وضع المحترفين المغاربة في أوروبا غير مطمئن!

تحديثات مباشرة
Off
2023-08-16 16:37
المغربي حكيم زياش نجم نادي تشيلسي الإنجليزي (Twitter/hziyeech)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

محطتان لا تبرحهما الذاكرة، إحداهما في لحظة انتصار، والثانية في لحظة انكسار، كلاهما تصدقه ويترك في نفسك أثراً عميقاً، ولا تملك إلا التفكر والتأمل في معاني كرة القدم، لتجدها أكبر من مجرد لعبة، إنها الحياة، بكل ما تحمله من ألم وسعادة، وفرح وحزن، ولحظات أمل جديدة وطاقة نور تبدد مشاعر اليأس والإحباط .

تعودنا أن نقرأ: إن السكوت علامة الرضا، أو كما تقول الحكمة، «إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب»، ولكن هذه المرة على عكس ما كان يقال فنكتب: إن السكوت ليس من ذهب، ونقصد أحوال المحترفين المغاربة بأوروبا؛ إذ إنها تحتاج إلى تدخل فوري وجذري، لأن ما نراه يحدث في الساحة يتطلب أن نغير الأقوال والحكم القديمة والراسخة

فآخر الأحزان هو إقصاء النجم الكبير حكيم زياش الذي وقع على مونديال رائع بقطر، من طرف ناديه تشيلسي الذي أسقطه من مفكرته منذ السنة الماضية، وتحول لعجلة احتياطية يتم الاستعانة بخدماتها في حالة إصابة أحد اللاعبين الأساسيين بأعطاب، ويتم إقحامه اضطرارًا، وهو الأمر الذي لم يهضمه النجم المغربي، لرفضه الجلوس على دكة الاحتياط.

اصطدم اللاعب المغربي حكيم زياش لاعب نادي تشيلسي بالحظ التعيس في مسيرته التي أعقبت تألقه مع نادي إياكس أمستردام حيث كان عنصرًا أساسيًا ضمن الفريق الذي بصم على نتائج جيدة في رابطة أبطال أوروبا عام 2019 عندما أطاح ريال مدريد ويوفنتوس.

وتدارك زياش حظه التعيس مع تشيلسي من خلال تألقه مع منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم قطر 2022؛ حيث كان له دور هام في بلوغ المربع الذهبي مما عزز من فرصه في تغيير الأجواء نحو أجواء أفضل؛ خاصة بعدما جاءته فرصة من ذهب للعب مع باريس سان جيرمان بجانب كيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار غير أن الحظ التعيس وقف له بالمرصاد بعدما أرسلت إدارة البلوز وثائق خاطئة للنادي الباريسي لتفشل الصفقة.

وبعد نهاية الموسم جاءه الأمل من السعودية حيث حصل على عرض جيد للعب بجانب البرتغالي كريستيانو رونالدو في نادي النصر؛ لكن الحظ العاثر استمر في مطاردته، وحينما تقرأ ما بين سطور هذه الوقائع نستنتج أن محترفينا بحاجة إلى وسطاء في مستوى طموحاتهم، نفس الشيء ينطبق على سفيان أمرابط الذي لم يخرج من محور إسبانيا وإنجلترا، وجعلوا مستقبله على كف عفريت، إلى درجة تجعل اللاعب يدخل مرحلة الشك أمام هذه الجبال من الصعاب، والغريب أن ما يحدث للاعبين المغاربة بأوروبا يتقاسم آلامه جل العرب الحاضرين بالأندية العربية، وكأنها مؤامرة محبوكة ومطبوخة على نار هادئة، فلماذا لا تواجه هذه المشاكل المحترفين الأوروبيين والبرازيليين؟ الجواب سيكون سريعًا لأن لاعبيهم بأيدي خبيرة تعرف من أين يؤكل الكتف.

ومن بين الأمور الغريبة جدًا أن ريال مدريد أبدى موافقته للتعاقد مع حارس جديد خلال الميركاتو الصيفي الحالي، لتعويض البلجيكي تيبو كورتوا الذي أصيب بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليسرى، يغيب على إثرها لفترة تصل إلى 8 أشهر.

 وكان لدى ريال مدريد اهتمامًا حقيقيًا بضم حارس المنتخب المغربي، لكن كان هناك شرط أدى إلى تغيير أولويات الملكي.

فريال مدريد تخوف من مشاركة بونو مع أسود الأطلس في كأس الأمم الأفريقية خلال منتصف الموسم، ما سيبعده عن الكثير من المباريات، الأمر الذي لا يستطيع الفريق الملكي تحمله، فالميرنغي اشترط تخلي بونو عن المشاركة في أمم أفريقيا لمواصلة مفاوضات ضمه من إشبيلية، فتوقفت تحركات ريال مدريد لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن التنازل عن المشاركة في كأس أفريقيا العام المقبل، فماذا لو كان بونو برازيليًا أو أرجنتينيًا، هل سيتم منعه من المشاركة في كوبا أمريكا؟

للأسف  المحترف المغربي يسقط بين أنياب لا ترحم خاصة أنهم عرب وأفارقة، واليوم يتحدثون عن صفقة انتقال بونو إلى الهلال السعودي خلال الـ48 ساعة المقبلة.

أما عن يوسف النصيري فهو مسلسل آخر لن تنتهي فصوله، فقد سبق ليوسف أن تحدث بنبرة نستشف من خلالها (الحكرة) حينما قال لأني لست برازيليًا، فإن أمواج الإهمال تتقاذفني بالرغم من إتقاني وخبرتي في عالم سباحة كرة القدم، انتهى الكلام ورفعت الأقلام، تهافتت عليه عدة أندية إنجليزية فنيوكاسل يونايتد قدم عرضًا قيمته 35 مليون يورو لضم النصيري، وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها المهاجم المغربي هدفًا للأندية الإنجليزية، وها هو فريقه إشبيلية يعلن بعد ساعات من ذلك عدم بيع النصيري، وتشبثه به لأنه من صناع إنجازاته، وكما يقول المثل الشعبي: "طلع تاكل الكرموس (التين) نزل شكون قالها لك".

لا نلوم أحداً من اللاعبين فهذه نتائج طبيعية للاعبين محترفين بأوروبا لا ذنب لهم، وإنما نلوم منظومة محترفينا ومحيطهم، وكيف تدار، فالوضع غير مطمئن للمحترفين المغاربة بالديار الأوروبية، نحذر ونكرر ونصرخ كما صرخنا من قبل «الحقوا محترفينا» فلا نريدهم أن يخسروا أكثر من ذلك!!

 فبعض الوكلاء "ورم خبيث" يهدد بعض محترفينا بأوروبا في الكثير من الأحوال، لأن معظم وكلاء اللاعبين  أو "وسيط اللاعبين" يبحثون عن مصلحتهم المادية أولاً دون النظر لمصلحة لاعبه كما نرى في طريقة تعامل الوسطاء مع اللاعبين والسوق الأوروبي يعج بعدة أمثلة صارخة، والذي يبحث فيه الوكيل عن مصلحة لاعبه والتدرج من نادٍ لنادٍ أكبر لأنه يعلم أنه سيجني ثمار هذا في المستقبل، إلى جانب أن دور الوكيل أو "الوسيط" بمسماه الجديد هو من يدير كل الأمور الخاصة باللاعب من انتقالات وإقامة وسكن وخلافه، ومنوط به حل أي أزمة تواجه اللاعب عكس بعض وكلاء محترفينا والتي تقتصر علاقته باللاعب انتقاله ورحيله من النادي.

فالوكيل لا يقتصر عمله على تسويق اللاعب لموسم، وجني الأرباح من اللاعب وكفى، كما لو كان اللاعب عقارًا يتم المتاجرة به حتى يتم شراؤه بل الأمر يتعدى ذلك ليشمل عدة مصطلحات ومفاهيم، منها الاستمرار مع اللاعب، وتعزيز هويته الإيجابية لدى المجتمع، وتسويقه بالشكل السليم، والمحافظة على الهوية الإعلامية والاحترافية، وسمعة اللاعب، فلا يزج باسمه في صفقات وهمية تشوه اسمه وتهدد مسيرته الاحترافية.

السؤال الذي يطرح بقوة، لماذا لا ينجح الوسطاء مع محترفينا، وينجحون بإبهار مع أسماء محترفة أقل مستوى وعطاء وبأرقام فلكية، فهل من توضيح وتفسير؟!

شارك: