5 مواقف إنسانية لا تُنسى من نجم النصر ساديو ماني

استطاع نجم النصر، السنغالي ساديو ماني، التأقلم سريعًا مع ناديه الجديد، الذي انتقل إلى صفوفه الصيف الماضي قادمًا من العملاق البافاري بايرن ميونخ، حيث أسهم "أسد التيرانغا" في تحقيق الانتصار خلال الجولات الماضية من عمر مسابقة دوري روشن السعودي.

وخاض ماني مع "العالمي" 7 مباريات في دوري روشن السعودي، سجل خلالها 6 أهداف وصنع هدفًا، ويحتل فريقه المركز الخامس بجدول ترتيب المسابقة برصيد 15 نقطة، بفارق 3 نقاط عن الاتحاد صاحب الصدارة.

ومثلما كان ماني مُميزًا دومًا على أرضية المستطيل الأخضر، خلال مسيرته الكروية على كافة الأصعدة، كان اللاعب صاحب الـ31 عامًا رائعًا كذلك خارج الملعب، وهذا ما يتجلى في مواقفه الإنسانية الكثيرة.

ساديو ماني يكشف دور والدته في انتقاله إلى النصر السعودي

اقرأ المزيد

وُلد ماني في بلدة بامبالي في عمق السنغال، التي تبعد 400 كيلومتر عن داكار عاصمة البلاد، وكان والده إمامًا فقيرًا لأحد المساجد، وبسبب الظروف المادية الصعبة اضطر الأب إلى إرسال ماني إلى منزل عمه لعدم قدرته على تحمل أي تكاليف مادية في تربيته.

ورغم الظروف الصعبة، مارس ماني كرة القدم بعزيمته القوية، رغم معارضة والده فكرة ممارسة الرياضة، وإحباط عمّه لقدراته ومنعه من الذهاب إلى التدريبات، وشق طريقه نحو عالم النجومية.

سطع ماني مع الأندية التي لعب ضمن صفوفها، على غرار ميتز وليفربول، لكنه لم ينس أبدًا بداياته، ومساعداته التي لم تنقطع عن أهل بلده، الذين يبجلونه كونه الشخصية المرموقة في السنغال، الذي نثره سحره الكروي في أوروبا.. في السطور التالية يستعرض لكم "winwin" أبرز المواقف الإنسانية للنجم السنغالي.

التبرع لبناء مستشفى في بامبالي

سبق لماني التبرع بمبلغ 515 ألف دولار لبناء مستشفى في بامبالي، ويأتي إصراره على هذا الموقف، بسبب أنه عندما كان طفلاً، فقد والده ورأى أخته تُولَد في منزله؛ لأن المدينة لم يكن بها مستشفى.

وحكى محترف النصر في لقاءات إعلامية سابقة: عندما كان عمري 7 أعوام تعرضت لأكبر صدمة في حياتي، أصيب أبي بمرض عضال في معدته، وكنا في قرية لا توجد بها مستشفيات، ونُقِل إلى مستشفى بقرية بعيدة وقتها، كنت حينها ألعب الكرة في الشارع، وأتاني خبر وفاة والدي.. لم أستوعب.. الخبر كان مثل الصاعقة".

موقف ماني خلال جائحة كورونا

كذلك تبرع ماني بمبلغ 46 ألف دولار أمريكي للجنة كوفيد-19 السنغالية، خلال أزمة تفشي وباء فيروس كورونا، وكان يحث متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي، بأخذ الأمور على محمل الجد وتذكيرهم بارتداء الأقنعة وغسل أيديهم بشكل صحيح وتطهير أنفسهم بانتظام.

معونة شهرية لأسر بامبالي

يدفع نجم النصر حوالي 70 دولارًا أمريكيًا لكل أسرة في بامبالي، ويسهم في توفير إنترنت بأقصى سرعة مجانًا للجميع في مسقط رأسه؛ سعيًا إلى الحد من عدم المساواة ونقص التواصل بين المناطق الريفية وبقية السنغال.

ويحرص ماني على الزيارات الدورية لقريته المحببة، وفي كثير من الأحيان يوزع الملابس والإكسسوارات الرياضية على الجميع هناك، وصرّح اللاعب من قبل بأنه لا ينفق أمواله على احتياجاته الشخصية: "أستطيع شراء ما أريد: عشر سيارات فيراري، طائرتين نفاثتين، ساعات دايموند أو أشياء أخرى كثيرة.. لكنني أتحدث مع نفسي.. لم قد أحتاج إلى كل هذا؟ لقد عانيت من الفقر، وعليه لم أستطع إكمال تعليمي، لكنني الآن قمت ببناء المدارس حتى يتمكن الأطفال من التعلم".

ويكمل النجم السنغالي: "لعبت بدون حذاء، لم تكن لديَّ ملابس جيدة، ولا طعام، لديَّ الكثير اليوم، وأريد مشاركته مع شعبي بدلًا من التفاخر، ماذا ستفعل هذه الأشياء لي وللعالم؟ لا أحتاج لعرض السيارات الفاخرة والمنازل الفاخرة والرحلات وحتى الطائرات، أُفضّل أن يتلقى شعبي القليل ممّا أتنعم به في الحياة".

تنظيف حمام مسجد في ليفربول

المواقف الإنسانية للأسد السنغالي لا تتوقف، وتظهر على الساحة كل فترة، لتحصد تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلًا ظهر ماني من قبل في فيديو وهو ينظف حمام مسجد في مدينة ليفربول؛ الأمر الذي أثار إعجاب معجبيه الإنجليز.

وأعرب لاعب فارس نجد أكثر من مرة عن فخره بكونه مسلمًا، وأن والدته شجعته على قرار الانتقال إلى المملكة العربية السعودية كونها بلدًا مسلمًا، ممّا يلائم أسلوب حياته.

موقف رائع من ماني تجاه مشجع سنغالي

أظهر مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي للمنتخب السنغالي العام الماضي، لحظة لقاء ساديو بمشجع واحتضانه إياه، حيث كان المشجع يبكي من شدة فرحه بلقاء نجمه المفضل على أرض الواقع، وعبّر المشجع عن حبه الكبير لماني، قبل أن يمنحه ماني ورقة حتى يكتب عليها رقم هاتفه ليتواصل معه لاحقًا.

وتُعَد قصة حياة اللاعب المحبوب من أكثر القصص إلهامًا للشباب، ليس في قارة أفريقيا وحسب، لكن في العالم بأسره، حيث تمكن ماني من تخطي صعوبات وكفاح الفقر، وأصبح نجمًا كبيرًا، وفى الوقت نفسه يحافظ على تواضعه وابتسامته المعهودة.