تنظيم المونديال في قطر.. لم لا!

2022-10-31 13:35
أعلام الدول المشاركة في مونديال قطر تزين كورنيش الدوحة (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

إن استضافة بلد عربي إسلامي للمونديال لأول مرة في تاريخ كأس العالم تؤسس، بلا شك، لمرحلة جديدة، طال انتظارها، في تنظيم هذه التظاهرة الكونية. لمَ لا؟!

فمنذ انطلاق هذه البطولة العالمية في الأوروغواي عام 1930، احتكرت أوروبا وأمريكا الجنوبية تنظيمها. احتكار لم يخلُ من تنافس محتدم، ومشكلات عديدة مستعصية بين القارتين، أسفرت عن اعتماد الفيفا في منتصف القرن الماضي نظام تناوب قاري دام منذ عام 1958 إلى عام 1998، ليضع بذلك حدًا لجدل عنيف اشتد منذ ثلاثينيات القرن العشرين بين البلدان الأوروبية والأمريكية الجنوبية، إثر فوز إيطاليا في عام 1934 بتنظيم كأس العالم، وفوز فرنسا بتنظيم البطولة في عام 1938.

وقد انتظر عشاق المستديرة عام 2002، ليروا تنظيم كأس العالم خارج الأراضي الأوروبية والأمريكية، عندما منح الفيفا شرف تنظيم البطولة لقارة آسيا، وتحديدًا لليابان وكوريا الجنوبية. وكان نصيب أفريقيا عام 2010، حيث ظفرت جنوب أفريقيا، المنتصرة على نظام التمييز العنصري "الإبرتهايد" بقيادة الزعيم نيلسون مانديلا، باستضافة كأس العالم، فائزة على كل من مصر والمغرب، الأمر الذي رأى فيه كثيرون مكافأة سياسية.

وكانت هذه الكأس قد عرفت قبل ذلك دخول أرض جديدة هي الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994، وذلك على حساب كل من المغرب والبرازيل.

من هنا، فإن تنظيم المونديال في قطر يُبشر بانفتاح حقيقي وواعد للفيفا على مناطق وبلدان جديدة، ما شأنه أن ينهي احتكار تنظيم نهائيات كأس العالم في أمريكا الجنوبية وأوروبا، فالمونديال كأس لكل العالم، ويحق لكل شعوب العالم وبلدانه أن تستضيفه.

لقد حالف النجاح تنظيم كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية، وفي جنوب أفريقيا. وكان جيدًا تمامًا، مثلما كان عليه الحال في أوروبا، أو في أمريكا الجنوبية، وهو سيكون كذلك في قطر، بل إن التقارير النزيهة والصادقة المعدة من أطراف شرقية وغربية تُجمِع كلها على أن مونديال قطر سيكون -بكل المقاييس والمعايير- الأفضل والأروع في تاريخ هذه البطولة، وأنه سيفتح المجال أمام كل دول العالم وشعوبها لتنظيم المونديال، استنادًا إلى اختيار مبني على قدرة كل دولة على التنظيم، وتوفير البنى التحتية والثقافية والاجتماعية وحسن الاستعداد والإضافة والإثراء، فلِمَ لا تكون قطر منصة الانطلاقة إلى فضاءاتٍ أرحب، ومرحلة جديدة في تاريخ كأس العالم؛ وهي التي تملك من المقومات ما يؤهلها لإنجاح مثل هذا المشروع؟!

شارك: