حارس فرنسا لوريس على موعد مع رقم مميز في مواجهة بولندا

تاريخ النشر:
2022-12-03 14:29
قائد منتخب فرنسا هوغو لوريس يملك استقلالية كبيرة في اتخاذ القرار (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يستعد قائد منتخب فرنسا وحارس مرماه، هوغو لوريس، لتحقيق رقم مميز عندما يواصل مع منتخب الديوك حملة الدفاع عن لقبهم، في مواجهة بولندا غدًا الأحد في ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022، بعد تتويجهم باللقب العالمي قبل 4 سنوات.

وسيكون الحارس الفرنسي البالغ من العمر 35 عامًا، على موعد مع رقم مميز؛ إذ سيغدو الأكثر مشاركة في تاريخ المنتخب غدًا الأحد، بالتساوي مع ليليان تورام (142 مباراة)، بعد خوضه مسيرة سلسة ومنتظمة بدءًا من نيس، مسقط رأسه، وصولاً إلى توتنهام الإنجليزي حيث يلعب منذ 10 أعوام، مرورًا أيضًا بنادي ليون الذي كان مسرحًا لبروزه الأهم في مسيرته.

وبدأ حارس السبيرز مسيرته مع فرنسا في عام 2008 بدعوة من ريمون دومينيك، ثمّ جرى تعيينه قائدًا للمنتخب من قبل لوران بلان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، بعد الإقصاء من مونديال جنوب أفريقيا.

وسبق أن قال الحارس المخضرم في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل مشاركته الرابعة في نهائيات كأس العالم: "الفتى الذي كان عمره 23 عامًا، عندما حصلت على شارة القيادة، والرجل الذي أنا عليه اليوم مختلفان تمامًا، حتى لو التزمت بالمبادئ نفسها".

"الاستقرار"، و"الاستمرارية"، و"الهدوء"، و"الطمأنينة". إنها أبرز الصفات لقائد منتخب بفرنسا، حسب زميله وصخرة دفاع فرنسا رافاييل فاران، الشاهد الأبرز على دور لوريس مع الديوك، وأوضح قائلًا: "لدي الكثير من الاحترام له، للرجل الذي هو عليه. كانت فرصة للحصول على هذا الاستقرار في منتخب فرنسا ولفترة طويلة. إنه لاعب موثوق به للغاية ينقل هدوءه وطمأنينته إلى جميع اللاعبين".

في غيابه يوم الأربعاء أمام تونس (خسارة 0-1)، افتقر الزرق أيضًا إلى الهدوء، ولم يكن المخضرم ستيف مانداندا (37 عامًا) مصدرًا للثقة، في الوقت الذي كانت مباراة نسور قرطاج فرصة لحارس رين، ليحصل على دقائق في النسخة الحالية من كأس العالم.

نموذجي

يصف والده، لوك لوريس، لوكالة فرانس برس: "بالنسبة لمن يعرفه عن كثب، فهو محترف لا يمكن تعويضه، ولا يتنازل بسهولة"، ويشدّد لوريس الأب أيضًا على الانضباط الشخصي الذي يمكن أن يولّد دعم اللاعبين والمدربين على حد سواء له، حتى لو كان بعيدًا عن السعي وراء ذلك.

أينما ذهب، يصنع لوريس علاقة خاصة مع المدربين الذين يعهدون إليه الثقة لحراسة العرين ويعتمدون على قيادته بكلمات قليلة، حيث يؤكد تيري مالاسبينا الذي عرفه كمدرب في مركز للتدريب في نيس، عندما كان في سن الخامسة عشرة: "إنه متحفظ، لكنه مؤثر. إنه قائد حقيقي للاعبين. في غرفة خلع الملابس أو في الميدان، عندما يعبر عن نفسه، يفعل ذلك جيدًا، وأنت تستمع إليه".

بدوره، قال مدرب فرنسا ديدييه ديشامب إنه وجد استمرارية وثباتًا في لوريس، واصفًا إياه برجل الثقة، مضيفًا: "إنه ليس شخصًا متطلبًا جدًا أو يبحث عن الضوضاء". في إشادة بلاعب توتنهام هوتسبير الذي يواصل حصد المشاركات في اللقاءات الدولية.

ويوضح لوريس: "عندما تتحمل مسؤولية القائد، يكون لدينا واجب تجاه الآخرين: أن نكون قدوة، ولكن أيضًا لإظهار القيادة، بصراحة، في بعض الأحيان لا نحتاج بالضرورة إلى التحدث".

وتحدث هاري كين، مهاجم منتخب إنجلترا، عن زميله في توتنهام لوريس: "إنه يعرف متى يرسل الرسالة الصحيحة، هو رجل مجتهد وهادئ ولكنه أيضًا شغوف حقًا"، في تأكيد على أن كل من تعامل مع الحارس عن قرب يكتشف فيه مثل هذه الصفات.

لا يختبئ

يعرف لوريس أيضًا كيفية تنظيم حياته، إذ ما زال الأب -لثلاثة أطفال- متحفظًا مع عامة الناس، رغم كونه شخصًا سلسًا جدًا، ولطالما عُرف بأنه رجل يتمتع بشخصية قوية وصريحة. ويؤكد لوك لوريس ذلك، قائلًا: "عندما يكون هناك شيء غامض، فإنه لا يُخفي".

وأضاف: "في أي مشكلة، سيفضّل دائمًا الشفافية، والاجتماع وجهًا لوجه"، حيث يرفض بطل العالم 2018 أيضًا المزج بين الرياضة والسياسة. وتحديدًا قبل كأس العالم عندما سارع  للتخلي عن شارة "حب واحد"؛ مفضلًا إبقاء التركيز على لعبة كرة القدم.

أما فنيًّا، فإنه لا يتردد في الإشارة علنًا إلى الاختلالات في أداء المنتخب الفرنسي؛ حيث قال بعد مباراتين دون فوز في يونيو/ حزيران الماضي: "في بعض الأحيان قد تضطر إلى معرفة كيفية إنهاء المباراة في الماضي، من خلال اللعب حتى بشكل أقل قليلًا، كنا قادرين على الفوز بطريقة مختلفة".

بدأ لوريس مسيرته كلاعب تنس قبل كرة القدم، ولم يختر لوريس منصب حارس المرمى عن طريق الصدفة؛ إذ إنه يحتفظ ببعض الاستقلالية، والفردية داخل المجموعة، ونتج عن ذلك رفضه امتلاك وكيل أعمال أو مستشارين رسميين، حتى لو كان بإمكانه أن يحيط نفسه بهم، بل يتفاوض على عقوده بنفسه ويدير اتصالاته بمفرده، ولا يستخدم أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي.

مفسرًا ذلك بقوله: "أفعل هذه الطريقة لأنني أشعر براحة أكبر هكذا"، مضيفًا: "أنا بحاجة إلى إتقان ما أفعله داخل كرة القدم وخارجها"، وهو ما يدلل على قدرة اللاعب على تنظيم حياته بنفسه دون الحاجة إلى مساعدات متكررة من الآخرين.

شارك: