صلاح ومحرز وزياش.. الوجه الآخر خلف النجومية

2021-06-08 09:01
طريق طويل قبل الوصول للنجومية (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ذات يومٍ، قرأت في كتاب نوه صاحبه بطريقة قديمة ينظر البعض عبرها لكرة القدم على كونها لعبة عديمة الطائل والفائدة، وأنها في مجتمعات أكثر حداثة وتطورا قد باتت حياة يعيشها المرء، ينضح فيها وينجز، يتعلم ويحقق ذاته في عالمٍ يزخر بقصصٍ يضرب بها المثل.


لم تعد اللعبة مسرحا يقدم فيه 22 لاعبا متعة لألوف المتفرجين وحسب، بل تجاوز الأمر تلك المشاهد المألوفة والمرسومة في أذهان الجميع، ليصبح في دواخل شريحة عريضة من المتابعين حياة خاصة بهم، تبدأ وتنتهي في عوالم جلد دائري، عوالم كرة القدم.


إن كرة القدم تقدم لعاشقيها وغيرهم معاني جميلة، وقيما يمكن لمجتمع مترنح أن يمضي قدما استنادا عليها، ولنا في كثيرين أمثله يحتذى بها... فلا نجم بزغ في مولده، ولا بطل توج دون جد وعمل، وهذا مبدأ راسخ تماما في أفئدة وأذهان مشجعي المستديرة الساحرة، وقد أكد لاعبون عرب تلك القيمة الجميلة في الأعوام والسنين الأخيرة.


محمد صلاح.. من قطار بسيون إلى أسطورة في ليفربول


كغيره من الشباب، كان صلاح يمني نفسه بالحصول على شهادة جامعية كبيرة، لكن وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة لأسرته، اضطر النجم المصري للتخلي عن هدفه، والركض بسرعة كبيرة خلف حلم ممارسة كرة القدم في مستويات أعلى.


التحق صلاح بنادي المقاولون العرب المنتمي للعاصمة المصرية القاهرة، وكان يقضي ساعات طويلة خلال يومه على متن قطار يقله من وإلى مدينة بسيون في محافظة الغربية، حيث يعيش مع العائلة، قبل أن يرتقي لمصاف الفريق الأول للذئاب، ومن هنا بدأ "مو" كما يلقب في تسطير تاريخ خاص باسمه في سجلات كرة القدم.


تمكن صلاح من فرض نفسه كموهبة واعدة في سماء كرة القدم المصرية، وبدا قريبا حقا من الالتحاق بنادي الزمالك، لكن المسؤولين في البيت الأبيض رفضوا الأمر لسوء المستوى.


واصل صلاح العمل بكد، وأسرت موهبته أعين كشافي نادي بازل السويسري، الذي أمن استقدامه للاعب صائفة 2011، ومعه دشن الفرعون المصري مشوارا احترافيا هو الأفضل في تاريخ كرة القدم المصرية.


لقد بات صلاح أسطورة حقيقية في ليفربول، بعدما ساهم في تتويج الفريق الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا واستعادة لقب الدوري الإنجليزي بعد غياب طويل، مع فرض نفسه نجما وهدافا أول للريدز، وواحدا من أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق.


رياض محرز.. كيف تواصل رغم كل شيء؟


نشأ محرز في بيئة لا تنعم بالثراء، وبدأ ممارسة كرة القدم في نادٍ صغير خاص بأحد الجمعيات داخل ضاحية سارسيل الفرنسية، قبل أن يتمكن من اللعب بصحبة الفريق الأهم في البلدة، ومنه أمن انتقالا إلى نادي كويمبيريوس، الناشط آنذاك بإحدى الدرجات الدنيا.


فضل محرز أن يتدرج في مشواره مع كرة القدم، ما جعله يغض الطرف عن فرصة الانضمام لأي من باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا عام 2010، مفضلا الالتحاق بلوهافر المنافس في دوري الدرجة الثانية آنذاك.


ورغم بدايته مع رديف لوهافر، نجح محرز في الارتقاء سريعا لمصاف لاعبي الفريق الأول، لكنه احتاج بعض الوقت لفرض نفسه؛ سيما وأن مقوماته البدنية لم ترق كثيرا للمدرب سيدريك دوري، الذي أعار خليفته إريك مومبيرتس ثقة كبيرة في قدرات النجم الجزائري.


استغل محرز الفرصة وأثبت حضورا قويا مع لوهافر، ومنه انتقل لليستر سيتي، وقد ساهم في تتويج الثعالب بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي "تشامبيون تشيب" موسم 2013-14، والظفر بكأس البريميرليغ في مشهد أسطوري بنهاية الموسم الرياضي 2015-16.


فاز محرز بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا عام 2016، وانضم في صفقة مدوية لمانشستر سيتي، حيث ينشط حاليا، مواصلا نثر إبداعاته في أوساط كرة القدم العالمية.


حكيم زياش.. خطوة بخطوة خلف النجاح


تعد تجربة زياش مثالا حيا يحتذى به لكل من يتعجل المجد في كرة القدم، فصانع اللعب صاحب 27 عاما تدرج فعليا بين مستويات مختلفة للأندية الهولندية، حتى ارتدى قميص العملاق أياكس أمستردام، ومنه حط الرحال في تشيلسي الإنجليزي.


بدأ زياش مسيرته مع صغار فريق ريال دورنتن، قبل أن يلتحق بنادٍ أكثر شهرة، هو هيرنيفين، حيث تدرج بالفئات السنية حتى صعوده للفريق الأول عام 2012.


وفي 2014، انضم زياش لنادي تفينتي أنشخيدة، حيث فرض نفسه كواحد من أبرز الأسماء والنجوم الواعدة في سماء كرة القدم الهولندية، ليتمم انتقالا هاما إلى أياكس صيف 2016.


وخلال 165 مباراة خاضها زياش بقميص أياكس، نجح الدولي المغربي في تسجيل 48 هدفا وصناعة 82 آخر، وقد توج ذلك بحصده جائزة اللاعب الأفضل في دوري الدرجة الهولندي "إيريديفيسي" الموسم الماضي 2019-20.


ومؤخرا، بدأ زياش مسيرته مع تشيلسي، الذي انتقل إليه في صفقة كلفت خزائن البلوز 40 مليون يورو، ليساهم في تسجيل 5 أهداف (سجل هدفين وقدم 3 تمريرات حاسمة) في مبارياته السبع الأولى رفقة أسود غرب لندن.

شارك: