4 سلبيات تلخص مأساة الفيصلي الأردني في دوري أبطال آسيا

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-02 23:29
لقطة من مواجهة الشارقة والفيصلي (twitter/SharjahFC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعقد موقف الفيصلي الأردني في الصعود إلى ثمن نهائي دوري أبطال آسيا عن منطقة الغرب، بعد تلقيه الخسارة الثانية أمام الشارقة الإماراتي، بعد الهزيمة الأولى أمام ناساف الأوزبكي وبذات النتيجة (0-1).

وتذيل الأزرق -الذي ما يزال رصيده خاويًا من النقاط- سلم ترتيب المجموعة الثانية التي يتصدرها ناساف برصيد 6 نقاط، ويليه في المركز الثاني الشارقة الإماراتي برصيد 4 نقاط، ثم السد ثالثًا بنقطة وحيدة.

وكان الفيصلي يأمل أن يكون الحصان الأسود في البطولة، وقدم مستوياتٍ مميزةً تجعله ينافس على إحدى بطاقات التأهل، لكنه قدم أداءً مخيبًا لآمال عشاقه ومشجعيه، الذين دعموه بشكل كبير في المباراتين أمام ناساف والشارقة.

وبات الفيصلي بحاجة إلى الفوز في المباريات الأربعة المتبقية أمام السد القطري (ذهابًا في عمان وإيابًا في الدوحة)، والشارقة الإماراتي في عمان، وناساف الأوزبكي في مدينة كارشي، للمنافسة على بطاقة الصعود للدور القادم، كأفضل ثانٍ على أقل تقدير.

لكن الفيصلي الذي لم يقدم مستوى يليق بسمعته لن يكون قادرًا على تحقيق المفاجأة مستقبلًا لعديد الأسباب، والتي سبقت انطلاق البطولة، وفي التقرير التالي نقدم لكم 4 سلبيات أدت إلى ظهور الأزرق بشكل مخيب للآمال في "أبطال آسيا".

غياب المحترفين

شهدت فترة الانتقالات الصيفية الماضية نشاطًا ملحوظًا من الأندية الآسيوية المشاركة في دوري الأبطال، استعدادًا لانطلاق الموسم المحلي في بلادها والبطولة القارية، لكن الفيصلي اكتفى بالتعاقد مع 4 محترفين أحدهم حارس مرمى.

وبدأ الفيصلي -الذي يملك المحترفين الإنجليزي ناثان مافيلا، والتونسي رفيق كامرجي، والعماني حاتم الروشدي، إلى جانب الحارس اللبناني مهدي خليل- بتشكيلة محلية، باستثناء مركز حراسة المرمى.

ومنذ بداية الموسم، لا يعتمد زعيم الكرة الأردنية على الظهير الأيسر ناثان مافيلا، لعدم اقتناع المدرب التونسي غازي الغرايري بمستواه الفني، ليظل جليس دكة البدلاء.

ولم يمنح المدرب التونسي متوسط الميدان العماني حاتم الروشدي فرصة الظهور في مباريات الفريق، على الرغم من تقديمه مستوياتٍ مميزةً معه في الموسم الماضي، وإسهامه بشكل كبير في تتويج الفريق بلقب دوري المحترفين الأردني 2022-23.

أما هداف الدوري التونسي للموسم الماضي، رفيق كامرجي، فيبدو أن مواطنه الغرايري لا يرى فيه المهاجم المنشود، على الرغم من أنه كلف خزينة النادي أكثر من 200 ألف دولار، إذ أشركه المدرب في آخر نصف ساعة من مباراة اليوم، وبالكاد لمس الكرة عدة مرات، ولم يسدد أي كرة.

ضعف القراءة الفنية من الغرايري

لم يقدم المدرب التونسي غازي الغرايري الإضافة الفنية المطلوبة للنادي الأردني، على الرغم من أن الفريق خاض معه حتى الآن 7 مباريات، انتصر في 4 منها وخسر في 3، لكن الأهم أن الفريق خسر معه أهم 3 مباريات أمام الوحدات في الدوري المحلي، ومباراتي ناساف والشارقة.

في المباراة الأولى بالبطولة الآسيوية كان الفيصلي الطرف الأفضل أمام ناساف، لكن تدخلات الغرايري الفنية، من خلال إخراج الرباعي عارف الحاج ورفيق الكامرجي وأمين الشناينة ونزار الرشدان في الشوط الثاني، جعلت الفريق يتراجع، ويستقبل هدفًا قاتلًا في اللحظات الأخيرة من المباراة.

أما في مباراة الليلة أمام الشارقة، دخل الغرايري المباراة بتشكيلة هجومية وبطريقة لعب 4-3-3، بينما دخل أصحاب الأرض المباراة بطريقة لعب حذرة 4-2-3-1، الأمر الذي جعل أصحاب الأرض يتحكمون بالمواجهة بفضل خبرة لاعبيهم، أمثال البرازيلي كايو لوكاس فيرنانديز ومواطنيه لوان مارتينز بيريرا وماركوس فينيسيوس، والمالي موسى ماريغا، والبوسني ميراليم بيانيتش، واليوناني كوستاس مانولاس.

وبات واضحًا أن المدرب التونسي فشل في توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح، وولم ينجح في قراءة الخصم، وشهدت تشكيلة الفيصلي معه تغييراتٍ كثيرةً، ولم يثبت على تشكيلة محددة.

بالمجمل، كان على المدرب التونسي أن يدخل بطريقة دفاعية بحتة لتعطيل مفاتيح لعب الفريق الإماراتي، من خلال الرقابة اللصيقة  "مان تو مان"، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي كان من المفترض أن يتدرب عليها الفريق كثيرًا.

تراجع أداء اللاعبين

وإن كان المدرب التونسي لا يتحمل الخسارة وحده، فاللاعبون يتحملون جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الهزائم، حيث ظهروا بدون روح، وكان الارتباك والخوف واضحا في أدائهم، خصوصًا أمام المرمى.

وبالعودة إلى الهدف الذي سجله المالي موسى ماريغا، كان واضحًا عدم قدرة قلبي الدفاع أنس بني ياسين ومهند خير الله على التعامل مع الكرات الساقطة، على الرغم من امتلاكهما خبرةً كبيرةً في الملاعب، وتمثيلهما المنتخب الوطني الأردني في عديد المباريات، حيث أخذ ماريغا الكرة من بينهما، وواجه المرمى وسددها بسهولة في الشباك.

فضلًا عن ذلك، كان الجناح الأيسر سالم العجالين كاسرًا للتسلل، على الرغم من أنه كابتن الفريق، ولاعب دولي منذ فترة طويلة، ويملك خبرةً كبيرةً في الملاعب الأردنية، وشارك مع النشامى في بطولة كأس آسيا 2019، وكأس العرب 2021.

ضعف الخبرة وغياب النجاعة الهجومية

منذ بداية الموسم، تنفست جماهير الفيصلي الصعداء، بعد تعاقد الفريق مع قائده السابق ولاعب الخبرة، بهاء عبد الرحمن، لكن الأخير ظل جليس دكة البدلاء في المباريات المحلية والقارية.

وكان على الغرايري أن يمنح عبد الرحمن الفرصة في المشاركة في المباريات القارية على الأقل، ومنحه شارة القيادة لما يملكه من خبرة في خط الوسط، وقدرته على توجيه اللاعبين في الملعب.

وكان واضحًا على الفريق الضعف الهجومي؛ إذ تفنن عارف الحاج ومحمد العكش ورزق بني هاني في إهدار الفرص السهلة أمام مرمى الشارقة، وضيعوا أكثر من هدف محقق، وبالعودة إلى المهاجم التونسي، فهو الآخر لم يقدم المأمول منه، وبات الاعتماد عليه ثانويًا.

في ظل كل تلك المعطيات، على الفيصلي أن يعيد مراجعة أوراقه ولملمتها، من خلال إيجاد التوليفة المناسبة للفريق، وبث روح التنافسية لدى اللاعبين، واللعب باتزان في الشقين الهجومي والدفاعي.

شارك: