40 يومًا على قطر 2022.. مولد بيليه الأفضل في تاريخ المونديال
نقترب أكثر وأكثر من صافرة انطلاق نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتي ستُقام اعتباراً من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتستمر منافساتها حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، وفي كل يوم من الأيام الخمسين الأخيرة على المونديال القطري، يأخذكم موقع "wiwnin" في رحلة ليقدم أبرز الأحداث والأرقام عبر تاريخ النهائيات.
ما أكثر نجوم كرة القدم، الذين أبصروا الحياة في القرن الماضي سواءً من اللاعبين أو المدربين، لكن يبقى اسم "بيليه"، اللاعب البرازيلي الأسطوري الأبرز على الإطلاق، وهو الذي رأى النور عام 1940 وتحديداً يوم الـ23 أكتوبر/ تشرين الأول، في أحد أحياء مدينة تريس كاراكوس، لأب كان لاعباً مغموراً مع نادي فلومينينسي.
نشأ بيليه وترعرع في ساو باولو، ومارس اللعبة في الشوارع والأحياء الفقيرة التي عمل فيها ماسحاً للأحذية، لكن موهبته الفطرية منحته فرصة اللعب مع نادي سانتوس عام 1955، ومن هذا النادي كان بيليه يثير انتباه الجميع، قبل أن يتم اختياره للعب مع منتخب بلاده البرازيل، فكانت أول مباراة دولية لبيليه في العام التالي أمام الأرجنتين، والتي شهدت إحرازه باكورة أهدافه الدولية، ومن هنا تواصلت علاقته مع المنتخب حتى مونديال السويد عام 1958، فكان بيليه أصغر لاعب في البطولة بعمر الـ17 عاماً، وأحد المساهمين في فوز البرازيل باللقب.
بعد ذلك، امتدت علاقة بيليه مع اللعبة ومع منتخب السحرة، ليُسهم في فوز الأخير بلقبين آخرين على صعيد المونديال؛ عامي 1962 و1970، وبسبب إنجازاته تم اختياره كلاعب للقرن الماضي متفوقاً على نجوم كبار آخرين، مع وصفه من جانب مؤرخين بـ"أفضل لاعب في تاريخ كأس العالم".
ولم تنحصر الآثار الإيجابية لما قدمه بيليه خلال مسيرته الرياضية على الأجيال البرازيلية، التي اتجهت لمزاولة لعبة كرة القدم واتخذتها كمهنة تدر ملايين الدولارات عليهم، وعلى دولتهم التي تُصنّف بأنها أكثر دولة مصدرة للمواهب على الصعيد العالمي؛ إذ يعتبر بيليه أيضاً مثالا حيا على أهمية الكفاح في سبيل تحقيق النجاح، لاسيما أن إنجازاته لم تتوقف على صعيد كرة القدم وحسب، بل تخطى ذلك، من خلال توليه أرفع منصب رياضي في بلاده، وهو منصب وزير الرياضة، الذي استمر فيه بيليه من عام 1995، وحتى عام 1998.
ولبيليه، البالغ من العمر الآن 81 عاماً، تجربة احترافية ثرية ومثيرة، في الولايات المتحدة الأمريكية، مع كوكبة من نجوم كبار، استمرت لمدة ثلاث سنوات مع نادي نيويورك كوزموس، وامتدت من عام 1975 لغاية 1977، إذ أسهم وجوده في أمريكا بنشر كرة القدم في هذه الدولة، ووضع أساسات للعبة هناك، بعدما لم تكن كرة القدم تحظى بأية شعبية واهتمام يُذكر من قبل الجمهور الأمريكي قبل ذلك.