVJ6
هدف القرن
كان على مارادونا أن يضبط أعصابه أكثر بعد حوادث عنف رهيبة و"مشاجرات" عندما لعب مع برشلونة خلال السنوات الأربع التي فصلت مشاركاته الأولى في النهائيات عن الثانية في المكسيك. ذهب دييغو قائداً هذه المرة لمنتخب لم يكن أبدا ضمن المرشحين، لكن أسلوب مارادونا الرائع سبقه إلى ملاعب المكسيك، وهناك تلقى كثيرا من الضرب إلا أنه بقي محافاظا على تركيزه وتألق في كل المباريات ووضع لمساته الخاصة، واكتفى بهدف في الدور الأول أمام إيطاليا، قبل أن ينفجر في الأدوار الإقصائية.
بعد تخطي أوروغواي في الدور الثاني، كانت إنجلترا المنافس المنتظر في ربع النهائي، 21 يونيو/حزيران أحد الأيام الخالدة، ذلك أن مارادونا سجل هدفين بقيا خالدين في تاريخ كل النهائيات؛ الأول عندما ارتقى صاحب الطول القصير ومد يده بسرعة ليمررها من فوق الحارس شيلتون ويهز الشباك، وطيلة ثلاث دقائق كان العالم يتساءل: "لماذا وكيف فعل ذلك؟".
لكن دييغو أسكت كل الأفواه خلال ثوان معدودة، تسلم الكرة في وسط الملعب، وبدأ بالركض نحو الأمام، تجاوز اللاعب تلو الآخر حتى بات داخل المنطقة ليكمل مسلسل الإطاحة بالخصوم، ثم يسجل هدفا من أروع الأهداف على الإطلاق، "تم اختيار الهدف ومنحه لقب الأجمل على مدار كل النهائيات، وأصبح يعرف بـ(هدف القرن)".
11 ثانية من المهارة الكروية العالية! 😍
— @fifaworldcup_ar 🏆 (@fifaworldcup_ar) October 30, 2020
الهدف الذي لن ينساه دييجو مارادونا في طريقه للفوز بلقب #كأس_العالم! 🇦🇷🏆 #Maradona60 pic.twitter.com/TuIaIu00Tu
يقول مارادونا: "لم أسجل هدفاً مثله. سجلت بعض الأهداف التي من الصعب جداً تسجيلها، ولكن هذا الهدف كان في كأس العالم، كان حلم الطفولة. كلنا كنا نحلم بمراوغة الجميع، بمن فيهم الحارس، لم أستوعب حتى الآن ماذا فعل الحارس في تلك اللقطة. لا أعرف ما إذا اختطفته الأشباح أو أجسام غريبة. لم يغطِّ أي جهة في المرمى. كان مروري مثل مرور الكرام!".
مضيفا: "لا أتعب من مشاهدته. كما تقول لي والدتي عندما أجدها تشاهد الأهداف على التلفزيون: (مرة أخرى، يا أماه. مرة أخرى تشاهدين الأهداف!)، قالت لي إن مشاهدة ذلك الهدف من توقيع ابنها يدخلها في حالة من الاسترخاء التام. (إذا كنت تريد أن تذهب، فاذهب، ودعني أشاهد أهدافك)".
هزيمة البرازيل
في النهائيات التالية التي جرت في إيطاليا 1990، عرفت الأرجنتين صعوبات كبيرة في الدور الأول، من الخسارة الافتتاحية مع الكاميرون إلى التعادل مع رومانيا والتأهل بصعوبة، لكن حانت لحظة الحقيقة عند مواجهة البرازيل في الدور الثاني.
سيطر البرازيليون على اللقاء منذ الصافرة الأولى، صنعوا الفرص وهددوا المرمى، ومارادونا وبقية الزملاء تحت رحمة القدر، لكن الأسطورة الأرجنتينية الذي كان مصابا في كاحله، قرر أن يستنهض قواه، فاستلم الكرة وسط الملعب من جديد، ولاحقه ثلاثة برازيليين لمنعه من تكرار هدفه في إنجلترا، لكنهم أضاعوا التركيز، ولم يفطنوا للاعب آخر هو كانيجيا، ليجد مارادونا المساحة المناسبة للتمرير له، ويكمل كانيجيا المهمة، ويسجل هدف الفوز الذي أخرج البرازيل وتركها حزينة حتى الآن.
يشرح دييغو ما حدث في تلك اللحظات: "كانت مباراة صعبة، ولم تسنح لنا أي فرصة، فجأة رأيت ذلك الضوء، وقلت لنفسي حسنا سوف آخذهم. عندها انطلقت بالكرة وبدأت بمواجهة البرازيليين، رأيت ذلك الوميض الأبيض (كانيجيا)، وعلى الرغم من أن الكرة تتحرك وتسبقني نحو القدم اليمنى؛ نجحت بالتمرير له من بين قدميّ ريكاردو روشا، كنت ملقى على الأرض وأصرخ: (اضربها، اضربها)، لكنه لم يفعل. لقد قام بحركة أولى ثم ثانية، كان الجميع بانتظاره. ثم سجل الهدف، وحققنا الفوز بفضله".
Todo esto en un solo mundial. DEMENCIAL pic.twitter.com/NET2wKx9KW
— Diario Olé (@DiarioOle) October 30, 2020
القضاء على حلم إيطاليا
وصلت الأرجنتين مسيرتها الناجحة في نهائيات 1990، وتعيّن عليهم مواجهة إيطاليا صاحبة الأرض، ولكن في ملعب سان باولو الذي يلعب عليه نادي نابولي أو يمكن القول إنه (الخاص بمارادونا). من جديد تحملت الأرجنتين الضغط طيلة الوقت، وبالكاد تعادلوا، ثم قادوا المباراة لركلات الترجيح.
تألق الحارس غويكوتشيا مجددا، وردّ ركلة دونادوني، ثم أتى الدور على مارادونا ليسدد الركلة الرابعة والحاسمة التي ستقود الفريق للتقدم والفوز بعد ذلك، يتذكر دييغو قائلا: "كانت لحظة استثنائية جداً؛ لأننا عندما وصلنا إلى ركلات الترجيح، أخبرني الإيطاليون داخل الملعب أنهم كانوا يستحقون الفوز في الوقت الأصلي. قال لي دي أجوستيني وزينغا: (إن التعادل نتيجة غير عادلة). لكن من يتحدث عن العدل في مثل هذه المرحلة؟ هم كانوا يرون شيئاً، وأنا أرى شيئاً مغايراً!".
مضيفا: "أهدرت ركلتي ضد يوغسلافيا، لهذا عندما بدأت المشي من منتصف الملعب للذهاب لتنفيذ ركلتي؛ كنت أقول لنفسي إذا أهدرتها فأنت غبي، إذا أهدرتها فأنت جبان... أنت الأسوأ. لا يمكنك خيانة كل هؤلاء الناس الذين يحبونك. والدتي، والدي، إخوتي، شعب الأرجنتين. الجميع! ولكن بعد ذلك خدعت زينغا وتأهلنا. أنا من أقصيت الإيطاليين!".
10 - Diego Maradona is the last player to have been involved in as many as 10 goals in a single Men's World Cup finals, with 5 goals & 5 assists for Argentina in 1986. Legend.
— OptaJoe (@OptaJoe) October 30, 2020
We celebrate his 60th birthday by delving deep in to his 1986 WC performances in our latest data dive. pic.twitter.com/xy8C0HwxTV