تحليل | منتخب السعودية يهزم تهور كنّو وبطء مانشيني وزرافات الصين!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-10
-
آخر تعديل:
2024-09-10 19:50
جانب من مباراة السعودية والصين في تصفيات كأس العالم 2026 (X:SaudiNT)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نجح منتخب السعودية في تخطي عقبة نظيره منتخب الصين، وذلك بعدما قلب الأخضر تأخره بهدف إلى فوزٍ بهدفي حسن كادش، لتعادل السعودية موقفها في المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 بأمريكا الشمالية.

الفوز جاء بعد مباراة عصيبة خاضها السعوديون، منقوصين من لاعب لمدة 70 دقيقة، بعد طرد محمد إبراهيم كنّو في الدقيقة التاسعة عشرة، لكن حسن كادش أنقذ النقاط الثلاثة بهدف متأخر في الدقيقة التسعين.

متى نمت في وادينا الصيني كل هذه الزرافات؟

فوجئ منتخب السعودية ببداية قوية من الصينيين، عمدوا فيها على استغلال الأطراف وإرسال الكرات العرضية والقُطرية إلى داخل منطقة الجزاء، مستغلين وجود عدة لاعبين من طوال القامة، نجحوا في اقتناص عدة كرات صنعت ملامح الخطورة على المرمى السعودي.

في النهاية، بدا أن المصير المحتوم في طريقه للحدوث، وذلك بعدما نجح المنتخب الصيني في تسجيل هدفه من ركلة ركنية، عمل فيها الصينيون على تكثيف عدد اللاعبين داخل منطقة الياردات الستة، مع إيقاف تقدم حارس السعودية العويس تجاه الكرة، لينجحوا في الظفر بالكرة والتسجيل، وسط تعامل سيئ من الحارس السعودي.

الأمر لم يتوقف في الشوط الثاني في بعض اللقطات، خاصة لقطة الهدف الصيني المُلغى الذي تم تنفيذه بشكل مختلف نوعًا ما، لكن الظفر بالكرات العالية الهجومية كان سمة واضحة للصينيين، بل في الحقيقة كان هو مصدر الخطورة الأساسي وربما الوحيد.

كنّو.. إلى متى؟

ليست المرة الأولى التي يقوم فيها محمد إبراهيم كنّو بتصرف متهور، ومن حسن حظه أنه في أغلب تلك المرات كانت تمر مرور الكرام بتعويض زملائه لهذا الخطأ، لكن هل مطلوب أن تحدث كارثة أخرى لفريق يلعب فيه كنو مثلما حدث للهلال أمام الأهلي المصري، ليتعظ لاعب الوسط السعودي الموهوب؟

حدث ذلك في عدة مرات، حتى وصل بكنّو إلى أن يكون اللاعب الأكثر حصولًا على بطاقات حمراء في كأس العالم للأندية، فبخلاف لقطة الأهلي المصري الشهيرة التي خسر بعدها الهلال برباعية نظيفة، طُرد كنّو في مرتين أخريين أمام الترجي التونسي والوداد المغربي، لكن من حسن حظه أن الهلال تجاوز تلك المباريات بنجاح، مثلما حدث اليوم للسعودية، وكذلك مثلما فعلها الهلال أمام النصر في مباراة مهمة على صدارة الدوري السعودي طُرد فيها كنّو.

الملاحظ هو أن تلك المباريات هي مباريات كبرى وحاسمة، ومع ذلك لا يدخر كنو وسعًا في إظهار تهور ولا مسؤولية لا يمتلك أي فريق ترف ارتكابها في مثل هذه اللقاءات. اليوم كان يمكن أن تخسر السعودية نقطتين على الأقل، رغم أنه كان بصدد العودة في النتيجة من دون كارثة تذكر لمجرد استقبال هدف، فإذا به مطلوب منه اللعب بعشرة لاعبين كل تلك الفترة وتعويض التأخر في النتيجة.

ليس صحيحًا ما قيل عن أن الطرد كان جيدًا للسعودية، فصحيح أن الأداء تحسن بعض الشيء، لكنه في كل الأحوال كان سيتحسن مع نيل الصينيين لما أرادوا وبدء الأخضر في استفاقة متوقعة، كانت ستأتي حتى بالفريق كاملًا، كما أن الشوط الثاني كان أبلغ دليل على أن النقص العددي قد نال من لاعبي الأخضر ما نال من الصعوبات البدنية.

تحرك بطيء من مانشيني مع منتخب السعودية

الانطباع الأول هو أنه حسنًا فعلًا روبيرتو مانشيني بعدم إجرائه لتبديل بعد طرد كنّو، وذلك توفيرًا لتلك التبديلات وقت انتهاء المخزون البدني لعديد اللاعبين، مع تعديل وضعية الحمدان ليكون شبه مجاور للمالكي.

لكن ذلك الانطباع زال بعد أن بالغ مانشيني في توفير التبديلات لوقتٍ متأخر، إذ لم يجر سوى تبديل واحد بخروج الحمدان وإشراك فهد المولّد، ليتساءل المرء منا متى سيقرر المدير الفني الإيطالي إجراء التبديلات؟

والحديث هنا ليس عن إجراء التبديلات لمجرد التبديلات، بل في وضوح التراجع البدني الواضح في أداء لاعبي السعودية في الشوط الثاني بطبيعة الحال مع النقص العددي، ففي بعض الأحيان يقرر المدرب عدم إجراء تبديلات لو كان الفريق يمر بفترة جيدة ويستمر بنفس اللاعبين، لكن كل شيء كان يصرخ بوضوح إلى ضرورة إشراك لاعبين قادرين على مساندة زملائهم المتعبين من تعويض النقص العددي، والسعي خلف النتيجة.

مباراة لن تُنسى لحسن كادش

في 1998، كان المدافع الفرنسي ليليان تورام بصدد ليلة لا تُنسى في تاريخه، إذ لم يكن معروفًا عنه تسجيل الأهداف، فإذا به يقلب الطاولة لمنتخب فرنسا أمام نظيره الكرواتي، في نصف نهائي كأس العالم بتسجيل هدفين حول بهما الديوك تأخرهم إلى فوز.

السيناريو كان شبيهًا لحسن كادش ولكن من كرات ثابتة، فمع النقص العددي باتت الحاجة ملحة للاعتماد على الكرات الثابتة وتثمين دور كل فرصة تُتاح، إذ لم يكن ممكنًا تكثيف وجود لاعبي الأخضر وقت الكرات المتحركة.

أما وقت الكرات الثابتة فكان الظهير الأيسر موجودًا ليصنع الفارق بتحرك ذكي لالتقاط الكرات برأسه على القائم القريب، ليسجل هدف التعادل الذي كان مهمًّا ليس فقط في طريق العودة للنتيجة، ولكن في عدم الانتحار البدني للاعبي السعودية، سعيًا وراء هدف التعادل لفترة أطول، ليجعلهم أقدر وأكثر اتزانًا في توزيع المجهود لعلمهم بالاحتياج لهدف واحد فقط.

هذا الهدف تأخر كثيرًا مع أفضلية الصين في الشوط الثاني، لكنه في النهاية جاء ليصبح كالبلسم لأعصاب السعوديين المحترقة، والتي لم تكن لتحتمل إهدار نقاط منطقية أخرى قبل مواجهات أكثر صعوبة أمام اليابان والبحرين وأستراليا، لتتحول موقعة الأراضي الصينية لمباراة لا تُنسى لحسن كادش، الذي كان بطلًا للمباراة عن جدارة.

شارك: