للحظ في مونديال قطر نصيب

2022-10-17 13:13
مُجسم لقب كأس العالم لكرة القدم (twitter/beINSPORTSNews)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بين كرة القدم والحظ علاقة معقدة غامضة. ورغم الاختلاف القائم بين الباحثين والدارسين على توصيف الحظ، فإنهم متفقون على أن الحظ جزء من لعبة كرة القدم.

لا يسعى هذا المقال إلى سرد وشرح "النظريات" والدراسات والمقالات العلمية والفنية -وهي كثيرة جدًا وبلُغاتٍ عدة- التي عالجت مسألة دور الحظ والنصيب والصدفة في عالم كرة القدم، من رجال اقتصاد ورياضيات، وباحثين متخصصين، ومدربين، وغيرهم.

أكثر من مليون ونصف مليون شخص يستعدون لشد الرحال إلى قطر، قِبلة عشاق المستديرة، لحضور العرس العالمي لكرة القدم، والاستمتاع بفعالياته الكروية والثقافية والفنية على اختلافها وتنوعها. يأملون جميعًا في أن يحالف الحظ منتخباتهم. فكل شيء يبقى واردًا، ما لم يعلن الحكم نهاية المباراة، والعبرة بتسجيل الأهداف، والفوز وليس بالأداء والمهارة.

بطبيعة الحال، لا تعتمد كرة القدم على الحظ أو الصدفة بشكلٍ مطلق، كما أنها لا تعتمد بشكلٍ مطلق على مهارة لاعبي الفريق ومدربه ومنشآته الرياضية، وفوز الفريق "الأفضل" لا يتم بشكلٍ آلي، وهذا ما يضفي على اللعبة متعة كبيرة، "الأفضل لم يفز"، ذلك أنه إذا ما سلمنا سلفًا بأن المنتخب الأفضل هو من سيكون الفائز، فلن تذهب الجماهير إلى الملاعب لحضور مباريات المونديال، ولن يشاهد أحد شاشات التلفزيون.

كثيرة هي الفرق التي تسيطر على مجريات اللقاء، لكنها تفشل في هز شباك الخصم، بل وتُمنى في النهاية بهزيمة مفاجئة بهدف من كرة مرتدة أو من خطأ تحكيمي أو من نيران صديقة.

فلعبة كرة القدم تحددها عوامل عديدة؛ أحدها الحظ.. يقول المدرب الإسكتلندي الشهير، السير أليكس فيرغسون: "الحظ جزء من كرة القدم". ويشدد المدرب الايطالي الشهير كارلو أنشيلوتي على أنه للفوز بدوري الأبطال "عليك أن تمتلك الشجاعة والخبرة والحظ أيضًا".

ويرى باحثون أنه خلال المراحل الأخيرة من مباريات نهائيات المونديال، يصبح للحظ دور كبير في ترجيح كفة الفائز، خاصة عندما يجري اللقاء بين منتخبين متكافئين؛ فخطأ واحد فقط يرتكبه الحكم أو حارس المرمى أو أحد اللاعبين كفيل بتحديد نتيجة اللقاء.

وفي كتابهما "لعبة الأرقام"، يخلص رجلا الاقتصاد ديفيد سالي وكريس أندرسون إلى أن النسبة بين الحظ والمهارة في كرة القدم متساوية (50-50)، لكن دراسات أخرى تذهب إلى ترجيح فرضية نسبية الحظ والمهارة، وترى بالتالي أن الفوز يميل إلى كفة المهارة.

وبعيدًا عن ترجيحات الخبراء والمحللين وأساتذة الجامعات وأماني المراهنين، نرنوا في مونديال قطر إلى مشاهدة مهارات اللاعبين وإبداعاتهم ولمساتهم السحرية، ونتمنى التوفيق والحظ السعيد للجميع -منتخبات ومشجعين ومنظمين- وكثيرًا من الأهداف والإثارة والتشويق.

شارك: