يورو 2020: إنجلترا لإنهاء الجفاء وإيطاليا لتكرار سيناريو 68
يحتضن ملعب ويمبلي، مساء اليوم الأحد 11 يوليو/تموز، مباراة نارية ينتظرها جميع عشاق كرة القدم حول العالم، حيث يلتقي منتخبا إنجلترا وإيطاليا في نهائي كأس أمم أوروبا 2020.
اللقاء سيكون بحضور جماهيري يصل إلى 65 ألف متفرج، ويُحيط به ترقب كبير في إنجلترا التي لم تظفر باللقب القاري إطلاقا منذ انطلاق البطولة عام 1960، ولم تبلغ حتى أي نهائي فيها، كما أن المنتخب الإنجليزي يشعر بأن الوقت قد حان لإنهاء انتظار دام 55 عامًا منذ أن أحرزت لقبا كبيرا وتحديدا في مونديال كأس العالم عام 1966 الذي استضافته.
وأُقيمت تلك المباراة ضد ألمانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) على ملعب ويمبلي الذي سيكون مسرحا للنهائي ضد إيطاليا أيضا، حيث تسعى كتيبة المدرب غاريث ساوثغيت إلى إنجاز المهمة بعد فوزها الصعب على الدنمارك 2-1 بعد التمديد في نصف النهائي.
ملعب ويمبلي ساعد إنجلترا في اليورو
بدأت إنجلترا البطولة كأحد منتخبات عدة مرشحة لإحراز اللقب، واستفادت جدا من خوض جميع مبارياتها على أرضها (باستثناء واحدة ضد أوكرانيا 4-صفر في روما في ربع النهائي)، وستكون المباراة النهائية بالتالي السادسة من أصل 7 مباريات يخوضها منتخب الأسود الثلاثة على ملعب ويمبلي في لندن.
وقال مدافع المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي جون ستونز: "إنه أمر عظيم.. وما يزيد من أهميته إقامة المباراة النهائية على ملعب ويمبلي وهو أمر كنا نحلم به في مطلع البطولة".
إيطاليا تتفوق تاريخيا على إنجلترا
لكن التاريخ لا يقف إلى جانب إنجلترا التي لم تنجح في التفوّق على إيطاليا في بطولة كبرى في تاريخ مواجهات المنتخبين على الرغم من ندرتها. فقد تفوّقت إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا عام 2012، ثم جدّدت فوزها بعد سنتين في مونديال البرازيل 2014 بنتيجة 2-1 في الدور الأول، لكن المنتخبين فشلا في تخطي دور المجموعات حينها.
بيد أن المنتخبين باتا في ذروة تألقهما في الآونة الأخيرة، فقد استهلت إيطاليا البطولة القارية بفوز لافت على تركيا بثلاثية نظيفة في المباراة الافتتاحية، وحققت الفوز تلو الآخر لترفع رصيدها إلى 33 مباراة من دون هزيمة منذ عام 2018 بقيادة مدربها روبرتو مانشيني الذي استلم المهمة بعد فشل الآتزوري في بلوغ مونديال 2018 في روسيا، ليغيب عن العرس الكروي للمرة الأولى منذ 60 عاما.
وستخوض إيطاليا مباراتها الثالثة في هذه البطولة على ملعب ويمبلي، بعد أن تغلبت بصعوبة على النمسا 2-1 بعد التمديد في ثمن النهائي، ثم على إسبانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي.
بونوتشي يرفض الخوف
بيد أن إقامة المباراة على ملعب ويمبلي في عقر دار المنتخب الإنجليزي لا تخيف قطب دفاع إيطاليا ليوناردو بونوتشي الذي قال: "سنلعب في عقر دارهم، لكن ذلك لا يخيفنا".
وصرح في مؤتمر صحفي مباشر من فلورنسا حيث استعد الأتزوري للمباراة النهائية: "ما سيحصل لدى مواجهتنا إنجلترا هو أفضل استعراض للكرة الأوروبية والعالمية، من قبل إنجلترا، إيطاليا والطاقم التحكيمي".
ووصف بونوتشي مبتسما المواجهة بين المنتخبين بـ "الساخنة" (دفاع إيطاليا في مواجهة شباب إنجلترا")، منبها زملاءه إلى سرعة مهاجمي وأجنحة منتخب الأسود الثلاثة.
وتابع: "نتطلع قدما لدخول أرضية الملعب على الرغم من أن حضور الجمهور الإنجليزي سيكون طاغيا. نريد تحقيق أمر تاريخي، تقديم عرض رائع ثم نرى كيف ستنتهي الأمور".
وحظي المنتخب الإيطالي بمؤازرة نحو 11 ألف متفرج خلال مباراته ضد إسبانيا، وذكرت تقارير محلية أن حوالي 7500 من مشجعي إيطاليا سيحضرون في المدرجات خلال المباراة النهائية.
إيطاليا والنهائيات
يتطلع المنتخب الإيطالي إلى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد عام 1968، علما أنه بلغ النهائي مرتين وخسر عام 2000 أمام فرنسا 1-2 بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا صفر-4 عام 2012.
وستخوض إيطاليا النهائي العاشر لها في إحدى البطولات الكبرى علما أنها توجت بطلة للعالم 4 مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006، وخسرت النهائي مرتين عامي 1970 و1994.
ونوه قائد منتخب إيطاليا الفائز بكأس العالم عام 1982 الحارس الأسطوري دينو زوف بمدرب إيطاليا روبرتو مانشيني بقوله: "أعتقد أن الفضل يعود إليه فيما وصلت إليه الكرة الإيطالية حاليا. هو يعرف دائما اتخاذ القرارات الصحيحة".
وأضاف: "لم أتفاجأ ببلوغ إيطاليا المباراة النهائية، كنت مقتنعا بأن المنتخب سيبلي بلاء حسنا".
مشوار إنجلترا في اليورو
أما إنجلترا، فلعبت ببراغماتية في دور المجموعات حيث تغلبت على كرواتيا وصيفة مونديال 2018 بهدف وحيد، قبل أن تسقط في فخ التعادل السلبي مع جارتها إسكتلندا. وأنهت دور المجموعات بفوز على التشيك بهدف أيضا.
وفي الدور الثاني تخلصت من ألمانيا عقدتها في البطولات الكبرى بالفوز عليها بهدفين نظيفين، قبل أن تسحق أوكرانيا برباعية نظيفة، ثم حققت فوزا صعبا على الدنمارك 2-1 بعد التمديد.
وتزامن تطور مستوى إنجلترا مع استعادة هدافها هاري كين لشهيته التهديفية، فبعد أن صام عن التسجيل في دور المجموعات ونال نصيبه من الانتقادات، كان على الموعد في الأدوار الإقصائية حيث سجل 4 أهداف في 3 مباريات ليحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن البرتغالي كريستيانو رونالدو والتشيكي باتريك شيك، لكنه يملك فرصة معادلتهما أو حتى التفوق عليهما في حال هز الشباك في النهائي.