تحليل | "وحش" في وسط برشلونة يهدّد ثغرة ريال مدريد في الكلاسيكو

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-21
مواجهة مرتقبة بين هانز فليك وكارلو أنشيلوتي في الكلاسيكو (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

"الكمال المطلق" كانت الطريقة التي وصف بها موقع برشلونة على الإنترنت، سحق الفريق لخصمه إشبيلية 5-1 أمس، وهي النتيجة التي ستضع ريال مدريد في حالة تأهب قبل الكلاسيكو الأسبوع المقبل.

كانت طريقة الفوز بمثابة تحذير لخصوم برشلونة هذا الأسبوع، بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، وريال مدريد في الكلاسيكو المنتظر في الدوري الإسباني، ووصفت صحيفة سبورت الكتالونية الفريق بأنه "مدحلة طريق بخارية" (آلة لتعبيد الطرقات).

في محاولة لاستعادة لقب الدوري الإسباني من ريال مدريد، كانت انطلاقة برشلونة نارية هذا الموسم، لكنه سيواجه أصعب اختبار حتى الآن لمؤهلاته في البطولة في الجولة الحادية عشرة، عندما يزور أبطال إسبانيا وأوروبا في الكلاسيكو على ملعب سانتياغو برنابيو.

برشلونة، الذي دخل الجولة العاشرة متقدمًا بثلاث نقاط على مدريد، لم يهزم ريال مدريد في الكلاسيكو بآخر أربع مباريات تنافسية بين الفريقين. وبغض النظر عن المباريات الودية، كان آخر فوز للبلوغرانا على ريال مدريد قبل أكثر من 18 شهرًا، بـ 1-0 في كأس ملك إسبانيا في البرنابيو.

تناقض في حالة عملاقي الكلاسيكو

هناك حالة تناقض بين الفريقين قبل الكلاسيكو بينهما، ففي حين يُقدم هانز فليك كرة قدم جذابة في أوروبا، وطريقة لعبه تتناسب مع إمكانات اللاعبين وتضعهم في قالب تكتيكي مميز، لا يزال ريال مدريد يعاني بسبب غياب الطريقة المناسبة والصحيحة.

ويتمتع نادي برشلونة بفهم واضح لأسلوب اللعب الذي يريده، حيث يمتلك تشكيلة في وسط الملعب تثير حسد الجميع، في حين يبدو ريال مدريد غير متأكد من هويته على أرض الملعب، ولا يزال فريق أنشيلوتي يفتقر للوضوح في أسلوب لعبه.

في بداية مواجهة سيلتا فيغو، لعب الريال بـ3 مدافعين في الخلف، في طريقة لعب مغايرة، وفي هذه المرحلة من الموسم هي مؤشر واضح على أن الأمور في ريال مدريد لا تسير على أفضل ما يُرام، وكأن أنشيلوتي لا يزال في مرحلة التحضيرات يواصل التجارب.

متوسط تمركز ريال مدريد
متوسط تمركز لاعبي ريال مدريد أمام سيلتا فيغو يظهر التركيز على الجانب الأيسر وغياب الجبهة اليمنى

الصورة أعلاه توضح ما يعانيه ريال مدريد ومدى عدم التوازن، وهي تخص متوسط تمركز لاعبيه أمام سيلتا فيغو، حيث يرتكز كل اللعب مرة أخرى على الجانب الأيسر، مع غياب أي دعم للجبهة اليمنى، وهي الأزمة المستمرة في ريال مدريد.

وجود بيلينغهام على اليمين هو مركز جديد عليه، لم يقم به من قبل حتى في التحضيرات، فمن جهة لم يدعم "الظهير/الجناح" لوكاس فاسكيز، كما تتطلب طريقة اللعب 3-4-2-1 ومن جهة أخرى لا يقوم بدور المهاجم الثاني الذي كان يُميزه في الموسم الماضي، وهنا ضاع دور اللاعب الإنجليزي.

نقطة ضعف الريال هي نقطة قوة برشلونة

المشكلة الحقيقة في ريال مدريد تكمن في التباعد بين خطوطه، الدفاع في واد والهجوم والوسط في واد آخر، وهناك مساحات كبيرة للغاية بينهما، وهو ما توضحه الصورة أدناه في مباراة الفريق الأخيرة أمام سيلتا فيغو.

ثغرة الوسط في ريال مدريد
مساحات كبيرة في وسط ملعب ريال مدريد قد يستغلها وسط ملعب برشلونة القوي

الصورة أعلاه توضح المساحات الكبيرة في وسط الملعب في ريال مدريد، بسبب عشوائية الضغط الأمامي المتقدم بين الوسط والهجوم، وتأخر الدفاع. سيلتا فيغو لم يستغل هذا الشيء، لكن برشلونة يمتلك ما قد يؤذي ريال مدريد في الكلاسيكو المرتقب.

في مباراة إشبيلية أبدع رافينيا في عمق الميدان وخلق أكثر الفرص، ليس هذا فحسب، بل إن برشلونة استعاد في المباراة الأخيرة غافي الذي غاب لمدة عشرة أشهر بعد فترة تعافي طويلة من تمزق في الرباط الصليبي، كما يستعد داني أولمو، الذي بدأ الموسم بقوة بثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات له، للعودة.

برشلونة بات يمتلك تركيبة في وسط الميدان تستغل هذه المساحات، واللعب فيها وصناعة التمريرات الحاسمة، واستنادًا لحقيقة رقمية، فإن عدد الأهداف المتوقعة من اللعب المفتوح فقط لبرشلونة هو 20 هدفًا، وهو ضعف رقم  ريال مدريد (10.6 أهداف)، وحتى في سلاح الكرات الثابتة فكل فريق سجل 9 أهداف، أي أن برشلونة يتفوق على ريال مدريد في اللعب المتحرك ويتساوى معه في الكرات الثابتة.

شارك: