في عام 2022.. قطر تبهر وأنس تتألق وميسي يحلق وبيليه يترجل
حفل عام 2022 بأحداث ومحطات وإنجازات يضيق المجال على سردها وحصرها لكثرتها وتعددها، إلا أن ما شد انتباهي بشكلٍ لافت أربعة أحداث ميزت حصاد العام المنصرم عن سواه.
لن أغالي إن أكدت- بادئ ذي بدء- على أنه كان "عامًا عربيًا بامتياز"؛ فلأول مرة في تاريخ كرة القدم تحتضن دولة عربية أضخم تجمع عالمي على امتداد شهر كامل. كان تحديًا كبيرًا لقطر، لكن قرابة مليوني زائر ومليارات المشاهدين عاشوا جميعًا على وقع المونديال بكل حماسة وشغف، وعايشوا نجاحًا منقطع النظير على مستوى حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال.
فأبهرت قطر العالم، وأخرست نجاحاتها كل الحملات المغرضة، التي قامت بها وسائل إعلام غربية.
وقد اقترن الإنجاز القطري بإنجازات عربية أخرى، على رأسها بلوغ المنتخب المغربي الدور نصف النهائي لمونديال قطر، وفوزه على أعتى المنتخبات الأوروبية على غرار بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، كما فجر المنتخب السعودي مفاجأة مدوية بتغلبه على نظيره الأرجنتيني الفائز باللقب، وألحق المنتخب التونسي بنظيره الفرنسي، حامل لقب النسخة السابقة ووصيف بطل مونديال قطر، أول هزيمة له في منافسات نهائيات كأس العالم منذ مونديال روسيا 2018.
ما تحقق في مونديال قطر لم يأتِ من فراغ، فعلاوة على العمل المضني والدؤوب والاستعدادات المتقنة، جاء -أيضًا- امتدادًا لنجاح شهدته النسخة الأخيرة لكأس العرب 21، وما بات يطلق عليه "كأس العرب فيفا" أو ما يحلو لبعضهم تسميته بـ"مونديال العرب"، نسخة استضافتها قطر ما بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول عام 2021، وبفضل نجاح تنظيم كأس العالم الأخيرة ونسخة مونديال العرب السابقة؛ ونظرًا إلى جاهزية قطر وملاعبها ومنشآتها الرياضية وغير الرياضية، اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حسب تقارير صحفية وإعلامية، تنظيم النسخة القادمة من كأس العرب للمنتخبات 2023 في قطر، للمرة الثانية على التوالي، في الفترة الممتدة ما بين 30 نوفمبر و18 ديسمبر 2023، وبمشاركة ستة عشر منتخبًا؛ وذلك بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من خلال وقوفه على نجاح فعاليات كأس العرب 21 الأخيرة، أن تستمر البطولة في المستقبل، تحت راية الاتحاد الدولي لكرة القدم ورعايته.
إلى جانب ذلك، سيخلد في الذاكرة الرياضية لعام 2022 إنجاز عربي آخر، وهو أفريقي في آنٍ واحدٍ، ذلك الذي حققته بطلة التنس أُنس جابر، التي لقبها التونسيون بـ"وزيرة السعادة"، لأنها أسعدت فعلًا الجماهير في تونس وفي كل البلاد العربية، بأداء رائع بوأها المركز الثاني عالميًا في تصنيف محترفات التنس.
بلوغ أنس جابر هذه المرتبة المتقدمة وغير المسبوقة عربيًا وأفريقيًا توج جهودًا كبيرة بذلتها البطلة التونسية طوال العام، إذ كانت أول عربية تفوز بدورة مدريد المفتوحة من فئة 1000 نقطة، وبدورة برلين ذات الـ 500 نقطة، وأول عربية تبلغ نهائي إحدى الدورات الكبرى "غراند سلام"، عبر بلوغها نهائي بطولة ويمبلدون ونهائي بطولة أمريكا المفتوحة، بإلاضافة إلى بلوغها نهائي دورة تشارلستون في الولايات المتحدة الأمريكية من فئة 500 نقطة، ونهائي دورة روما من فئة 1000 نقطة. إنجازات ستشجع كثيرًا من الفتيات العربيات والشبان العرب على النسج على منوال أنس، وشق طرق النجاح والتميز في المستقبل.
عام 2022 أنصف النجم ليونيل ميسي، بأن تحقق خلاله حلم عمره، وحلم الأرجنتين بعد مضي 36 عامًا، في الظفر بلقب كأس العالم، وقد احتفظ العالم بصورة ميسي وهو يرفع الكأس مرتديًا البشت القطري.
لكن عام 2022 انتهى بخبر حزين ومؤلم، فقد ترجل أسطورة كرة القدم وفارسها الملك بيليه عن عمر ناهز 82 عامًا. وبرحيله، فقدت البرازيل والعالم كله نجمًا وُصف بـ" أفضل لاعب في كل العصور"، واختير بالإجماع "كأفضل لاعب في القرن العشرين"، لاعب تُوج بكأس العالم ثلاث مرات، وسجل 1284 هدفًا في مسيرته الكروية.