كومان يستعين بطريقة زيدان الناجحة

2021-06-08 09:01
المدرب الهولندي رونالد كومان خلال مباراة سيلتا فيغو وبرشلونة (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
+ الخط -

لا تزال تجربة الهولندي رونالد كومان، في تدريب برشلونة، محل تقييم؛ خاصةً مع التذبذب الذي خيم واكتنف مستويات الفريق الكتالوني، خلال مباريات قليلة أقيمت منذ بداية الموسم الرياضي الجديد 2019-20.


لقد بدا برشلونة قادرا، لبعض الوقت، على تقديم مردودٍ يمكن وصفه بالممتع والمتماسك، تحت قيادة كومان، الأمر الذي زاد من وتيرة الأصوات المدافعة عن أفكار التقني صاحب 57 عاما، وما تتضمنه من سياسة جلية في الاعتماد على اللاعبين صغار السن، وتطبيق مبدأ المداورة.


ويكاد لا يخفى على كثيرين حقيقة أن برشلونة عانى الأمرين، بالمواسم القليلة الماضية، من ارتفاع معدلات أعمار اللاعبين، وحقيقة اعتماد الفريق على عناصر بعينها؛ من أجل صناعة الفارق على المستويين الدفاعي والهجومي.


لكنه، ومع وصول كومان إلى برشلونة، أظهر المدير الفني السابق لمنتخب هولندا، نيات جريئة في التخلص من الآفتين بالوقت نفسه، الأمر الذي يتضح في موافقة المدرب على رحيل مجموعة من اللاعبين كبار السن، مع استبدالهم بعناصر أصغر عمرا، ومنح الثقة ودقائق اللعب المنتظم لشريحة أوسع، ما من شأنه أن يزيد من مواطن قوة الفريق، ويجعله مستعدا بصورةٍ أكبر لمواجهة التداعيات المختلفة للموسم الرياضي حتى نهايته.


ولا يمكننا وصف سياسة المداورة بين اللاعبين بالفكرة المبتكرة من جانب كومان، وربما أيضا يراها كثيرون تكرارا لتجربة، برهنت على نجاحها في ريال مدريد تحت إمرة الفرنسي زين الدين زيدان الذي تمكن من قيادة اللوس بلانكوس للظفر بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، خلال ولايته الأولى كرجلٍ أول في مدينة "فالديبيباس" الرياضية.


واعتمد زيدان خلال موسمين ونصف الموسم، فترة حقبته الأولى كمدرب لريال مدريد، على قطاع عريض من قائمته الزاخرة بالنجوم، ما ساهم في زيادة معدلات التنافسية بين اللاعبين كافة، وهيأ الفريق كي يصبح قادرا على فرض هيمنة تاريخية على القارة العجوز.


وبذل زيدان طاقة كبيرة، من أجل إرساء وتكريس مبدأ العمل الجماعي والصالح العام قبل الأهداف الشخصية للاعبين، وقد أسفر ذلك عن رفاهية تمتع بها زيدان نفسه في ظهور خيارات متعددة وأكثر تنوعا في مختلف مراكز الميدان، بدايةً من خط الدفاع، حيث أمن رافاييل فاران ثنائية سيرجيو راموس وكلبير بيبي، قبل أن يغدو الأول أساسيا مع مغادرة النجم البرتغالي، وتطعيم ذلك بلاعبٍ مثل ناتشو فيرنانديز، يملك ما يؤهله من إمكانات لشغل مراكز الخط الخلفي.


وفعل زيدان الأمر نفسه في خطي الوسط والهجوم؛ إذ بدا فرانشيسكو إيسكو، ماركو أسينسيو، غاريث بيل، لوكاس فاسكيز وكريم بنزيمة، قادرين على تقديم إضافة نوعية هامة للبرتغالي كريستيانو رونالدو، النجم الأبرز بالفريق.


وامتلك زيدان رفاهية كبيرة في التعامل مع شريحة واسعة من اللاعبين الجاهزين فعليا لتقديم أفضل ما لديهم، بآنٍ واحد، كما ساعد ذلك في امتلاك المدرب لما يمكن وسمه بالدرجة العالية من التحكم في الفريق، والتعامل المثمر مع النجوم، على شاكلة رونالدو، أفضل لاعبٍ في العالم 5 مرات، والذي قبل الجلوس بديلا والابتعاد عن تشكيلة الفريق في بعض المباريات؛ إدراكا منه لأهمية التجاوب مع فكرة المداورة، التي ساعدته على إنهاء موسمي 2016/17 و2017/18 بأفضل حلة فنية ممكنة.


ويبدو أن كومان استفاد كثيرا من تجربة زيدان الناجحة في ريال مدريد، ما يظهر في إقدامه على تغيير تشكيلة حققت الفوز في أول مباراتين بدوري الدرجة الأولى الإسباني لهذا الموسم؛ رغبة منه في إيصال لاعبين كثر إلى درجة أعلى من الجاهزية الفنية والبدنية.


لقد زج كومان في تشكيلته بـ 3 قلوب دفاع، ومنح فرصة كبيرة للظهير الأيمن الجديد سيرجينو ديست، وإشراك جل العناصر المتاحة بخطي الوسط والهجوم، مع تبديل لمراكز اللاعبين، بما يخول للجميع تقديم أفضل ما لديهم من أداء ومستوى.


ومع تميز قائمة برشلونة الحالية بوفرة كبيرة في لاعبي الوسط وصناع اللعب، أكد كومان نيته انتهاج مبدأ المداورة، وأعطى الثقة للاعبين مثل بيدري رودريغيز وفرانشيسكاو ترينكاو، كما يعمل على استخراج أفضل ما لدى الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي، مع تغيير مركز ليونيل ميسي إلى قلب الهجوم، حيث يمكن للقائد الأرجنتيني أن يوجد بالقرب من منطقة جزاء المنافسين، دون حاجته لركض أمتار كثيرة.


ويظل برشلونة في حاجة للوقت كي تتبلور النتائج الخاصة بأفكار كومان، ويبدو الأخير مقتنعا تماما بهذا الرأي، وقد صرح علانيةً بذلك: "نحتاج إلى الوقت، هذا الفريق سيحظى بمستقبلٍ مشرق".

شارك: