مدرب الوحدات استخدم أسلوب عموتة للفوز على سباهان الإيراني

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-18
الوحدات خرج بفوز ثمين على سباهان الإيراني في دوري أبطال آسيا 2 (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يتمكن الوحدات الأردني من هزيمة مضيفه سباهان أصفهان متصدر الدوري الإيراني في المواجهة التي جمعتهما أمس، ذلك أن الفريق لم يكن في الأصل مُقنِعًا من الناحية الفنية في المسابقات المحلية وتحديدًا في بطولتي الدوري ودرع الاتحاد.

وكانت التوقعات تشير إلى أن الوحدات قد يتعرض لخسارة قاسية تتبعها إقالة الجهاز الفني بقيادة رأفت علي، وفي حال تمكن من الخروج بالتعادل، فإنها ستكون نتيجة إيجابية رغم أنها تقام في العاصمة عمان والفريق بالتالي مُطالَب بالفوز فقط.

ولم يكترث "المارد الأخضر" لكل ما تردد رغم حالة الضغط النفسي التي عاشها قبل المباراة، حيث آمن بقدراته، وأعدّ مدربه خطة محكمة تضمن له الخروج بنتيجة إيجابية على أقل تقدير.

وتصدر الوحدات بفوزه على سباهان 2-1، المجموعة الثالثة لدوري أبطال آسيا 2 برصيد 3 نقاط، حيث كان متأخرًا بالنتيجة قبل أن ينجح في قلب الطاولة على الضيوف ويحسم النقاط الثلاثة.

ويسلط موقع "winwin" الضوء على ما فعله الوحدات ومدربه رأفت علي لاجتياز هذا الاختبار الصعب والذي كان الفشل فيه سيهدد مصير الجهاز الفني.

 مدرب الوحدات وأسلوب عموتة

أدرك المدرب رأفت علي أن "المارد الأخضر" يعاني دفاعيًا، بدليل أن المباريات الخمسة التي خاضها الفريق في بطولتي الدوري ودرع الاتحاد، كانت شباكه تستقبل الأهداف.

ويبدو أن مدرب الوحدات لم يجد في المحترف ديارا الخيار المثالي رغم أن الأخير لعب أساسيًا معظم المباريات المحلية، فأجرى ترميمًا للمنظومة الدفاعية من خلال الدفع بيوسف أبو الجزر كقلب دفاع وإلى جانبه دانيال عفانة وعرفات الحاج وفراس شلباية ومصطفى كزعر.

وما فعله رأفت يُذكّرنا تمامًا بما فعله المغربي الحسين عموتة عندما قاد النشامى في كأس آسيا، حيث كان المنتخب يعاني قبل ذلك من ضعف دفاعي واضح بدليل الخسائر القاسية التي تعرض لها في المباريات الودية قبل البطولة.

ورغم الترميم الذي أحدثه رأفت للمنظومة الدفاعية فلم ينجح علاج الخلل بشكل كامل، لتظهر خلال المباراة بعض الثغرات بدليل أن اللاعب الإيراني كان يسدد من خارج منطقة الجزاء وداخلها دون مضايقة.

عموتة يومها حصّن منظومته بخمسة مدافعين، واكتفى بالتحولات الهجومية عند استلام الكرة، وهو ما فعله رأفت علي أمام سباهان، وخاصة في الشوط الأول.

وكان عموتة في المواجهات القوية يُسلم الكرة للفريق المنافس اختزالاً للمجهود البدني وحتى يتقدم إلى الأمام ويخلف المساحات المطلوبة في مناطقه الدفاعية بحيث يمكن استثمارها في الهجمات المرتدة السريعة، وذلك ما فعله رأفت علي أمام سباهان حيث استحوذ الأخير على الكرة لمعظم الدقائق في الشوط الأول.

ووجد رأفت علي بمهند سمرين النجم القادر على صناعة الألعاب، وظهر وكأنه موسى التعمري وتارة محمود مرضي مع منتخب النشامى بتهيئة كرات نموذجية مقرونة بالدهاء تقطع وتكشف دفاع المنافس، وذلك تجسد بهدف التعادل الذي سجله المالي سيزر في الشوط الأول عندما انسل من خلف المدافعين وواجه المرمى وسدد بإتقان داخل الشباك.

ولم تختلف حكاية الهدف الثاني عن الأول، فعاد سمرين نفسه ومرر كرة من فوق المدافعين وجدت البديل إبراهيم صبرة ينسل من بينهم وكأنه يتقمص دور يزن النعيمات مع منتخب النشامى، فانفرد بالمرمى وأحرز هدف الفوز الغالي.

الوحدات جيد وسباهان سيئ والفاخوري ينقذ رأفت علي

وما ساعد رأفت علي في تحقيق الفوز ليس خطته وأسلوب لعبه فحسب، بل فريق سباهان نفسه لم يكن في يومه، حيث عانى من بطء في عملية بناء هجماته، وبالوقت ذاته ظهرت ثغرات دفاعية كبيرة، ولو أن مدرب الوحدات اجتهد أكثر في إجراء التبديلات لربما خرج بفوز تاريخي كبير.

وقدم الفريق أداء جيدًا في المباراة ولم يكن مميزًا، ولو كان يعرف مسبقًا أن منافسه سيظهر بهذا الشكل لربما اختلفت الطريقة والخيارات، وفي النهاية حقق صاحب الأرض المطلوب منه وخطف ثلاث نقاط ثمينة ستعزز من ثقته أكثر.

ويدين المارد الأخضر ومدربه رأفت علي بالفضل كثيرًا لحارس مرماه عبد الله الفاخوري، الذي أنقذ مرماه في الوقت بدل الضائع من فرصة هدف محقق عندما سدد الإيراني وهو على بُعد متر من مرماه؛ لكنه أنقض على الكرة وأمسكها بطريقة وكأنها من وحي الخيال، فكان الفريق محظوظًا بهذه الكرة وقد تحقق ما تمناه المدرب في المؤتمر الصحفي قبل المباراة عندما قال "أتمنى أن يقف الحظ معنا".

مدرب مجتهد وفوز بتوقيت مهم

وفي كل الأحوال، لا يمكن بأي حال من الأحوال توجيه أي انتقاد إلى مدرب المارد الأخضر رأفت علي، فهو اجتهد ونال، حيث تعامل مع المباراة بخطة مدروسة وتحفظ دفاعيًا، وخاصة في الشوط الأول، وكان هدفه المحافظة على نظافة الشباك واستثمار ما يمكن من هجمات، بحثًا عن هدف يخطف به نقاط المباراة.

وقد كان سيُعاتَب رأفت علي كثيرًا لو تمكن سباهان من تسجيل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، وفي وقت أهدر فيه المهاجم الشاب إبراهيم صبرة فرصتين محققتين، كون هذه الدقائق كانت بحاجة إلى لاعب خبرة بحجم بهاء فيصل الذي لم يشارك في المباراة وترك الجماهير تتساءل عن سر الإبقاء على لاعب بهذه القيمة على دكة البدلاء.

وكان الوحدات في أمسّ الحاجة إلى هذا الفوز، فهو منح الثقة للفريق الذي بدا مهزوزًا في مواجهات مضت على الصعيد المحلي، فضلًا أنه رفع الحالة المعنوية للاعبين قبل المواجهة المرتقبة التي تنتظرهم السبت المقبل أمام الفيصلي في الجولة الخامسة من بطولة الدوري الأردني للمحترفين.

شارك: