لحظات لا تنسى في كأس العالم.. عندما فقد بيليه الوعي

تاريخ النشر:
2022-09-25 01:45
أرشيفية- بيليه يبكي في أحضان دغالما سانتوس بعد فوز البرازيل بكأس العالم 1958 على السويد (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شهدت مُباريات كأس العالم لكرة القدم عبر التاريخ وقائعَ غريبةً، وأحداثاً جنونيةً، ولقطاتٍ مثيرةً، وأهدافاً حاسمةً، وحِيلاً مخادعةً داخل الملعب، وستبقى هذه الوقائع محفورةً لسنوات في الذاكرة المونديالية.

ولكن هُناك لحظات لن تُنسى أبدًا في تاريخ نهائيات كأس العالم، فالحضور فقط في المونديال شرف يحلم به أي لاعب على كوكب الأرض، ولكن ماذا عن الوصول إلى المباراة النهائية؟ وأنت أصغر لاعب يلعب في النهائي بل ويسجّل أيضًا ويقود بلاده للمجد، ربما تسقط أرضًا وهو ما حدث لأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه الذي سَقَطَ مَغْشيًّا عَلَيْهِ في نهائي كأس العالم 1958. 

وكانت البرازيل قد فازت بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها في 1958 في مباراة شهدت تسجيل الجوهرة السمراء لثنائية، بعد 8 أعوام من خسارة لقب 1950 أمام الأوروغواي في المباراة النهائية على ملعب ماراكانا الشهير.

منصة "winwin" تستعرض في الأسطر التالية، قبل انطلاق مونديال قطر 2022، لحظات لا تُنسى في تاريخ كأس العالم.

بيليه يفقد الوعي بعد الفوز بكأس العالم 1958

لعب بيليه أوّل مباراة في كأس العالم أمام مُنتخب الاتحاد السوفييتي في الدّور الأوّل من كأس العالم 1958، والذي أُقيم حينها في السويد بمُشاركة 16 منتخبًا فقط من 3 اتحادات قاريّة. 

بيليه حينئذٍ كان أصغر لاعب يلعب في تاريخ كأس العالم، وقد سجّل أوّل هدف له في المونديال أمام منتخب ويلز في الدّور ربع النهائي، ليصبح أصغر لاعب يُسجّل هدفًا في تاريخ كأس العالم؛ إذ كان عمرهُ 17 سنة و 249 يومًا، وفي الدّور نصف النهائي أمام منتخب فرنسا بقيادة جاست فونتين سجّل بيليه ثلاثية (هاتريك)، ليقود منتخب البرازيل للتأهل إلى المباراة النهائية ليلتقي مع السويد المُضيفة.

البرازيل دخلت المباراة النهائية وفي أذهان اللاعبين الخسارة المريرة من أوروغواي قبل 8 سنوات، وقبل بداية المواجهة حدث أمر غريب جعل الفيفا يتدخل؛ إذ قرر المنتخبان خوض المواجهة بالقميص الأصفر التقليدي لهما، ليتم اللجوء إلى "قرعة" لتحديد أي مُنتخب سيرتدي اللّون الأصفر.

وأنصفت القرعة السويد، لتُجبر البرازيل على البحث عن لون آخر لارتدائه، فاشتروا 22 قميصاً أزرق اللون وقاموا بخياطة الشعار البرازيلي عليه، ومنذ ذلك الوقت بات اللون الأزرق أحد الألوان التي يلعب بها منتخب السيسلياو.

ومع بداية المباراة، تقدمت السويد بعد 4 دقائق فقط عبر نيلس ليدهولم، لكنّ التقدم لم يدم طويلًا، ثم سجّل فافا التعادل في الدقيقة الـ9، وقبل نهاية الشوط أصبحت النتيجة 2-1 للبرازيل بهدفٍ ثانٍ سجله فافا في الدقيقة 32؛ وبعد مرور 10 دقائق على بداية الشوط الثاني، تقدمت البرازيل في النتيجة لتُصبح 3-1، بفضل الهدف الرائع الذي سجّله بيليه؛ إذ سيطر على الكرة داخل منطقة الجزاء ، ومرر الكرة فوق المدافع ثم سددها متجاوزًا كالي سفينسون الذي كان لا حول لهُ ولا قوة. 

ثم في الدقيقة 68، سجّل زاغالو الهدف الرابع، وقلص سيمونسون النتيجة قبل أن يوقّع بيليه على هدف ثانٍ في الدقيقة 90، لتُصبح النتيجة 5-2، ويفوز المنتخب البرازيلي باللقب. 

بيليه لم يستطع تصديق نفسه عقب نهاية المباراة، وأُغمي عليه أمام المرمى، فالطفل الذي كان يحلم فقط أن يُصبح طيارًا عندما يكبر -حيث ذكر بيليه ذلك بنفسه من قبل، في حوار سابق له مع "غارديان" الإنجليزي قبل 16 عامًا في 2006- لم يتمالك أعصابه، حين أهدى البرازيل لقبها الأول في المونديال.

ماذا قال بيليه عن فقدانه للوعي في نهائي كأس العالم 1958؟

وعن فقدانه للوعي في المباراة النهائيّة قال بيليه في تصريحات سابقة: "في النهائي كُنت متوترًا وفخورًا، بدأ السويديون بشكل جيد للغاية وسجلوا في غضون أربع دقائق، كانت هذه هي المرة الأولى في المسابقة التي نتأخر فيها، وكنت قلقًا من أن نشعر بالذعر، ثم طلبت من زملائي ألا يقلقوا، ولم يمض وقت طويل حتى جاء التعادل".

وأضاف: "في الشوط الثاني أظهرنا وجهنا الحقيقي واكتسحنا السويد، وسجّلت أحد أفضل أهدافي على الإطلاق، لم يرَ أحد هدفًا مثل ذلك من قبل، بعد أن أصبحنا أبطال العالم فجأة أغمي عليّ أمام المرمى، وجاء غارينشا ورفع ساقي لتوزيع الدم إلى رأسي، وكانت المباراة قد انتهت بالفعل، وتغلبت عليّ العاطفة". 

وأنهى تصريحاته قائلًا: "بعد الاستفاقة، كانت أفكاري الأولى حول عائلتي، هل علموا أننا أبطال؟ كنت أرغب في التحدث إلى والديّ، ولكن لم تكن هناك هواتف؛ لذلك ظللت أقول (يجب أن أخبر والديّ، يجب أنّ أخبر والديّ)".

شارك: