هل يفسد "الابن العاق" حفلة تشافي الأولى مع برشلونة؟

تاريخ النشر:
2021-11-18 01:34
-
آخر تعديل:
2021-11-19 18:33
تشافي هيرنانديز سيواجه إسبانيول هذه المرة مدربا لبرشلونة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعددت جوانب العداء بين فريقي برشلونة وإسبانيول في الكرة الإسبانية، وتخطت حدود المستطيل الأخضر لتذهب في اتجاهات سياسية ودينية واجتماعية منذ بداية القرن العشرين إلى اليوم، ما يمنحك انطباعًا عن شدّة وحدّة العلاقة العدائية التي توارثتها الأجيال.

انتقلت هذه العداوة بالتبعية إلى الشوارع والبيوت، وفي هذا التقرير نتحدث عن ديربي كتالونيا بين برشلونة وإسبانيول، الذي سيكون مسرحًا للمباراة الأولى للمدرب الجديد للبارسا تشافي هيرنانديز يوم السبت المقبل 20 نوفمبر/تشرين الثاني.


لم يتمكن إسبانيول من التقدم على برشلونة في ترتيب الدوري الإسباني منذ 79 عامًا، وستكون هذه أولى مهام تشافي، لما يعنيه هذا الديربي من إرث تاريخي أساسي في الكرة الإسبانية، لذلك دعونا نلقي نظرة على نقاط هامة في ديربي كتالونيا بين برشلونة وإسبانيول.

كيف تجسّدت مظاهر العداء بين برشلونة وإسبانيول؟


مع أن السيطرة دانت كاملة لبرشلونة في تاريخ لقاءات الفريقين بديربي كتالونيا بالنظر إلى الفوارق التي ترجح دوما كفة البلوغرانا لكونه حصد الليغا 26 مرة مقابل صفر لغريمه، فإن ثمة معارك لا يمكن نسيانها، ولعل أشهرها مباراة عام 2007 التي تعادل خلالها إسبانيول مع برشلونة 2-2 في الدقائق الأخيرة.

كان التعادل كافيا ليهدي إسبانيول به اللقب إلى ريال مدريد في سيناريو غير متوقّع، خصوصا أن الريال تعادل في الدقيقة الأخيرة أيضًا أمام سرقطسة وكان يفترض أن يخسر الليغا، وأطلقت الصحافة المدريدية لاحقًا لقب "تامودازو" على المباراة -أي نكسة تامودو- نسبة إلى مسجّل هدف التعادل راؤول تامودو، الذي أصبح المكروه الأول لدى برشلونة، وليس كريستيانو رونالدو كما يعتقد بعضهم.


حملت مباراة ديربي كتالونيا في ديسمبر/ كانون الثاني 2003 الرقم القياسي لأعنف مباريات الليغا عبر التاريخ، عندما أشهر الحكم 6 بطاقات حمراء في وجه لاعبي الفريقين كان منهم البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي كواريزما من برشلونة، أما جيرارد بيكيه المؤيد الأكبر لانفصال إقليم كتالونيا عن السيادة الملكية الإسبانية، فقد قوبل بوابل من الشتائم وصافرات الاستهجان في ملعب إسبانيول "كورانيلا ألبرات" عام 2018، والسبب هو التأييد المطلق من جماهير إسبانيول للحكومة المحلية في إسبانيا، ولا يخفى لقب "الابن العاق" الذي أطلقه أنصار برشلونة تجاه غريمهم بوصفه –في نظرهم- تابعًا لهم.


تأسيس إسبانيول نبع في الأساس لمواجهة نفوذ برشلونة


قد تبدأ العداوة بين ناديين من حدث ساخن بملعب كرة قدم، لكن في حالة إسبانيول وبرشلونة فإنها بدأت من قبل مرحلة التأسيس لأسباب سياسية واجتماعية بحتة، فقد تأسس برشلونة على يد مهاجرين إنجليز عام 1899 في إقليم كتالونيا، وبدأ مشجعو النادي في فلسفتهم الاجتماعية الخاصة والمناداة بالاستقلال عن السيادة الإسبانية، ولمواجهة ذلك أنشأ مؤيدو السطلة بعد شهور عديدة وبالتحديد في عام 1900، ناديًا ذا صبغة محلية باسم إسباني خالص وهو "إسبانيول"، ولا يزالون يفتخرون إلى اليوم لكون ناديهم هو الأول في البلاد، الذي تأسس من إسبان 100% وليس من مهاجرين أجانب.

بدا الأمر وكأنه مقاومة بين مستعمر دخيل ووطنيين مدافعين عن أرضهم، وكان إسبانيول شوكة حقيقة في حلق برشلونة خاصة بعدما منح الملك الإسباني ألفونسو في عام 1912 حق استخدام التاج الملكي في شعار نادي إسبانيول، ما أجج الأوضاع أكثر بين الناديين عام 1918 عندما طالب الكتالونيين باستفتاء رسمي بالانفصال، وعارض ذلك بطبيعة الحال سكان مدينة "كورانيلا" التي ينحدر منها نادي إسبانيول، وبعد 100 عام تكرر المشهد بحذافيره في استفتاء الانفصال الأخير.
 

أين يجد تشافي نفسه وسط العداوة المتجددة في ملعب كورانيلا ألبرات؟


ربما كان الحظ قاسيًا أن يلقي بالمدرب تشافي هيرنانديز في مواجهة العدو اللدود بباكورة مبارياته مع برشلونة، إذ يصطدم البارسا بإسبانيول السبت في أول تجربة رسمية لتشافي، ومع أنه يعرف جيدًا أجواء الديربي العدوانية، فإن المعطيات ستختلف هذه المرة لكونه سيجلس على مقاعد البدلاء كعقل مدبر، وليس لاعبا مرتديًا القميص رقم 6 الشهير، الحظ من جديد سيقف في وجه تشافي عندما تُفتح المدرجات لأنصار الابن العاق خلال اللقاء؛ ما سيزيد الأمر صعوبة.

الأجواء السلبية قد تعصف بتشافي في أول مباراة له مع برشلونة، فهناك على سبيل المثال قائمة إصابات طويلة؛ منها أنسو فاتي وسيرخيو أغويرو ومارتن برايثوايت، إضافة إلى عدم توافر الأسماء الدولية في التدريبات منذ توليه المهمة لوجودهم مع منتخبات بلدانهم في تصفيات كأس العالم، فلم يلتق بعد مع فرينكي دي يونغ وممفيس ديباي، وبالكاد التقى مع خافي وبوسكيتس وألبا القاديمن من مهمة مع منتخب إسبانيا، وكان تحت تصرفه فقط في التدريبات غير الدوليين إضافة إلى بعض الأسماء من الأكاديمية.
 

بالإضافة إلى فقر الفريق تكتيكيًا في الأساس ومعاناته في الجانب الدفاعي باستمرار وسهولة الوصول لمرمى الحارس أندري تيرشتيغن، وأبرز دليل مباراة سيلتا فيغو التي عاد فيها النادي الغاليثي إلى التعادل 3-3 من وضعية الخسارة 0-3، إذن الأمور لا تبشر بالخير أبدًا لتشافي في ديربي كاتالونيا.

برشلونة وإسبانيول على قدم المساواة في موسم 2021-2022


يدخل الفريقان المباراة، ولديهما نفس النقاط (17) ما يمنح لاعبي إسبانيول دفعة معنوية هائلة بوصفهم ندًا قويًا يستطيع مجابهة برشلونة والتقدم عليه في ترتيب الليغا، ولا شيء يسعد أنصار النادي "الأبيض والأرزق" أكثر من إفساد الظهور الأول لتشافي مع برشلونة. قد تُعد بطولة تُضاف إلى موقعة "تامودازو" وتكرّس العداء المتأصل من قرابة قرن وعقدين تقريبًا.

شارك: