مدربو مونديال قطر.. بين الخبير والمبتدئ والأكثر نيلا للألقاب

2022-11-16 18:39
ديدييه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، يُعد الأقدم في منصبه من بين مدربي منتخبات مونديال 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تنطلق نهائيات كأس العالم قطر 2022، يوم الأحد القادم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بمشاركة 32 منتخبًا لآخر مرة في تاريخ المنافسة العالمية، بعد قرار الاتحاد الدولي للعبة برفع عدد المنتخبات إلى 48 منتخبًا انطلاقا من مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا.

وسيكون العديد من مدربي المنتخبات المشاركة في مونديال قطر تحت المجهر، خاصة أولئك الذين يقودون الجهاز الفني للمنتخبات الكبيرة المرشحة لنيل اللقب. ويتمتع مدربو المنتخبات المونديالية بالعديد من الصفات والميزات والفوارق، بين الأكثر تحقيقًا للألقاب، الخبير والمبتدئ.

في هذا التقرير نلقي نظرة عامة على المدربين الذين ينبغي متابعتهم في قطر؛ إذ سيكون المجال مفتوحًا أمام الفرنسي ديدييه ديشامب ليصبح أول من يتوج بكأس العالم في مناسبتين منذ الإيطالي فيتوريو بوتسو في ثلاثينيات القرن الماضي.

ديشامب الأكثر نيلًا للألقاب

في سن الـ54، يُعد مدرب فرنسا ديدييه ديشامب، حامل اللقب العالمي، الأقدم في منصبه (منذ 2012) بين 32 من أترابه. ومنذ التتويج في روسيا عام 2018، عزز القائد السابق لأبطال العالم في 1998، سجله بلقب دوري الأمم الأوروبية 2021، لكن عليه اليوم أن يجعل جماهير "الديوك" تنسى التجربة الفاشلة في كأس أوروبا والخروج من دور الـ 16 أمام سويسرا.

حرص ديشامب البراغماتي على تجربة ابتكارات تكتيكية، وإعادة المياه إلى مجراها مع كريم بنزيما وأدريان رابيو، لكنه لم يُزِل كل الشكوك التي فرضت نفسها حول فريق محروم من قلبه النابض المتمثل في الثنائي بول بوغبا ونغولو كانتي؛ بسبب الإصابة.

وفي حال نجاحه في التتويج بمونديال قطر، سينضم ديشامب إلى فيتوريو بوتسو (1886-1968)، المتوج مع إيطاليا بكأس العالم في 1934 و1938، في زمن كانت البطولة فيه تجمع عددًا أقل بكثير من المنتخبات مقارنة بما تشهده اليوم.

فان غال وسانتوس وكيروش الأكبر سنًا

سيكون لويس فان غال (71 عامًا) المدرب الأكبر سنًا في مونديال قطر، وهو يحضر إلى العرس العالمي بسجل حافل يُحسد عليه، بناه في أياكس أمستردام الهولندي، وبرشلونة الإسباني، وبايرن ميونيخ الألماني ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

يخوض فان غال ثالث وآخر تجربة له على رأس المنتخب الهولندي، على أن يخلفه رونالد كومان بعد كأس العالم مباشرة، لكن قبل أن يذهب للاستمتاع بالتقاعد إلى جانب أسرته، كما يتمنى، سيحاول الرجل الذي تغلب في الآونة الأخيرة على سرطان البروستاتا أن يجعل "الطواحين" تلعب دور الفريق المزعج في قطر، كما فعل في كأس العالم 2014، عندما حل في المركز الثالث.

خبير كبير آخر في قطر هو البرتغالي كارلوس كيروش (69 عامًا) الذي أعيد استدعاؤه في أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي، لقيادة منتخب إيران بعدما سبق أن أوصله إلى كأس العالم في 2014 و2018، وستكون هذه النهائيات الرابعة له بعد المرة الأولى مع منتخب بلاده في 2010.

من ناحيته، سيخوض مواطنه فرناندو سانتوس (68 عامًا) النهائيات الثالثة، والثانية مع البرتغال التي قادها لمدة 8 سنوات (توج معها بلقب بطل أوروبا 2016)، بعد تجربة مع اليونان في مونديال 2014.

مدرب الأرجنتين يقود قائمة المدربين الشباب 

سيكون الأرجنتيني، ليونيل سكالوني (44 عامًا)، الأصغر بين مدربي المنتخبات المشاركة في قطر، وسيخوض منافسات المونديال بعد أن قاد منتخب "التانغو" للتتويج بكوبا أمريكا عام 2021، وهو أول لقب لـ "ألبيسيليستي" منذ ما يقرب 30 عامًا (1993).

ولم يخسر المنتخب الأرجنتيني منذ يوليو/ تموز 2019 في 35 مباراة، وبات على بُعد مباراتين فقط من الرقم القياسي الذي تحمله إيطاليا وحققته بين 2018 و2021.

وتشهد قطر روحًا شبابية على مستوى مدربي المنتخبات؛ إذ إن أكثر من ثلث المدربين دون الـ 50، ويأتي سكالوني، المدافع السابق، على رأس هذه القائمة الطويلة من المدربين اليافعين.

وسبق لعبض هؤلاء المدربين خوض تجارب تدريبية سابقة في كأس العالم، مثل أليو سيسيه (46 عامًا) الذي خرج مع منتخب بلاده السنغال من الدور الأول في 2018 (بفارق عدد البطاقات الصفراء)، والإسباني روبرتو مارتينيز (49 عامًا) صاحب المركز الثالث في روسيا مع منتخب بلجيكا.

لكن آخرين سيظهرون للمرة الأولى في بطولة كبرى، مثل وليد الركراكي (47 عامًا) الذي جرى تعيينه في أغسطس/ آب الماضي، على رأس منتخب المغرب، والكاميروني ريغوبير سونغ (46 عامًا) الذي وصل منذ فبراير/ شباط، إلى رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده، ومراد ياكين (48 عامًا) الذي تولى تدريب سويسرا بعد كأس أمم أوروبا.

مدربو قطر وإنجلترا وألمانيا تحت الضغط

دائماً ما تكون كأس العالم مرادفًا للضغط، لكن بعضهم سيخضع لرقابة مشدّدة بنسبة أكبر من غيره. هذا هو واقع حال غاريث ساوثغيت (52 عامًا) الذي يستهدفه النقاد بانتظام بسبب أسلوب لعبه المُفتقد للحماسة مع منتخب إنجلترا.

ويتمثل دفاعه عن نفسه أمام كل الضغوطات في الاستمرار بحصد النتائج الإيجابية بعدما سبق له قيادة منتخب "الأسود الثلاثة" إلى بلوغ نصف نهائي كأس العالم الماضية ونهائي بطولة أوروبا الأخيرة.

من جانبه، يتوجب على هانزي فليك الحفاظ على الإرث مع منتخب ألمانيا. وبعد 15 عامًا عاشها الفريق مع يواكيم لوف، قاده خلالها للتتويج بلقب بطل العالم على وجه الخصوص في 2014، وصل فليك (57 عامًا) بعد فشل ذريع في كأس العالم 2018 تمثل بالخروج من دور المجموعات، وتجربة مخيبة في كأس أوروبا إثر الإقصاء من دور الـ 16.

من جانبه، سيكون فيليكس سانشيز أول من يواجه الضغط، وتحديدًا في المباراة الافتتاحية يوم الأحد المقبل أمام الإكوادور؛ لكونه مدرب منتخب قطر البلد المضيف. ويتوجب على سانشيز (46 عامًا) الذي يقود "العنابي" منذ 2017، والمقرب من مواطنه مدرب برشلونة الإسباني تشافي هرنانديز، أن يعي بأنه المسؤول عن جعل منتخب الدولة المنظمة يتألق في مشاركته الأولى خلال المونديال الأول الذي يشهده الوطن العربي.

شارك: