لقب كوبا أمريكا بين أطماع ميسي و"تهديدات" البقية!

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-21 11:06
ليونيل ميسي يتطلع لتحقيق لقب كوبا أمريكا للمرة الثانية في مسيرته (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يتجدّد الحديث عن لقب كوبا أمريكا وأبرز المرشحين لنيل الكأس مع كل نسخة جديدة للمسابقة الأعرق على المستويين الدولي والقاري، ولن تشذّ النسخة الثامنة والأربعون التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية من 20 يونيو/حزيران وحتى 14 يوليو/تموز، عن هذه القاعدة.

ومن بديهيات هذه المسابقة وفقًا لموازين القوى، "تبجيل" الثنائي العملاق البرازيل والأرجنتين دومًا في ثوب المرشّحين الكلاسيكيين للتتويج باللقب، دون نسيان التاريخ العريق للأوروغواي، صاحبة الرقم القياسي في التتويج بالمسابقة مناصفة مع "الألبيسيليستي".

ولكنّ التوقعات المسبقة -باستثناء تلك الخاصة بالأرجنتين الجاهزة للتحدي بقيادة أسطورتها الحية ليونيل ميسي- قد لا تكون حاضرة في النسخة الأمريكية المقبلة من "الكوبا"، كون أغلب المنتخبات -بما فيها البرازيل التي تمرّ بأزمة نتائج وإقناع- لا تبدو قادرة على مقارعة بطل مونديال 2022، إلّا إذا تغيّر المشهد بعد الإعلان عن صافرة البداية.

لقب كوبا أمريكا.. الأرجنتين وحظوظ وافرة  لفض الشراكة

تنطلق الأرجنتين بأوفر الحظوظ لحصد لقب كوبا أمريكا في نسخة 2024، ليس لكونها حاملة اللقب فحسب، بل لعدة عوامل مساعدة، هيّأها القدر؛ ولكنها قد لا تكون كافية، فحقيقة الميدان قد تقلب "السحر على الساحر".

ومن أبرز العوامل المساعدة لمنتخب "التانغو" حاليًا، أجواء المنتخب المميزة ونتائجه الإيجابية والتي اتخذت منحًى تصاعديًا إثر الفوز بمونديال قطر، ومنذ ذلك الوقت لم يبرح زملاء القائد ميسي صدارة التصنيف العالمي للمنتخبات.

ثاني العوامل، يكمن في الجاهزية الفنية والذهنية لميسي نفسه، من أجل ترك بصمته كالمعتاد، حيث يقدّم "البولغا" موسمًا مميزًا بأرقام فردية مبهرة مع ناديه إنتر ميامي الأمريكي، وهو ما يعزّز "نهمه" لإضافة كأس ثانية إلى رصيده، لا سيما أنها تمنّعت عنه في ثلاث مناسبات سابقة، حين خسر النهائي أعوام 2007 أمام البرازيل و2015 و2016 تواليًا أمام تشيلي.

ثالث عامل، يكمن في المسار المثالي الذي ينتهجه منتخب المدرب ليونيل سكالوني في تصفيات مونديال 2026، حيث جمع حصيلة إيجابية من 5 انتصارات وهزيمة وحيدة بعد 6 جولات، منحته الريادة برصيد 15 نقطة وبفارق نقطتين عن الأوروغواي، شريكته التاريخية في عدد مرات الفوز بالكوبا، والذي سيسعى بكل جهده هذه المرة لإزاحتها عن عرش الأكثر تتويجًا. 

البرازيل بعيدة عن الضوء.. ولكن!

لا شكّ في أنّ البرازيل اسم ضخم قاريًا وعالميًا واستبعاده من دائرة المرشحين لنيل لقب كوبا أمريكا هو أمر مُحال، ولكنّ واقع "راقصي السامبا" الحالي، لا يتماهى مع "أيام عزّهم" الخوالي، إذ يكفي التذكير بأنّ آخر نهائي خاضه في المونديال والذي اقترن بحصوله على نجمته الخامسة، يعود إلى 24 عامًا، في حين شرب من كأس التتويج في "الكوبا" 9 مرات، كان آخرها في 2019 حين استضاف البطولة على أرضه.

إندريك ابن الـ17 عامًا.. أحد "الجواهر" المرتقبة في كوبا أمريكا 2024

وعانى منتخب البرازيل بعد توديع مونديال 2022 من الدور ربع النهائي، الكثير من الاضطرابات لا سيما فنيًا، بعد رحيل المدرب السابق تيتي، الذي ترك شغورًا عجز الاتحاد البرازيلي عن سدّه، حتى اتّخذ أخيرًا قرار تعيين دوريفال جونيور صاحب الخبرات المحلية الكبيرة، في يناير 2024، بديلًا للمدرب المؤقت فيرناندو دينيز، الذي تدهورت في عهده نتائج المنتخب في التصفيات، التي يحتلّ فيها حاليًا المركز السادس (آخر مركز مؤهل مباشرةً إلى المونديال)، مع 7 نقاط فقط جمعها من فوزين وتعادل و3 هزائم.

وحمل تعيين دوريفال جونيور معه موجات إيجابية قوية، بعد إسهامه في استعادة البرازيليين الثقة في منتخبهم من خلال الفوز على إنجلترا 1-0 في ويمبلي والتعادل مع إسبانيا في مدريد 3-3، وذلك في أول امتحانين وديين له على رأس المنتخب، أضف على ذلك المفاجأة الصادمة التي فجّرها بعد الإعلان عن قائمة لاعبيه المدعوّين للمشاركة في كوبا أمريكا، والتي خلت من أسماء ثقيلة، على غرار نيمار جونيور (المصاب) وكاسيميرو وغابرييل جيسوس وريتشارليسون وأنتوني.

كلّ ما فات، يجب أن يثير انتباه الأرجنتينيين، لأنّ غريمهم متمرّس في "اللّدغ" في مثل هذه الظروف، فكلّما كان بعيدًا عن ضوء الترشيحات؛ قام بمناورات خاطفة، عادةً ما تُختتم بمعانقة اللقب، والدرس القاسي الذي انتهى على ثلاثية نظيفة في نهائي عام 2007 بماراكاييبو الفنزويلية، شاهد على ذلك.

أوروغواي.. الضلع الثابت والرقم الصعب

قد يتفاجأ البعض من غير المتابعين الأوفياء للمسابقة، بالحديث عن الأوروغواي في ثوب المرشح لنيل لقب كوبا أمريكا، غير أنّ الحقيقة التاريخية هي أنّ "لا سيليستي" الباحث عن لقبه الـ16 والأول منذ 2011، هو "البُعبُع" الحقيقي والجار الصغير الذي يخشاه كبار القارة.

مشوار اللقب الخامس عشر والأخير للأوروغواي عام 2011

وباستثناء كونه ضلعًا ثابتًا من خلال حصده 15 لقبًا (يتشارك مع الأرجنتين ويتفوق على البرازيل بفارق 6 ألقاب)، من المنتظر أن يكون المنتخب العنيد، الذي يتأهب لتوديع أسطورتيه، لويس سواريز وإدينسون كافاني، رقمًا صعبًا في نسخة أمريكا.

فعلاوة على رصيده التاريخي، يعتمد الأوروغواي الحالي، على خبرة مدربه المحنّك مارسيلو بييلسا، وجيل جديد من اللاعبين، أبان عن مؤشرات واعدة في تصفيات المونديال، الذي يحتلّ فيها المركز الثاني.

كولومبيا للمفاجأة وتشيلي بعيدة عنها

يمتلك منتخب كولومبيا دوافع قوية للمنافسة بشراسة على لقب كوبا أمريكا؛ أبرزها رغبته في معانقة الكأس لأول مرة بعد تتويجه الوحيد في 2001، وثانيها تحفّزه بتغيير جلده وضخ دماء جديدة سمحت بتقديم منتخب متجدّد على نحو مثير في تصفيات كأس العالم، أسقط البرازيل (2-1) في طريقه إلى احتكار المركز الثالث، وبرقم خاص، يتمثل في كونه الوحيد الذي لم يتعرض للخسارة حتى الآن.وبعيدًا عن طموحات كولومبيا المتجددة، لا يبدو أنّ تشيلي، ثامنة التصفيات المونديالية (5 نقاط فقط) والغارقة في وحل النتائج السلبية، قادرة على تفعيل سلاح المفاجأة، الذي مكّنها من مباغتة "التانغو" وإنزال دموع قائده ميسي في نسختين متتاليتين، كما أنّ الجيل الحالي يتحضّر بدوره لتوديع نجميه التاريخيين، أرتورو فيدال (36 سنة) وألكسيس سانشيز (35 سنة)، الذي سيحضر على الأغلب للمرة الأخيرة في منافسات البطولة.

البقية أقرب لحضور شرفي

بقية الحاضرين في النسخة الحالية، سيكونون أقرب إلى دور "المشاهد"، وباستثناء المكسيك "الضيفة الثقيلة" ووصيفة نسختي 1993 و2001 التي دومًا ما تقلق راحة الكبار، فإنّ المنتخبات الباقية على غرار الإكوادور وبيرو وفنزويلا وكندا وكوستاريكا وحتى أمريكا صاحبة الضيافة، لا تمتلك الأسلحة اللازمة لمقارعة جهابذة المسابقة.

وما يعزّز هذا التوجّه هو أنّ هذه البطولة العريقة الممتدة على مدار 108 أعوام، لم تعترف يومًا ببطل من خارج قارتها، إذ دأبت على البقاء بين أحضانها، في نسخ كثيرة تداولت بلدان الأرجنتين والأوروغواي والبرازيل وتشيلي وباراغواي وكولومبيا وبيرو وحتى بوليفيا، على التتويج بها، وهو ما يعزّز "تعصّب" لقب كوبا أمريكا لبني جلدته.

شارك: