كأس العرب برعاية الفيفا.. هل من ضامن لاستمراريتها؟

2021-06-08 09:01
زين المحمود
Source
+ الخط -

حضر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينيو سحب قرعة منافسات كأس العرب المونديالية، ولابد من التأمل طويلا في حضور رئيس الهرم الكروي العالمي لندرك أهمية هذه النسخة، فهو يمثل قيمة مضافة لبطولة قلل العرب من شأنها وباتت بطولة المناسبات حين يتفق القادة العرب سياسيا، لكن النسخة المقبلة غيرت المفهوم السائد وبغض النظر عن رمزية البطولة فقد أبعدت السياسة عن الرياضة ونالت دعم الاتحاد الدولي للمرة الأولى تاريخيا وحفزت الجميع على المشاركة في أضخم حدث في تاريخ الكرة العربية. 


أما مونديالية البطول فتأتي كونها محطة هامة في طريق التحضير للمونديال المقبل الذي سيقام في قطر2022، قطر عاصمة المونديال تستعد لكأس العالم، وتستعد لاستقبال بطولة تجمع العرب، فهي تريد اختبار بنيتها التحتية الجاهزة، لتثبت للعالم ما وصلت إليه البلاد في طريق الاستعداد للمونديال العالمي، وستكون المنشآت الرياضية والمنشآت المرافقة تحت المجهر خاصة وأن تنظيم البطولة العربية سيتم بإشراف كامل للفيفا، حتى بطاقات الحضور الجماهيري ستباع فقط عبر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وتعتبر البطولة المنتظرة الأفضل بالنسبة للجنة المنظمة للمونديال كموقعة استعداد وتجربة، لاسيما مع إلغاء بطولة القارات التي طالما كانت تسبق بطولة العالم في الأعوام الماضية، كما أن بطولة العرب بمشاركة 23 منتخبا ستكون أكثر فائدة لقطر من تنظيم كأس القارات بثمانية منتخبات مع احترام فارق المستوى، ولعلها تعطي فرصة أفضل لعاصمة المونديال في تقييمها لخطوات التحضير من تلك التي منحت لها حين نظمت كأس العالم للأندية أو دوري أبطال آسيا أو منافسات التنس وغيرها من البطولات.


لا يختلف اثنان على أن قطر كدولة منظمة مستفيدة من إقامة مباريات كأس العرب على ملاعبها المونديالية، وأحسن الاتحاد القطري استغلال علاقاته مع المنظمات الرياضية لجمع العرب تحت مظلة الفيفا، واعتراف الفيفا بالعرب كمنظومة كروية، في المقابل المشاركون العرب سينالون قسطا كبيرا من الفائدة الكروية، فالجميع فائز ولا خاسر في لقاءات الأخوة العرب، كما تمثل البطولة فرصة للمنتخبات سواء للتحضير للتصفيات المؤهلة، أو للمونديال، فقد تنجح بعض منتخبات عرب إفريقيا في حجز مقاعدها في المونديال قبل انطلاق كأس العرب. 


بعد سحب القرعة تغنى الإعلام بمواجهات اشتقنا لها تحت العباءة العربية وما بقي منها إلا نتائج مطبوعة على صفحات الأرشيف الكروي العربي قبل سنوات، وبدأت الجماهير الحديث حتى قبل انطلاق البطولة عن مواجهات بقيمة لقاء منتخبي مصر والجزائر التي اشتقنا لها، ومباريات المغرب والسعودية، وتونس مع الإمارات أو سوريا، وقد لا تقل هذه المواجهات عما نراه في البطولات القارية وما يدعم هذا الكلام وجود بطل إفريقيا وبطل آسيا في هذه المسابقة، ومنتخبات تعتبر من الصفوة في القارتين. ولن تقل المرحلة الأولى أهمية عن مرحلة المجموعات مع تقارب مستوى المنتخبات وصعوبة التنبؤ بالمتأهلين بعد أن أدوا بشكل مميز في التصفيات القارية. 


النسخة العاشرة من بطولة العرب في قطر تمثل نقلة كروية للعرب وكما قال إنفانتينو إن 450 مليون شخص سيتوحدون لمشاهدة البطولة ومتابعة من هو الفريق القادر على تحقيق الفوز بالكأس، نعم بطولة مميزة قبل أن تبدأ، تميزت بمشاركة كبيرة ورعاية أكبر وهي احتفالية عربية رياضية باحتضان العرب نهائيات كأس العالم لأول مرة في التاريخ. 
 

شارك: