عوامل تجنب منتخب قطر مصير جنوب أفريقيا في مونديال 2010

2022-11-08 18:12
منتخب قطر يتأهب للمشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يواجه المنتخب القطري تحديا صعبا، فوق أرضه وأمام جمهوره، خلال مواجهته لمنتخبات الإكوادور والسنغال وهولندا في دور المجموعات من نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتي لم يعد يفصلنا عن موعد انطلاقها سوى 12 يومًا فقط.

ويعتبر منتخب جنوب أفريقيا المنتخب الوحيد الذي استضاف كأس العالم، وخرج من الدور الأول في استضافته للبطولة، وكان ذلك في عام 2010، في أول مونديال احتضنته قارة أفريقيا عبر التاريخ.

ويسعى المنتخب القطري لتفادي هذا السيناريو، وتحقيق "الإنجاز" إن صح القول، في أول مشاركة للعنابي في تاريخ نهائيات كأس العالم، من خلال بلوغ الدور الثاني على الأقل، على حساب إحدى منتخبات المجموعة الأولى، رغم صعوبة المهمة.

ويملك المنتخب القطري العديد من عوامل النجاح لتحقيق هذا الإنجاز، الذي سيكون تاريخيا بالنسبة لكرة القدم القطرية على وجه الخصوص والعربية بصفة عامة.

ونرصد في هذا التقرير من "winwin" أبرز 5 عوامل ترشح منتخب "العنابي" لتفادي سيناريو جنوب أفريقيا، من خلال تجاوز عقبة الدور الأول، وصنع "الإنجاز" باستغلال عاملي الأرض والجمهور بالدرجة الأولى.

طموح المنتخب القطري

يمكن القول إن أبرز العوامل التي ترشح المنتخب القطري للتألق في مونديال 2022 تكمن في الطموح الذي يحدو التشكيلة، والمدعم بروح المشاركة الأولى، التي تعتبر في حد ذاتها حافزا كبيرا للفريق، من أجل ترك بصمته في المحفل الدولي، مقارنة بجنوب أفريقيا، المنتخب الذي شارك في كأس العالم مرتين عامي 1998 و2002، قبل استضافته المنافسة في 2010

ويسعى المنتخب القطري لتسجيل اسمه بأحرف من ذهب ودخول قائمة المنتخبات العربية التي صنعت الحدث في كأس العالم، من خلال بلوغ الدور الثاني كأفضل إنجاز عربي، ويتعلق الأمر بمنتخب المغرب عام 1986 والسعودية عام 1994، في أول مشاركة للمملكة العربية السعودية في المنافسة، وأيضا منتخب الجزائر في 2014.

ويعتبر معدل أعمار لاعبي المنتخب القطري صغيراً، مقارنة مع المنتخبات الأخرى المشاركة في كأس العالم 2022، إذ يبلغ معدل أعمار لاعبي العنابي 26.8 عامًاً حسب موقع "ترانسفير ماركت" العالمي، وهو رقم إن دل، فإنما يدل على عنفوان كبير لدى هذا المنتخب، الذي يُعوَل عليه الكثير لتقديم حضور لافت، يؤكد على حجم الآمال العريضة الملقاة على كاهله.

جودة اللاعبين وخبرتهم

يتشكل المنتخب القطري من اللاعبين المحليين الناشطين في دوري نجوم قطر.. ربما يعتبر البعض هذا الأمر سلبيا، ولن يصب في مصلحة "العنابي" من أجل لعب دور مهم على مستوى المجموعة الأولى في مونديال قطر، مقارنة بمنتخبات المجموعة، الذين يملكون لاعبين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى، خاصة هولندا والسنغال.

لكن على العكس من ذلك، فإن المنتخب القطري يملك في صفوفه لاعبين بجودة عالية، وأثبتوا ذلك من خلال تتويجهم بكأس أمم آسيا عام 2019، بالإضافة إلى مشاركتهم الإيجابية في كأس الكونكاكاف الذهبية، وهذا ما يرشحهم للبروز في المونديال العربي.

فضلا عن ذلك، فإن لاعبي المنتخب القطري يتمتعون بخبرة كبيرة، نظير مشاركاتهم في العديد من المحافل الدولية، فضلا عن احتكاكهم باللاعبين الكبار في دوري نجوم قطر خلال الأعوام الأخيرة، على غرار المدرب الحالي لنادي برشلونة الإسباني، تشافي هيرنانديز، الذي كان لاعبا في السد قبل أن يتحول إلى مدرب لنفس النادي، والعديد من النجوم العالميين الآخرين الذين فضلوا الانتقال في آخر مسيرتهم الكروية للعب في قطر.

التحضير المبكر

ارتأى الاتحاد القطري للعبة إيقاف دوري نجوم قطر في وقت مبكر، فضلا عن تجريد الأندية من لاعبيها الدوليين المشكلين للمنتخب، من أجل السماح للمدرب الإسباني فيليكس سانشيز بتطبيق برنامجه، وتحضير لاعبيه جيدا لكأس العالم 2022.

حظي المنتخب القطري بالعديد من المعسكرات المغلقة، ويخوض تباعا المباريات الودية، آخرها ستكون غدا الأربعاء 9 نوفمبر/ تشرين الثاني أمام منتخب ألبانيا، قبل العودة إلى العاصمة الدوحة، للدخول في آخر معسكر مغلق بأسباير زون، قبيل المشاركة في نهائيات كأس العالم.

ويحتل المنتخب القطري حاليًا المركز ال50 عالميًا، فيما كان أفضل مركز حققه في تاريخه هو الـ42 عالميًا، بتصنيف شهر أغسطس/ آب 2021، بفضل نتائجه وانتصاراته في مشاركته ببطولة الكأس الذهبية التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز 2021، ووصوله فيها إلى الدور نصف النهائي.

المدرب فيليكس سانشيز

يقود الجهاز الفني لمنتخب قطر المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، خريج مدرسة "لا ماسيا" الكتالونية.. مدرب أثبت قدراته مع منتخب العنابي، الذي تطور كثيرا تحت قيادة سانشيز في السنوات الأخيرة، وحقق العديد من الإنجازات.

وقرر الاتحاد القطري تجديد الثقة في سانشيز بعد التتويج بكأس آسيا، بالرغم من أن الأخبار وقتها كانت تشير إلى إمكانية الاستعانة باسم كبير لقيادة منتخب قطر في المونديال الذي سيقام على أراضيه.

وأمضى سانشيز أغلب مسيرته التدريبية في قطر، وعمل في أكاديمية أسباير، قبل أن يقود البلاد للقب كأس آسيا تحت 19 عامًا في 2014، وبعده كأس آسيا للكبار، ويرتبط بعلاقة طويلة ومتينة بأغلب لاعبي التشكيلة الحالية للمنتخب القطري، وبالتالي، فإنه يعرف جيدا قدرات اللاعبين وكيف يتم توظيفهم خلال المواجهات، الأمر الذي سيعود بالفائدة على المنتخب القطري في المونديال.

وستكون دورة قطر أول تجربة مونديالية للمدرب سانشيز، الأمر الذي من شأنه أيضا أن يكون حافزا له من أجل خطف الأضواء، وتحقيق إنجاز مع المنتخب القطري يرسخه التاريخ.

مجموعة أسهل

مقارنة بمجموعة جنوب أفريقيا في عام 2010، حيث وقع منتخب "بافانا بافانا" في مجموعة ضمت أيضا المكسيك وفرنسا والأوروغواي، فإن مجموعة قطر في مونديال 2022 تبدو سهلة نسبيا.

وحسب متابعين، فإن هذا الأمر سيكون في صالح المنتخب القطري، خاصة أن مواجهة العنابي الأولى في البطولة ستكون أمام منتخب الإكوادور، والفوز بنقاطها الثلاث سيفتح المجال أمام قطر للتأهل إلى الدور الثاني، وهذا ما يتفق عليه أيضا اللاعبون والمدرب سانشيز.

وقال سانشيز في تصريحات سابقة لصحيفة "ماركا": "المواجهة الأولى في كأس العالم أمام الإكوادور هي المفتاح"، معتبرًا أنه "إذا بدأت بشكل جيد، فإن الديناميكية تكون جيدة، وإذا بدأت بشكل سيئ؛ فإن كل شيء يكون أكثر صعوبة".

من جانبه قال الهداف معز علي: "مهمتنا في المجموعة الأولى صعبة، ومباراتنا أمام الإكوادور مفتاح التأهل، والفوز فيها يعزز من حظوظنا لبلوغ الدور الثاني، وسيشكل حافزاً لنا قبل مواجهتي السنغال وهولندا".

برنامج مباريات منتخب قطر في مجموعات مونديال 2022

  • قطر x الإكوادور: يوم 20 نوفمبر (ملعب البيت)؛
  • قطر x السنغال: يوم 25 نوفمبر (ملعب الثمامة)؛
  • هولندا x قطر: يوم 29 نوفمبر (ملعب البيت).
شارك: