دي ماريا يحلم بمعانقة كأس العالم 2022 مع ميسي
يسعى أنخيل دي ماريا في قطر لاستثمار شراكته مع ليونيل ميسي، لتحقيق حلم الفوز باللقب العالمي الثالث للألبيسيليستي من خلال بوابة مونديال قطر 2022، بفضل ما يتميز به من مهارات فردية، وتمريرات رائعة، وقدرة على التألق في المناسبات الكبيرة، فضلاً عن كونه أفضل مساعد لصاحب الرقم 10 في منتخب التانغو.
وسبق لنجم التانغو أن صرح في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية في عام 2020، قائلاً: "أُفضِّل تقديم تمريرة حاسمة بدلاً من تسجيل هدف. هذا ما يسعدني".
ومع ذلك، فإن الجناح الأعسر ترك بصمته في تاريخ منتخب بلاده بهدفين من أهدافه الدولية الـ27، الأول كان في عام 2008، عندما سجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية لأولمبياد بكين ضد نيجيريا، وبعد 15 عاماً تقريباً، في عام 2021، سجل مرة أخرى بتسديدة ساقطة بقدمه اليسرى ضد البرازيل في المباراة النهائية لكوبا أمريكا، ليمنح منتخب التانغو اللقب الأول في المسابقة منذ عام 1993.
سواء التمريرات الحاسمة أو الأهداف، بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، سيقدّم دي ماريا (34 عاماً) كل شيء. قال: "بالنسبة لي، ذلك فريد من نوعه، إنها القمة. ما أفعله في النادي هو من أجل أن أكون بين اللاعبين الأساسيين الـ11 في المنتخب"، مضيفاً: "عندما أدخل إلى أرضية الملعب، أشعر بالقشعريرة. اللعب بهذا القميص هو اللعب من أجل 47 مليون أرجنتيني".
في مسيرته الكروية مع الأندية، جال دي ماريا في جميع أنحاء القارة العجوز بقدمه اليسرى الساحرة، واحتفاله الشهير برسم قلب بأصابع يديه بعد تسجيله للأهداف، ودافع عن ألوان العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، إذ وصل في عام 2007 إلى بنفيكا البرتغالي، ولعب لاحقاً لأندية ريال مدريد الإسباني، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن ينضم لفريقه الحالي يوفنتوس الإيطالي.
ثنائي ذهبي من روساريو
قبل الاحتراف في أوروبا، تعلم كرة القدم في بلاده، في روساريو، مسقط رأسه، والتي هي أيضًا مدينة ميسي. طفولته، في شارع بيردريال، أثرت عليه كثيرًا لدرجة أنه رسمها بالوشم على ساعده، "الولادة في بيردريال كانت وستظل أفضل ما حدث لي في حياتي".
في شوارع هذا الحي الشعبي في روساريو، نشأ الشاب الواعد الذي يتمتع بلياقة بدنية رغم نحول جسده الذي أكسبه لقب "فيديو" (الشعيرية)، وكان يساعد والده ميغل في توصيل الفحم قبل أن يمارس كرة القدم برفقة أصدقائه الذين ما زالوا كذلك حتى اليوم.
كان متميزاً كثيراً عن رفاقه، فرصده نادي روساريو سنترال، أحد أقوى ناديين في المدينة مع نيويلز أولد بويز، وكانت والدته ترافقه يومياً إلى الحصص التدريبية، وعن ذلك قال في تصريح لـ"بلايرز تريبيون": "تخيّل أن تقود امرأة دراجة هوائية في جميع أنحاء روساريو، مع طفل في الخلف وفتاة صغيرة في المقدمة، بالإضافة إلى حقيبة رياضية بها حذاء رياضي وطعام. كانت تقودنا في مرتفع، منحدر، تحت المطر، في البرد وفي الليل. لا يهم، كانت أمي تجوب شوارع المدينة".
نقلته موهبته حتى الفريق الأول لروساريو سنترال، ثم إلى أوروبا والمنتخب حيث لعب 124 مباراة وسجل 27 هدفًا، ومع ذلك، تعرض دي ماريا في بعض الأحيان لانتقادات، كما حدث خلال كأس العالم 2010، عندما دافع عنه مدربه وقتها الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، قائلاً: "أنتم لا تعرفون ما هو! فنياته ومهاراته لا تصدقان".
سمحت له فنياته ومهاراته بتسجيل الهدفين الشهيرين في مرمى نيجيريا والبرازيل، لكنهما لم يكونا كافيين لمنح لقب عالمي للأرجنتين التي اكتفت ببلوغ المباراة النهائية فقط في عام 2014، ولكن مع دي ماريا وميسي في قمة مستواهما، يمكن للألبيسيليستي تعليق آمال على تحقيق ذلك في قطر.
وتحدث دي ماريا الأسبوع الماضي في تصريح لصحيفة "توتو سبورت" الإيطالية، عن شراكته مع ميسي في منتخب التانغو، قائلاً: "ليو هو الأفضل في العالم، خارق. اللعب معه هو أفضل شيء حدث لي في مسيرتي. مشاركة الملعب معه مثل حلم أصبح حقيقة".