وفاة رفعت وأزمات الأولمبياد.. أسبوع حزين للرياضة المصرية
عاشت الرياضة المصرية واحد من الأسابيع السيئة بلا شك، نظرًا لتتابع عدد من الأحداث المؤسفة سواء فيما يتعلق بكرة القدم أو الألعاب الأخرى، قبل أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، ولعل أبرز الأحداث المؤسفة قضيتي وفاة رفعت لاعب مودرن سبورت.
بعض تلك الأحداث يتعلق بالحدث الرياضي الأهم في العالم وهو الأولمبياد، والبعض الآخر لا يتعلق بتلك المنافسات، والحدث الأهم كان وفاة أحمد رفعت لاعب منتخب مصر وفريق مودرن سبورت عن عمر يناهز 31 عامًا.
وفاة رفعت
وفاة رفعت جاءت بعد قرابة الـ4 أشهر من تعرضه لأزمة قلبية توقف على إثرها قلبه خلال مباراة فريقه ضد الاتحاد السكندري في بطولة الدوري المصري الممتاز، وما بين جزء الإهمال المتعلق بتأخير حصول اللاعب على الإسعافات الأولية ما أثر في حالته سلبًا، وبين إشارته لتعرضه لضغط نفسي وعصبي شديد تسبب في ما حدث له خلال تلك المباراة، واتهامه مسؤولين عما حدث له، أخذت حالة اللاعب منحنيات وتداعيات كبرى.
بعد وفاة رفعت اتهم محمد شقيقه، ووكيل أعماله نادر شوقي، أحمد دياب رئيس الرابطة المصرية، بالتسبب في وفاة اللاعب، بسبب وعوده خلال فترة حضوره كمسؤول بالنادي، بتأمين موقفه التجنيدي قبل سفر اللاعب للاحتراف مع الوحدة الإماراتي على سبيل الإعارة، لكن حسب الوكيل، ومسؤولي النادي العنابي، أخلف دياب بذلك الوعد، ما أدى لوقوع اللاعب تحت طائلة القانون، الأمر الذي قد يكون أدى للتأثر في حالته النفسية.
خرج وليد دعبس رئيس نادي مودرن سبورت ليدافع عن موقف النادي، ويرى أنه لا يُوجد أي متسبب في تلك الوفاة، أو حتى الحالة النفسية التي وصل إليها رفعت، والتي أسهمت ولو بجزء بسيط في وفاته، بل وصل به الحد إلى التلميح إلى أن أسباب فسخ الوحدة الإماراتي عقد اللاعب كانت بأسباب أخلاقية، الأمر الذي أثار الرأي العام ضده، قبل أن يخرج بتصريحات متضاربة وغير مفهومة خلال مكالمة هاتفية مع الإعلامي المصري هاني حتحوت.
استقال وليد دعبس من منصبه بعد وفاة رفعت نظرًا للهجوم الكبير عليه، فيما بدأ محامي اللاعب الذي عينه له ناديه الأخير حسب وكيله نادر شوقي، في توجيه الاتهامات للوكيل بالتسبب في أزمة رفعت قبل وفاته، إضافة للإشارة إلى أن عبد الظاهر السقا مدير الكرة السابق بالنادي، كان أحد الشخصين الذين أشار لهما الراحل قبل وفاته بالتسبب فيما وصل له من حالة نفسية وضغوط تعرض لها.
ما زالت التداعيات قائمة، فيما شكلت وزارة الشباب والرياضة المصرية لجنة، للوقوف على الحقائق والتوصل لأسباب ما وصل إليه رفعت، في انتظار نتائج تلك اللجنة.
حادثة وفاة رفعت تم تداولها عدد من الإعلاميين بطريقة مختلفة، وهو ما كان سببًا أيضًا في الكثير من الجدل.
شهد سعيد وقضية الدراجات
أزمة أخرى، بالتأكيد هي أقل أهمية مقارنة بحادثة وفاة رفعت في عز شبابه، لكنها أزمة كبرى عاشتها الرياضة المصرية خلال الساعات الأخيرة، وهي تتعلق بمشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس 2024 رفقة منتخب الدراجات، خاصة أن تلك الأزمة تُمثل تضادًا لمفهوم الرياضة القائم على المنافسة الشريفة.
في شهر أبريل/ نيسان الماضي، وفي سباق ببطولة الجمهورية، قامت شهد سعيد على مرأى ومسمع من الجميع، بدفع جنى عليوة وهي لاعبة أيضًا في رياضة الدراجات، لتتسبب لها في كسور متفرقة وفقدان مؤقت في الذاكرة، ليتم إيقاف اللاعبة شهد لمدة عام عن المشاركة في المنافسات المحلية مع تغريمها ماديًا.
برغم إيقاف شهد، إلا أن الوسط الرياضي المصري فُؤجئ بحضورها في البعثة المفترض مشاركتها في الأولمبياد، ممثلة مصر في رياضة الدراجات، ليتسبب ذلك في كثير من النقد، ومطالبات باستبعاد اللاعبة من المشاركة في المنافسات.
برغم جسامة ما ارتكبته شهد، إلا أن رئيس الاتحاد المصري للدراجات الدكتور وجيه عزام، قرر بعد اجتماع عاجل، وبموافقة من اللجنة الأولمبية المصرية، مشاركة اللاعبة بشكل طبيعي في الأولمبياد، مُقللًا من الفعل الذي ارتكبته البالغة من العمر 20 عامًا.
وزارة الشباب والرياضة قررت بدورها مخاطبة اللجنة الأولمبي الدولية لدراسة موقف مشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس وفقًا للمواثيق الدولية والقواعد الأخلاقية.
أزمات المنتخب الأولمبي مستمرة
عاش البرازيلي روجيرو ميكالي المدير الفني لمنتخب مصر الأولمبي أيامًا عصيبة، في أبسط الأشياء وهي اختيار قائمته للمشاركة في المنافسات، كان أمرًا صعبًا بالنسبة له، لرفض الأندية سواء كانت المصرية أو الأجنبية التخلي عن لاعبيها، خاصة في خانة اللاعبين فوق السن (أكبر من 23 عامًا).
استقر ميكالي على استدعاء لاعبين فقط كبار السن وهما أحمد سيد زيزو ومحمد النني، ولكن ظلت أزمة تلوح في الأفق، متعلقة بإبراهيم عادل قائد المنتخب الأولمبي وجناح بيراميدز، حيث طالب ناديه بخروجه من المعسكر للمشاركة في مباراة الأهلي المرتقبة ببطولة الدوري.
ما أنقذ ميكالي من ذلك السيناريو الغريب، هو إصابة إبراهيم عادل، ولكن الأزمات استمرت، بعدم تمكن البعثة من السفر أمس الأربعاء إلى فرنسا، لعدم استخراج التأشيرات للحضور في باريس، ما أدى لتأجيل السفر يومًا، حيث تم حل الأزمة بعد اتصالات مع السلطات كافة.
الإعلام الرياضي
كان مقدمو البرامج الرياضية التليفزيونية في مصر على قدر كبير من التناقض، فهناك من اتخذ طريقًا صحيحًا بمحاولة البحث عن الحقيقة وهو دور الإعلام الصحيح، وهناك جزء آخر إما تغاضى عن مناقشة قضايا هامة، أو ناقشها بشكل سلبي للغاية.
قررت الشركة المتحدة للإعلام في مصر، إنهاء التعاقد مع الإعلامي أحمد شوبير لما رأوه من مخالفة القواعد المهنية وسياسات المحتوى الخاصة بالشركة، خاصة بعد تداوله لقضيتي وفاة رفعت واتهامه البعض بالتسبب في تلك الأزمة بحكم وجوده مسبقًا في مجلس إدارة فريق مودرن سبورت، إضافة لأزمة شهد عيسى لاعبة الدراجات.
الأمر لم يقتصر على شوبير، ففي حين قدم عدد من الإعلاميين نماذج مثالية للطرح ومحاولة البحث عن الحقيقة خاصة في قضية أحمد رفعت، حاد البعض عن الطريق الصحيح في مناقشة تلك الأزمة بالأخص، بإلقاء الاتهامات واللوم على اللاعب الراحل نفسه أو وكيله بالأخص.