غسيل متسخ وقص الجوارب.. العمل الشاق لرجل غرفة ملابس اليورو
يعد مسؤول معدات منتخب سويسرا أحد الأبطال المجهولين في بطولة اليورو الجارية حاليًا في ألمانيا، بالنظر إلى ما يضطر للتعامل معه من شاحنات محملة بالمعدات والأكوام الهائلة من الغسيل وأكثر من مئتي حذاء للعناية بها، فالخطأ منه يساوي كارثة على فريقه في أرض الملعب.
يحب روجر كاسبار وظيفته، على الرغم من بساطتها واضطراره كل يوم إلى معالجة بعض أكبر المشاكل التنظيمية في بطولة كأس أمم أوروبا 2024، فهو يعتني بمعدات التدريب والقمصان والسراويل والأحذية وسترات المطر وينظم الغسيل يوميًا لجميع اللاعبين بالإضافة إلى المدربين وجميع العاملين في المنتخب السويسري.
كما يقوم أيضًا بترتيب طباعة قمصان المباريات المصنوعة خصيصًا ونقل كل ما يحتاجه المنتخب بين المدن التي يتوجه إليها في ألمانيا، وهي وظيفة يأخذها على محمل الجد، فهو بمثابة رجل الظل داخل المنتخب السويسري، وجزء مهم من النجاح المحقق في اليورو على أرض الملعب.
وقال كاسبار في تصريحات لوكالة رويترز: "الأمر يتعلق بالتخطيط الجيد والتنسيق والتواصل"، وتابع: "نحن بحاجة إلى أن يكون كل شيء في المكان المناسب في اللحظة المناسبة. هناك الكثير من الأشياء المختلفة التي عليك التفكير فيها، وهناك دائمًا خطر نسيان شيء ما".
روجر كاسبار رجل الخفاء في منتخب سويسرا خلال اليورو
ويستخدم كاسبار جداول البيانات ليتتبع المخزون للتأكد من عدم فقدان أي شيء، ويحصل كل لاعب على مجموعتين من الملابس في كل مباراة، بالإضافة إلى ملابس الإحماء وأطقم التدريب التي تختلف حسب الطقس.
ويحب بعض اللاعبين تبادل قمصان المباريات مع اللاعبين المنافسين، والبعض الآخر (يحتفظ بها كتذكارات). ثم هناك بعض الطلبات الخاصة قبل المباريات من الأصدقاء والمشجعين، التي يجب تلبيتها في كل مرة من طرف بعض اللاعبين.
وقال كاسبار في هذا الصدد: "قبل كل شيء، الأمر يتعلق بالجوارب. بعض اللاعبين يحبون قص جواربهم والبعض الآخر لا". ويؤدي قطع الجزء الخلفي من الجوارب إلى تقليل الضغط على عضلات الساق.
كاسبار احتاج 3 شاحنات لنقل العتاد لألمانيا
بدأت عملية تنظيم الملابس المعقدة قبل أشهر من بداية اليورو الحالي، إذ زار كاسبار ألمانيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لمساعدة الفريق في العثور على مكان للمعسكر بعد أسابيع قليلة من تأهل سويسرا للبطولة، وكان على اتصال منتظم مع إدارة الفندق لعدة أشهر لضمان تلبية جميع احتياجات الفريق.
وعندما حان وقت التوجه أخيرًا إلى ألمانيا، احتاج إلى ثلاث شاحنات لنقل أطقم الملابس والمعدات من سويسرا المجاورة، وفي أيام المباريات، يصل كاسبار إلى الملعب بشكل منفصل عن الفريق، قبل حوالي أربع ساعات، لتجهيز غرفة تبديل الملابس.
لكنه لا يتمكن من مشاهدة سوى أجزاء من كل مباراة ويدخل ويخرج من غرفة تبديل الملابس استعدادًا لنهاية الشوط الأول وصافرة النهاية، والتي قال إنها تكون الفترة الأكثر تحديًا له.
وقال عن هذا: "أشاهد الشوط الأول من مقاعد البدلاء أو من المقاعد الفنية بجانب أو خلف مقاعد البدلاء"، وأردف: "بالطبع لا أستطيع الاسترخاء. أكون متأهبًا في حالة احتاج أي لاعب إلى أي شيء".
يمكن الجزم بأن كاسبار يعد جزءًا فعالًا في تألق منتخب سويسرا في اليورو ووصوله إلى الدور ربع النهائي، باعتباره أحد أهم رجال الظل الذين يضعون اللاعبين في ظروف مريحة قبل وفي أثناء وبعد كل مباراة.