شايفر لـwinwin: مونديال قطر نقطة تحول وألمانيا لن تحصد اللقب

2022-10-11 14:41
أرشيفية- المدرب الألماني وينفريد شافر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أربعة عقود قضاها الألماني وينفريد شايفر في مهنة التدريب، تنقل خلالها بين أربع قارات "أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية"، مُسطراً عدة إنجازات لافتة جعلته أحد السفراء المعروفين لكرة القدم في بلاده.

وعند تناول المحطات المهمة التي شهدتها مسيرة شايفر، البالغ من العمر 72 عاماً، سنجد أنها تنحصر في أربع محطات، بدءاً من المحطة الأولى التي قاد فيها نادي كارلسروه الألماني على مدار 12 موسماً، وبالتحديد من عام 1986 وحتى عام 1998، ومع هذا النادي، صنع شايفر "ريمونتادا" تاريخية ما زالت عالقة في أذهان المشجعين، وبالتحديد في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1993-1994؛ ففي الدور الثاني من هذه البطولة، كان كارلسروه يخسر ذهاباً على أرض فالنسيا الإسباني بنتيجة 3-1، قبل أن ينتفض في لقاء العودة، ويسطر انتصاراً تاريخياً قوامه سبعة أهداف نظيفة.

المحطة الثانية، والتي هي أشبه بالتحول التاريخي تتمثل في قيام شايفر بالعمل خارج حدود ألمانيا، وبالتحديد مع منتخب الكاميرون الذي قاده للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 2002، وهو الإنجاز الذي وضع شايفر على رأس قائمة أكثر المدربين المطلوبين على الصعيد العالمي آنذاك، قبل أن تُسلط أنظار المشجعين والمهتمين على دبي لحظة توقيع هذا المدرب على عقد قيادة النادي الأهلي والذي قاده للفوز بلقب الدوري الإماراتي بعد غياب دام 26 عاماً وبالتحديد في موسم 2005-2006، لينتقل بعد ذلك لقيادة نادي العين الإماراتي ثم تايلاند وجامايكا واستقلال طهران الإيراني فبني ياس الإماراتي ثم الخور القطري.

خص شايفر "winwin" بتصريحات موسعة تناول خلالها رؤيته الفنية وتوقعاته لمونديال قطر 2022:

في البداية وصف شايفر تحضيرات قطر لنهائيات كأس العالم 2022 بالرائعة، وذلك بناءً على الخبرات التنظيمية الهائلة التي تتمتع بها الدولة القطرية، على صعيد البنية التحتية، والكوادر المحلية التي سبق لها تنظيم العديد من الاستحقاقات الرياضية التاريخية كدورة الألعاب الآسيوية عام 2006، وكذلك بطولة كأس آسيا 2011، وأخيراً بطولة كأس العرب 2021.

وأضاف شايفر في حديثه إلى "winwin" أن التحدي الأبرز في مثل هذه الاستحقاقات يتمثل في استيعاب العدد الهائل من المشجعين، وضمان تنقلهم بشكل مريح من مقرات الإقامة إلى الملاعب والعكس، قائلاً: أعتقد أن شبكات المواصلات قادرة على تلبية التطلعات الخاصة بهذا الشأن بناءً على ما لمسته بشكل شخصي.

على صعيد المنتخبات العربية المشاركة، رشح شايفر المنتخب المغربي لتقديم عروض قوية في المونديال، وقطع مسافة طويلة في هذا الاستحقاق؛ كونه يضم كوكبة كبيرة من النجوم والأسماء التي تملك خبرات كبيرة بناء على تجاربها الاحترافية القوية في أوروبا والمنطقة العربية.

شايفر: العنابي رقم آسيوي صعب

وعرج شايفر على فرص المنتخب القطري في هذا الاستحقاق، قائلاً: بلا شك، سيكون التحدي كبيرا للغاية أمام منتخب قطر بصفته المنتخب المضيف، لكن عند الوقوف على العناصر التي يضمها هذا الفريق سنرى أسماء قوية أكدت علو كعبها في الأعوام الماضية، وتحديداً عام 2019 الذي شهد فوزهم بلقب كأس آسيا، بعد عروض أخّاذة أقصوا من خلالها منتخبات كانت مرشحة فوق العادة لاعتلاء منصة التتويج؛ كالمنتخب الياباني في النهائي على سبيل المثال لا الحصر، مما جعل المنتخب القطري أحد الأرقام الصعبة على الصعيد القاري".

وانتقد شايفر قرار إيقاف المنافسات المحلية القطرية لإتاحة الفرصة أمام المنتخب للتحضير للمونديال، قائلاً: لست في موقع يتيح لي معرفة مصلحة المنتخب القطري أفضل من أصحاب العلاقة، وهما الاتحاد القطري لكرة القدم والجهاز الفني للمنتخب، لكنني أومن بأن اللاعب الدولي يجب أن يخوض أكبر عدد ممكن من المباريات على الصعيد المحلي، باعتبارها أشبه بجرعات تدريبية أو بروفات تحضيرية، لا تقل أهمية عن تحضيراته مع منتخبه الوطني".

منتخب الكاميرون الأكثر إقناعاً في أفريقيا

وعن توقعاته للمنتخبات الأفريقية وبالأخص المنتخب الكاميروني الذي سبق له قيادته، قال شايفر: "نعم أرشح الكاميرون لقطع مسافة طويلة في هذا الاستحقاق؛ فهو من وجهة نظري أفضل منتخب أفريقي مشارك، ويتمتع بوجود دفة فنية خبيرة، واتحاد قوي برئاسة صامويل إيتو، الذي سبق لي الإشراف على تدريبه وأعلم جيداً ما يملكه من قدرات قيادية فريدة من نوعها، ورغبة عارمة في الفوز وتحقيق الإنجازات لبلاده وجماهيره".

لست متفائلاً  بمنتخب ألمانيا منذ الخسارة أمام كوريا

وأبدى شايفر تشاؤمه في قدرة منتخب ألمانيا في المنافسة على اللقب؛ حيث عاد بالذاكرة إلى آخر لقاء خاضه المانشافت في مونديال روسيا أمام كوريا الجنوبية بالدور الأول، والذي انتهى لمصلحة الأخير بنتيجة 2-0، موضحاً أنه، وبناءً على الظهور الأخير للمنتخب الألماني على صعيد المونديال، فقد بدا المنتخب ضعيفاً مهزوزاً بلا تكتيك يؤهله لتخطي عقبة الدور الأول على عكس ما كان متوقعاً، قبل أن يردف: "لكنني في المقابل أومن بقدرات المدير الفني هانسي فليك الذي يملك خبرات كبيرة، لكن عند النظر إلى خارطة المنافسة بشكل عام أرى أنه من الصعب توقع فوز ألمانيا باللقب، فهنالك منتخبات أخرى أكثر إقناعاً على هذا الصعيد"، وأعرب شايفر عن أمله في أن تكون وجهة نظره خاطئة بهذا الشأن.

وأنهى شايفر حديثه بالتأكيد على أن مونديال قطر سيكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في تاريخ بطولة كأس العالم؛ كون البطولة ستُقام في المنطقة العربية للمرة الأولى، مشدداً أيضاً على أن مونديال 2022 سيشكل دافعاً كبيراً للعديد من الدول لكي تؤمن بنفسها وقدراتها التنظيمية، ومعرباً عن سعادته بهذه النسخة من المونديال، وهو الذي سبق له التعرف عن قرب إلى الثقافة العربية الثرية خلال عمله في منطقة الخليج، التي يملك فيها ذكريات جميلة لا تُنسى.

شارك: