من وزير السعادة إلى التعاسة.. 5 سنوات من التناقضات مع بلماضي

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-24 22:19
أرشيفية - جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر (Getty)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شهدت حقبة المدرب جمال بلماضي مع منتخب الجزائر والتي تمتد لأكثر من 5 سنوات العديد من التناقضات، من الحصول على الألقاب واعتلاء منصات التتويج إلى التعرض لأكبر الهزائم والخيبات.

كان سقوط بلماضي مدويًا من القمة إلى القاع، فالمدرب الذي أدخل الفرحة والسعادة على قلوب الملايين من الجزائريين إلى درجة أنهم أطلقوا عليه لقب "وزير السعادة"، أصبحت نتائجه مع "الخضر" مصدرًا للتعاسة".

بلماضي و5 سنوات من التناقضات

تولى بلماضي مهمة تدريب منتخب الجزائر في أغسطس/ آب 2018، ووجد حينها منتخبًا يملك العديد من المواهب والفرديات، لكنه في نفس الوقت مهلهل ومفكك يعاني الكثير من الصعوبات، ويدور في حلقة عريضة من الشك وفقدان الثقة في الذات، والأكثر من ذلك أنه مثقل بعدد كبير من النتائج السلبية والخيبات.

ولم ينتظر بلماضي الكثير من الوقت لإحداث ثورة في منتخب الجزائر وإجراء الكثير من الإصلاحات، وأدى انضباطه وعزيمته وسعيه لخدمة منتخب بلاده إلى حصد نتائج فاقت كل التوقعات، نتائج كانت شاهدة عليها أرض "الكنانة" مصر.

بلماضي احتاج إلى أقل من عام لقيادة منتخب الجزائر للتتويج بكأس أمم أفريقيا لثاني مرة في تاريخه وإدخال الفرحة على قلوب الملايين من الجزائريين وإخراجهم إلى الشوارع، وحدث ذلك عام 2019، حيث كانت البلاد تمر بفترة عصيبة.

"حطها في الجول يا رياض".. عبارة تقشعر لها الأبدان، وفوز في النهائي على السنغال سيبقى راسخًا في الأذهان، إنها لحظات جميلة وذكريات رائعة لن ينساها الجزائريون.

معارك، خبير العشب، ضغط.. حقبة جديدة في عهد بلماضي

بعد فوز منتخب الجزائر بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، تغيّر بلماضي، لم يعد ذلك الرجل الذي يعرفه الشعب الجزائري، ومباشرةً بعد التتويج راح يطلق النار على محللي الإستديوهات، ويدخل في معارك ضارية مع الصحفيين ووسائل الإعلام.

الضغط والعصبية والتوتر أصبحوا السمة البارزة لسلوك الرجل، وتعدّى ذلك إلى تدخله في أمور لا علاقة لها بالجانب الفني مثل الاهتمام بعشب الملاعب، والدخول في متاهات مع المسؤولين ومهندسي الصيانة، وحشر أنفه في كل صغير وكبيرة تحيط بـ "الخضر" من جوانب إدارية وتنظيمية، وكل هذا في ظل تراجع مستمر لأداء فريقه.

تراجع ظهر جليًّا في مباراة الذهاب أمام بوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم 2022 والتي لُعبت بالمغرب، وتأكد هذا التقهقر في المباراة أمام ذات المنافس في لقاء العودة بملعب "الشهيد مصطفى تشاكر" بمدينة البليدة جنوب العاصمة الجزائر.

نكسة دوالا وهدف إيكامبي الذي أسقط بلماضي أرضًا

وفي الوقت الذي كان بلماضي منشغلًا بمعاركه الجانبية، كان يتراجع مستوى منتخب الجزائر، رغم عدم تعرضه للخسارة في 35 مباراة متتالية.

تحضير سيئ لكأس أمم أفريقيا 2021، كورونا، وخيارات فنية غير موفقة، كلها جعلت منتخب الجزائر يتعرض لسقوط حر، ويتلقى نكسة تعتبر من بين الأسوأ في تاريخه الكروي بإقصائه من دور مجموعات "كان" 2021 في الكاميرون بعد تعرضه لهزيمتين واكتفائه بتحقيق تعادل واحد، ليغادر البطولة يجر أذيال الخيبة والهزيمة، فيما أصبح يصطلح عليها فيما بعد "نكسة دوالا"، نسبة إلى مدينة دوالا التي خاض فيها "محاربو الصحراء" مباريات تلك البطولة.

وبعدها بشهرين فقط، وتحديدًا في مارس/ آذار 2022 حدثت نكسة وإخفاق أكبر بإقصاء منتخب الجزائر من التأهل إلى كأس العالم قطر 2022، على يد الكاميرون بهدف قاتل لن ينساه الجزائريون أبدًا من تسجيل المهاجم كارل توكو إيكامبي.

إخفاق بواكي يهز أركان الجزائر

ورغم الخيبتين المتتاليتين في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون والإقصاء من التأهل إلى كأس العالم، إلا أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم جدد الثقة في بلماضي ومدد عقده إلى غاية عام 2026، وسط استمرار الأجواء المتوترة حول المنتخب.

المعارك الإعلامية لم تتوقف، الضغط مستمر، الجو المشحون يخيم على معسكرات "الخضر"، الانتقادات والرد عليها، أجواء غير عادية يمر بها منتخب الجزائر تحت قيادة بلماضي، والنتيجة إخفاق جديد في مدينة بواكي الإيفوارية، وإقصاء مبكر من دور مجموعات كأس أمم أفريقيا 2024.

إقصاء مر بمرارة العلقم تجرعه الجزائريون، حزن ودموع وبكاء وحسرة، في ألبوم صور مظلم، لا يشبه ألبوم الصور المشرق في سنوات عز بلماضي، إنها صور تلخص 5 سنوات متناقضة للمدرب بلماضي مع منتخب "المحاربين" الجزائر.

شارك: