فبراير الأسود

2023-03-01 14:51
مشاركة سلبية لمنتخب شباب مصر في بطولة أمم أفريقيا (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تذكرت مقولة أبو الطيب المتنبي حين قال: "إن المصائب لا تأتي فرادى"، وأنا أتابع بكل حزن وألم كم الإخفاقات التي عاشتها الكرة المصرية، منتخبات وأندية في شهر واحد أطلقت عليه لقب "فبراير الأسود" نسبة إلى فيلم مصري كوميدي ساخر شهير يحمل نفس الاسم، قام ببطولته الفنان الراحل خالد صالح.

في هذا الشهر تلقت الكرة المصرية وجماهيرها جملة من الصدمات والمصائب، ففي "فبراير الأسود" عصفت كل الأزمات جملة، على حد قول الشاعر العراقي "تَأتي المكارهُ حين تَأتي جملةً" وكانت البداية قبل نصف الساعة فقط من ميلاد الشهر الذي سقطت ورقته الأخيرة بالأمس، عندما انفجرت أزمة القيد، برفض اتحاد الكرة المصري برئاسة جمال علام السماح لرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور قبل عزله من منصبه مع نهاية الشهر بقيد اللاعبين الثلاثة الذين تعاقد معهم النادي في الميركاتو الشتوي، بزعم عدم سداد النادي لجزء من مديوناته لدى الاتحاد.

وعاشت الكرة المصرية في أزمة عنيفة على وقع تبادل قصف الاتهامات العنيف بين "البيت الأبيض" لقب نادي الزمالك، والجبلاية لقب الاتحاد المصري، حتى إن الاتحاد اضطر إلى إصدار بيان يعلن فيه مقاطعة رئيس الزمالك وشكوى قناة النادي الرسمية حتى انتهت الأزمة بعد رفض "الفيفا" بالتدخل.

وقبل تلك الأزمة وبعدها، التي اندلعت في الساعات الأولى من فبراير، توالت المصائب الكروية بعدما سقطت الأندية المصرية الأربعة المشاركة في بطولتي أفريقيا ودوري الأبطال والكونفيدرالية في توقيت واحد؛ فالأهلي العائد من مونديال الأندية بالمغرب سقط في أول مباراتين له في مرحلة دوري المجموعات ببطولة دوري الأبطال الأفريقي بالخسارة أمام الهلال السوداني في أم درمان، وتعادل في عقر داره ووسط أنصاره مع صن دوانز الجنوب أفريقي وتأزم موقف سيد أبطال القارة، فيما كان منافسه الأبيض "الزمالك" يواصل الانهيار الشامل محليًا وقاريًا، وتلقى هزيمتين من أصل 3 مباريات خاضها حتى الآن في دوري المجموعات وتعادل في الثالثة، فيما جاءت بداية ممثلي مصر في الكونفيدرالية، بيراميدز وفيوتشر، متعثرة للغاية، وباتت الأندية الأربعة على شفا حفرة من توديع البطولتين.

وفجأة استيقظ المصريون على وقع إخفاق مدوٍ وصف بالفضيحة، بعدما فوجئ الجميع بتوديع منتخب الشباب لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا في مصر من الدور الأول بعد ضربة بداية غير موفقة أمام موزمبيق في الافتتاح وتعادل سلبيًا، قبل أن يسقط غير مأسوف على شبابه أمام نيجيريا والسنغال، "وخرج من المولد بلا حمص" كما يقولون دون أن يسجل أي هدف.

فوجئت جماهير الكرة المصرية بهذا الإخفاق؛ لأنها لم تكن تعلم شيئًا عن تلك البطولة "السرية"، ولولا تبادل الاتهامات بين المسؤولين لما عرف أحد أن مصر نظمت بطولة مؤهلة لكأس العالم بأندونيسيا، وأن منتخب الفراعنة الصغير فشل، واكتفى الإعلام المصري بفتح ملف إخفاقات المنتخبات الوطنية منذ سنوات، والاكتفاء بفتح ملف أزمات مجلس علام وإخفاقاته.

قبل أن يضطر الإعلام إلى غلق هذا الملف الوطني الهام، لمتابعة دوي انفجار رياضي آخر شغل الجميع عن ما سبق من أزمات، وهو رفض المحكمة طعن رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، على حكم صادر ضده بالسجن لمدة شهر على خلفية دعوى السب والقذف القضائية التي أقامها ضده رئيس النادي الأهلي، محمود الخطيب، وفجأة في سيناريو أسرع من الصوت، فوجئ الجميع بإيداع رئيس الزمالك بالسجن لتنفيذ الحكم، وانشغل الشارع المصري بالسؤال عن مصير منصور بعد عزله، هل انتهى عصر "مستر إكس الذي لا يموت"، وهو اللقب الذي أطلق على رئيس الزمالك بعد نجاته من عدة قضايا، والاسم "مستر إكس" نسبة إلى لقب الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس، في فيلم "أخطر رجل في العالم"، وبقي أن نؤكد على أن شهر فبراير الأسود انقضى؛ ولكن توابع زلزاله الرياضية ما زالت مستمرة.

شارك: