صراع تكتيكي مرتقب بين غوارديولا وتوخيل في نهائي الأبطال

تاريخ النشر:
2021-05-29 04:23
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
مدربا مانشستر سيتي وتشيلسي بيب غوارديولا وتوماس توخيل (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يجمع نهائي دوري أبطال أوروبا السبت المقبل بين أفضل مدربَين في إنجلترا بالوقت الحالي، وهما: الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، ونظيره الألماني توماس توخيل في تشيلسي.

وقد خسر توخيل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ليستر سيتي، وكاد يفقد البطاقة الرابعة في لائحة البريميرليغ المؤهلة إلى الأبطال لولا أن أسدى توتنهام هدية غير متوقّعة، وذلك بالفوز أمام ليستر برباعية بالجولة الختامية، ما يدفعنا إلى القول إن كأس دوري الأبطال هو الملاذ الأخير بالنسبة لتوخيل كي ينقذ موسمه الصفري على مستوى البطولات، بيد أنه ليس كذلك على صعيد النسق الفني والتكتيكي الذي شهد ارتفاعًا هائلًا في وقت وجيز بعد إقالة لامبارد.


على النقيض فإن غوارديولا حقق نجاحات باهرة بالجمع بين كأس الرابطة والدوري، لكنه يشتاق أكثر إلى ذات الأذنين التي استعصت عليه في السنوات العشر الأخيرة، هو النهائي الأول على الإطلاق لمانشستر سيتي في البطولة الأوروبية الأغلى، والأول لمعظم لاعبي النادي، يتسلّح بيب بمفارقة قاسية على مسامع مشجعي البلوز، فقد فاز في النهائي 14 مرة من أصل 15 خاضهم في مسيرته، المرة الوحيدة التي خسرها ترجع إلى نهائي كأس الملك أمام ريال مدريد عام 2011.

سجل المواجهات بين غوارديولا وتوخيل يصبّ لصالح المدرب الكتالوني منذ أول لقاء جمعهما عام 2014، في كتاب "التطور" للمؤلف مارتي بيرارناو، الذي يعرض تفاصيل السنوات الثلاث التي قضاها مع بايرن ميونيخ الألماني، يقول مارتي إنه سأل بيب عام 2015 عن أفضل المدربين على الساحة الأوروبية ممّن يمتلكون قدرات فنّية كبيرة، فأجاب: "توماس توخيل وأنطونيو كونتي".

 يعرف المدربان بعضهما جيدًا، ويتبادلان الإشادات، فقد قال توخيل إنه تابع كل مباراة لبيب مع برشلونة، وتعلّم منه، وكان ذلك بمنزلة دروس مجّانية في كيفية التدريب بعالم كرة القدم. إبان فترة غوارديولا في بايرن ميونيخ (2013:2015) كان توخيل مدربًا لماينز ثم بوروسيا دورتموند، واجه نظيره الإسباني وحصل أمامه على نقطة واحدة من 5 مباريات.

في إنجلترا وبعد أن صقل توخيل إمكاناته التدريبية والتكتيكية وبات مدربًا لتشيلسي، حقق الفوز مرتين أمام بيب غوارديولا بفضل المغربي حكيم زياش والإسباني ماركوس ألونسو. وينتظر الفوز الثالث تواليًا في موسم واحد، ليصبح أول مدرب يهزم بيب 3 مرات متتالية. 

من الناحية التكتيكية فإن تشيلسي توخيل يتميّز بالصلابة الدفاعية بوجود 3 لاعبين في الخلف، أمامهم اثنان ارتكاز؛ أحدهما الداهية نغولو كانتي. وفي الأجناب دائمًا هناك ظهيران متقدمان هجوميًا ومرتدان دفاعيًا على طول الخط، على مستوى صناعة الأهداف فإن الفريق يمر بالمراحل الثلاث لبناء الهجمة؛ وهي: التحضير ثم التدرج فصناعة الفرص. ينفذ تشيلسي الهجمة المرتدة كما ينبغي.

لا شك في أن غوارديولا وتوخيل قد لعبا مباراتهما الأخيرة في الدوري بأسلوب الخديعة، فلا يكشف أحدهما أوراقه للآخر، بالتالي فإننا بصدد معركة فنّية من الطراز الرفيع في النهائي، وليس من السهل توقّع ما ستؤول إليه الأمور، بالنظر إلى اتباع كلا المدربين نظرية الاستراتيجية على حساب الأسلوب الثابت. أي إن كل مباراة يتم التعاطي معها على حدة، بقوام جديد ونهج جديد.

لا يمكنك تحديد قالب ثابت لأسلوب لعب تشيلسي بالتحديد هذا الموسم، ففي الدفاع مثلًا نوّع بين دفاع المنطقة ودفاع رجل لرجل، الحزام الدفاعي نفسه كان متأخرًا ومتقدمًا في العديد من المناسبات. في الهجوم لجأ توخيل إلى الكرات الطويلة لفك التكتلات، بينما اعتمد أمام فرق أخرى البناء المنظم من الخلف. لكن النقطة المحورية التي تميّز البلوز في عملية الضغط هي شغل المراكز والمساحات الفارغة بطريقة متقنة، ما يجعل الفريق مُقسّما إلى 3 أحزمة دفاعية يصعب اختراقها بداية من دائرة الوسط إلى قوس الجزاء إلى داخل الصندوق. 

غوارديولا يميل بطبيعة الحال إلى وضع استراتيجية محددة لكل لقاء، لكنه يحافظ على نفس المبادئ في أسلوب اللعب، وهي النظام التموضعي وتناقل الكرات بكثرة وتقارب الخطوط وتوسعة الملعب بالعرض عن طريق الظهيرين وتبادل المراكز. هذا ما يميز بيب  من توخيل، فالمبادئ الأساسية ثابتة في حين تختلف طريقة التهديف والوظائف ووضع اللاعبين في الملعب، فرأينا فيل فودين يلعب كمهاجم، وبرناردو سيلفا كلاعب وسط دفاعي.

رُغم أن كلا المدربين يتبعان طريقة الضغط العالي ونظرية الثواني الـ6 في استرجاع الكرة بعد فقدانها، فإن توخيل يلعب على ردة الفعل تمامًا كيورغن كلوب، بينما يحب غوارديولا أن يكون هو الفعل نفسه. فنرى كثيرًا من أهداف تشيلسي عبارة عن اغتنام لأخطاء الخصم وتمرير في المناطق العمياء، يتربص لاعبو البلوز لهفوة. بينما يمسك غوارديولا بالكرة منذ الدقيقة الأولى إلى الأخيرة من أجل ألا يترك لخصمه مبادرة التسجيل.

شارك: