بالحبر السري.. مونديال قطر وموسوعة غينيس

عندما كنا نتابع مونديال قطر 2022 وأحداثه المتلاحقة، كان من الصعب أن يتم رصد كل الأحداث وصداها؛ فالساعات كانت لا تكفي لتغطية كل الأحداث السريعة والمتسارعة.

لقد ودع أسطورة أساطير كرة القدم "الجوهرة السوداء" بيليه دنيانا. بيليه الذي لم يغادر عالمنا إلا بعد انقضاء المونديال وكأن قلبه، الذي يعشق كرة القدم منذ نعومة أظافره وعاش مابين 1940 و2022، كان ينتظر أن يودع المونديال ويستمتع بلحظاته أولًا.

مونديال قطر لم ينسَ الاحتفاء بالأساطير وفي مقدمتهم بيليه الذي كان حاضرًا حول ملاعب المونديال.. كنت أشاهد حركات الإضاءة حول المباني المقابلة لاستاد خليفة تتزين بصور الأسطورتين بيليه ومارادونا، وكأن المونديال يقول لهما: "لن ننساكما"، لأنكما أنتما من صنعتما الإبهار في كرة القدم.

ملك كرة القدم.. سياسيون وفنانون يودعون الأسطورة بيليه

اقرأ المزيد

غادر بيليه عالمنا بعد المونديال، ورغم أنه كان غائبًا عن العالم "إكلينيكيا"، فإن قلبه كان يرنو نحو مونديال القرن، الذي كان جميلًا في كل شيء، حتى أننا كنا نمني النفس أن لا تنتهي أجمل اللحظات، ولكن هكذا هي اللحظات الجملية تنتهي بسرعة.

انتهى مونديال قطر 2022، لكن لم تنتهِ أرقامه وأحداثه التي ما زال صداها يشكل إعادة للأحداث؛ فمن الصعب أن تودع مونديالًا كان كل شي فيه يحكي عن قصة ورواية، كل شارع فيه كان يحمل ذكريات مونديال القرن، الذي سيبقى يتردد في أذهاننا، وستعود المشاهد أمام أعيننا كأننا نراها، ونعيش لحظاتها وكأنها ما زالت في الملعب!

فليس غريبًا أن يُصنف مونديال قطر 2022 بأفضل كأس العالم في القرن الحادي والعشرين، وأن يأخذ الطليعة في استطلاعات الرأي العام وآخرها استطلاع أجرته BBC، وليست أي قناة أو مؤسسة إعلامية، فهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي هي هيئة إعلامية مستقلة مقرها بإنجلترا، وتأسست عام 1922، وهي من أعرق المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم.

استطلاع "بي بي سي" أعطى مونديال قطر 2022 ما نسبته 78%، كأفضل مونديال في القرن الحالي، فيما منح مونديال كوريا واليابان 2002 (6%)، ومنح مونديال البرازيل 2014 (5%)، ومنح مونديال ألمانيا 2006  (4%)، فيما منح مونديال روسيا 2018 (4%)، ومنح مونديال جنوب أفريقيا 2010 (3%).

ولك أن تلاحظ الفوارق الكبيرة التي سجلها مونديال قطر ليكون مونديال القرن، والذي سجل أرقامًا قياسية لتدون في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.