من مستطيلات السّحر إلى أهلنا في فلسطين المحتّلة

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-10 16:59
أرشيفية- جماهير منتخب فلسطين (Getty)
وسام كنعان
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

فجأة وبرمشة عين، انقلب مشهد النواح المتسمرّ منذ عام 1948 إلى ابتسامة عريضة، واستحالت مرارة العلقم التي تجرّعناها كعرب خلال عقود طويلة منذ خسرنا فلسطين، إلى زغاريد نصر! ولو كان الفرح طارئًا، والحزن هو الأصل في حياة الشعب الفلسطيني، وخاصة سكّان قطّاع غزّة المكلوم.

إلا أن الذبيحة يحقّ لها الدفاع عن نفسها، ولو صار الذبح بوحشية أعتى كما يفعل الكيان الصهيوني، بعد حفلة جنونه وفقدانه صوابه، إثر  عملية كتائب عز الدين القسّام النوعية، وما حققته من تركيع للعدّو على ركبتيه! ورغم أن غالبية العواصم العربية تنام يوم العطلة الرسمي لوقت متأخر، إلا أنها خلافًا للسائد، استيقظت صباح السبت الماضي باكرًا جدًا، على وقع الأخبار العاجلة بحدوث #طوفان_الأقصى.

للحظة ظنّ المتابع من الوسم الذي غزا السوشال ميديا بغزارة شرسة، أن قوات الاحتلال الصهيوني قررت اقتحام المسجد الأقصى بصورة همجيّة، امتثالاً وانسجامًا مع تاريخ من الجرائم والمجازر واستباحة المقدّسات. لكن الأمر  كان عكس ذلك تمامًا. بصيغة تناهز السيناريوهات العالمية المحبوكة بمنطق الإدهاش في أعتى حالاته، تمّكن مجموعة من الشباب الفلسطيني الشجعان، من تغيير المنطق بشكل جذري، وإعادة توزيع الورق مجددًا، وقلب قواعد اللعبة.

فكانت النتيجة تكريس قاعدة "أوهن من بيت العنكبوت" إذًا، الطوفان هذه المرة يبتلع الوحش! ويا لها من فرحة بهية بيضاء وناصعة، تمكّنت فعلاً من اكتساح أسود الحداد، وتلطيف لون الحرائق الذي طغى على عديد العواصم العربية منذ ما يزيد على عقد من الزمن.

خلال كلّ ذلك، تسلل حوار مذيع قناة الجزيرة الإخبارية المصري أحمد طه، مع الناطق الإعلامي بجيش الصهاينة أفيخاي أدرعي، إلى الفضاء الافتراضي، وفرض نفسه بقوّة على السوشال ميديا، باعتبار أن المذيع المصري وقدرته الملفتة على إحراج أدرعي ووضعه في خانة ضيقة، كان بمثابة وزارة كاملة تدافع عن قضية العرب المحورية بمهنية عالية، دون تخطٍّ للمعايير الموضوعية في إدارة الحوار! فيما كانت الغلبة لنجوم الإعلام الرياضي، ليكون لهم الحظوة الصريحة، لدى قلوب «لعبة الشعب»، أي كرة القدم، وهم أكثرية ساحقة في كلّ العالم.

هكذا، صدح صوت المعلق التونسي عصام الشوالي في تعليقه على إحدى المباريات ليقول: "حدثوك عن القوة فكان وهمًا! وعن التكنولوجيا المتطورة فكانت وهمًا! وعن جيش لا يقهر فكان وهمًا! كلّموك عن بارليف فكان وهمًا! كلّموك عن حدود يستحيل اختراقها فكان وهمًا! ألا فهمت، ألا فهمنا، ألا فهمتم، إنّهم مجرّد بالونة وهم!".

أما المعلّق العماني خليل البلوشي فاختار في تعليقه على مباراة ثانية الدعاء بالقول: "نبدأ باسم الله، وندعو ونتضامن مع أهلنا في فلسطين للنصر والغلبة والعزّة والقوة. اللهم إنا نستودعك فلسطين، وأهلها، أرضها وسماءها، رجالها، ونساءها، وأطفالها، فاحفظ فلسطين من كلّ شرّ وسوء يا من لا تضيع عنده الودائع. اللهم من أراد بأهلنا وبأرضنا السوء فاجعل دائرة السوء تدور عليه يارب العالمين".

فيما كانت "القَطفة" الإعلامية الملفتة من نصيب محلل قنوات (bein sport)، التونسي طارق ذياب، والذي ردّ على الهواء مباشرة، عندما سأله المذيع عن رأيه بتصدّر نادي ريال مدريد قائمة الدوري الإسباني، بعد اكتساحه فريق أوساسونا بأربعة أهداف مقابل لا شيء، مساء السبت الماضي، أي بعد ساعات من #طوفان_الأقصى فقال: "اليوم شاهدنا الكرة الشاملة أي الهجوم. واكتشفنا مدرّبًا جديدًا هو "أبو عبيدة" (يقصد الناطق باسم كتائب عز الدين القسّام التي نفّذت الهجوم) مدرّب فلسطيني علّمنا الكرة الشاملة ومعنى الهجوم، إنه أفضل من أنشيلوتي وغوارديولا. تابعنا المنتخب الفلسطيني الذي حقق النصر، ونرجو من الله أن يكمّله معهم".

فيما صدح جمهور الزمالك المصري بصوت يبدو كأنه طقس مسرحي، يطوّع مدرّجات كرة القدم نحو أكثر القضايا عدلاً في التاريخ، ويشتم الكيان الغاصب جهارًا نهارًا، بعد عملية إطلاق الرصاص من جندي مصري على سائحين إسرائيليين!

كذلك نال مدرب نادي برايتون الإنجليزي روبرتو دي زيربي وهو إيطالي الجنسية فلسطين وأهلها وتمنى السلام للسودان، لينال أخيرًا حارس ريال مدريد تيبو كورتوا حصة وافرة من الشتائم والهجوم الافتراضي، بسبب دعمه الوضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي للكيان الصهيوني، حتى جمهور الملكي في الوطن العربي، كانوا أوّل من أشار للحارس المصاب حاليًا إلى طريق الصواب، ورأس سهم الحق المتمثّل بفلسطين المحتلة!

شارك: