وليد الركراكي.. ابن ضواحي باريس و"القائد بالفطرة"

2022-12-13 20:18
وليد الركراكي مدرب من طينة الكبار (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

هل ترفع ضاحية كوربي-إيسون الباريسية قريباً جدارية لوليد الركراكي؟ نشأ مدرب المغرب، الذي يقود الأربعاء أول منتخب أفريقي في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 ضد فرنسا، في إيسون حيث كان عاشقاً للمستديرة وقائداً طبيعياً.

وُلد الركراكي عام 1975 في كوربي-إيسون، البلدة التي يسكنها 500 ألف نسمة، وتقع جنوب-شرق العاصمة الفرنسية باريس.

في منطقة مونكونساي، بدأ الفرنسي-المغربي في ركل الكرات نهاية ثمانينات القرن الماضي، مع أصدقاء طفولته، وقد تواجه غالباً مع الفريق الغريم في تارتوريه.

يروي ديمبا دياغوراغا، المدير الحالي لمركز حي تارتوريه لوكالة فرانس برس، قائلا: "كنا نخوض الدورات، كان مونكونساي بمثابة ميلان وتارتوريه بمثابة برشلونة. كانت الأجواء جيدة جداً، هكذا عرفته عندما كان في العاشرة، وتبعنا بعضنا البعض مع آس كوربي". ووصف الركراكي بأنه كان "مقاتلاً في غاية الجدية" بدور "قائد طبيعي".

كان مشجعا لميلان وقائدا بالفطرة

في تلك الحقبة، كان الركراكي "مشجعاً" لنادي ميلان الإيطالي الذي هيمن على الكرة الأوروبية، ومعه "مرجع" تسجيل الأهداف الهولندي ماركو فان باستن (حامل الكرة الذهبية ثلاث مرات).

يشرح عزّ الدين عويس، صديق الطفولة ومسؤول مجموعة المواطن والتضامن في كوربي-إيسون: "كان وليد دوماً صانع اللعبة، اللاعب الرقم 10. في الأساس كان هذا مركزه المُفضّل". بصفته قائدا كان "يتفوّق علينا ويحفّزنا".

بعمر العاشرة، انضمّ المدرب الحالي لـ"أسود الأطلس" إلى فريق الأشبال، ثم الناشئين لكوربي-إيسون الذي أغلق أبوابه في العام 2016. وبدأ باللعب في مركز الوسط الأيمن ثم الظهير الأيمن.

ويشرح برنار كاسيرو، مدرب الأشبال، سبب الدفع بالركراكي إلى مركز صناعة اللعب، بقوله: يملك وليد "رؤية جيدة للعب، وهو أفضل من الآخرين من الناحية التقنية".

وأضاف: "كان يتولى الكلام في غرفة الملابس، ويحفّز زملاءه"، وبحسب ما يروي مدربه القديم: "كان تقريباً الناطق باسم الفريق في أرض الملعب، كان أمراً غرائزياً".

على المستطيل الأخضر، يتذكّر دافيد فيو، زميله السابق وصديقه في مدرسة كوربي الثانوية، لاعباً "مهووساً بكرة القدم، يلعب من أجل الفوز، تألق وتخطى مواقف صعبة، وكان سريعا، وهذا ما لاحظه رودي غارسيا".

الركراكي لاعب مهاري وأنيق

وأضاف فيو: "بعد حصوله على البكالوريا في المحاسبة، قال لنا سأترك المدرسة الآن، وأتفرغ لمسيرتي الكروية، أردنا جميعاً أن نكون محترفين، لكن هو حقق هدفه. يعمل دوماً من أجل الفوز".

في تلك الفترة، رصده رودي غارسيا، مدرب كوبي-إيسون بين 1994 و1998، خلال إحدى مباريات الناشئين. وقال غارسيا الذي عرفه منذ كان بعمر الـ19: "من خلال مراقبة الفريق الثالث للناشئين، لاحظت مهاجماً سريعاً أنيقاً تقنياً، فسألت ماذا يفعل مع الفريق الثالث؟ جلبته معي إلى الفريق الأول (في دوري الهواة)، فأصبح أساسياً، وصعدنا إلى الدرجة الرابعة".

استهل الركراكي، الذي تحوّل إلى مركز الظهير الأيمن، مسيرته الاحترافية مع راسينغ كلوب، ثم برز مع تولوز 1999-01، فأجاكسيو 2001-04، فراسينغ سانتاندر الإسباني، ثم ديجون وغرونوبل 2007-09 في الدرجة الثانية.

لعب إلى جوار  أوليفيه جيرو في غرونوبل

يتذكّر زميله في غرونوبل المهاجم الجزائري نسيم أكرور الذي كان على غراره من بين كوادر الفريق، قائلا: "شكّل إضافة على الصعيد التكتيكي، وكانت شخصيته قوية جداً، كما كان لاعباً محنّكاً... يعطي النصائح للجيل الشاب".

في غرونوبل، لعب الركراكي لفترة وجيزة مع ابن الـ21 آنذاك أوليفيه جيرو، أحد نجوم منتخب فرنسا الذين سيقابلهم الأربعاء على استاد البيت في مدينة الخور، والذي سجّل حتى الآن أربعة أهداف للمنتخب الأزرق في النهائيات الحالية.

ويأمل صديقه عويس "أن يجلب كأس العالم إلى مونكونساي"، فهو يريد إنشاء لوحة جدارية للركراكي على برجي مونكونساي الكبيرين.

شارك: