لماذا سدد فالفيردي ركلة ترجيح مع أوروغواي ورفض مع الريال؟
تفوقت أوروغواي على البرازيل بركلات الترجيح 4-2، لتصعد للدور نصف النهائي من كوبا أمريكا لأول مرة منذ عام 2011، وهي المرة الأخيرة التي فازت فيها بالبطولة أيضًا، لتضرب موعدًا مع كولومبيا.
تواجهت الأوروغواي والبرازيل 27 مرة في بطولة كوبا أمريكا، ومع التعادل في الوقت الأصلي اليوم، أصبح الأرقام متساوية تمامًا: تسعة انتصارات لكل منهما، وتسعة تعادلات.
المباراة عبّرت عن فلسفة أوروغواي مع المدرب مارسيلو بيلسا، صراع بدني عنيف وفرص قليلة في مباراة متوترة شهدت 41 مخالفة، ما يجعلها الأسوأ في البطولة بهذا الجانب حتى الآن، مع تلقي ناهيتان نانديز البطاقة الحمراء.
ارتكبت أوروغواي 26 خطأ من تلك الأخطاء، وهو أعلى إجمالي أخطاء ارتكبته في مباراة بكوبا أمريكا، منذ بداية نسخة 2015 من البطولة.
أسلوب بيلسا يفرض نفسه
المخاطر العالية، والتوتر المتزايد، والرغبة الشديدة في عدم الخسارة كانت سببًا في ذلك، لكن اللعب ضد فريق يديره بيلسا، يجعل الأمر مختلفًا تمامًا.
لا يقوم لاعبو بيلسا بالضغط فحسب بقدر ما يضايقون الخصم، في مجموعات مكونة من اثنين أو ثلاثة أو أربعة لاعبين. ومع حدة المباراة، فقد خرجت بهذا الكم من الأخطاء.
يشتهر بيلسا ابن الـ68 عامًا بأفكاره الهجومية، والضغط الشرس والقوي رجلًا لرجل، ودائمًا ما يتطلع إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط للفوز بالكرة بالقرب من مرمى الخصم.
بسبب هذا الضغط، لجأ حارس البرازيل أليسون إلى لعب الكرات الطويلة لخط الهجوم، من دون محاولة البناء من الخلف، حيث بدت العملية برمتها محفوفة بالمخاطر، لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن أفضل فرص البرازيل جاءت من هجمات غير منظمة؛ ولم يكن هناك أي شعور بأنهم كانوا يبنون هجمات بأي طريقة منظمة.
لقد بدا منتخب البرازيل وكأنه فريق ينتظر حدوث شيء ما "بالصدفة فقط". حتى عندما كان منتخب أوروغواي يلعب بعشرة لاعبين، لم يكن هناك شعور حقيقي بأن السيليساو بدأوا في تغيير مسارهم في لعب الكرات الطويلة خشية فقدانها بسبب ضغط الخصم.
وللتأكيد على هذه الحقيقة في ما يتعلق برعب "السكاي بلوز" في الضغط، نذكر أنه لم يستعد أي فريق في كوبا أمريكا الكرة في الثلث الهجومي أكثر من الأوروغواي (23)، كما لم يرتكب أي فريق أخطاء أكثر في نفس المنطقة من الملعب (23 أيضًا).
فالفيردي مختلف في أوروغواي
"أوروغواي ليست جميلة لكنها شجاعة.. لا نتوقف أبدًا عن القتال".. هذا هو هتافهم الشهير في مدرجات الفريق، لكن هناك حديثًا خاصًا لنجم وسط الفريق فيدي فالفيردي الذي قدم واحدة من المباريات الضخمة أمام وسط ملعب البرازيل، وأكل الأخضر واليابس وتمتع بطاقة عالية.
فالفيردي مع بيلسا يُظهر 100% من طاقته، حتى في ركلات الترجيح تغير اللاعب وبات يتحمل المسؤولية.
اللاعب لم ينفذ ركلة ترجيح لريال مدريد ضد مانشستر سيتي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في وقت سابق من هذا العام، لأنه أخبر مساعد المدرب دافيد أنشيلوتي أنه متعب.
واعترف النجم الأوروغواياني لاحقًا أنه بالإضافة إلى الإرهاق "الذي تحدث عنه"، لم يشعر بالاستعداد النفسي لتسديد ركلة الترجيح مع ريال مدريد، وأنه سيعمل منذ ذلك الحين على التخلص من هذا الشيء.
لكن ماذا فعل مع الأوروغواي أمام البرازيل؟ الأمر مختلف، بل إنه هو من قام بالتقدم لتسديد الركلة الأولى في ركلات الترجيح، وبدا واثقًا للغاية عندما سدد الكرة في الشباك، ما يوضح الفارق والروح والشخصية التي يتمتع بها مع بيلسا.