تصريحات أبو تريكة سهام مباشرة في قلب يورو 2024

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-20 22:58
تصريحات أبو تريكة عن تنظيم ألمانيا لليورو تثير تفاعلًا كبيرًا (Facebook/Abou Trika)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تحظى تصريحات أبو تريكة في الغالب باهتمام الشارع الرياضي العربي، لما يملكه النجم المصري المحبوب من رصيد إيجابي لدى الجماهير، فلطالما خطف الأنظار، بمواقفه الواضحة وكلمته الجريئة.

آخر خرجات محمد أبو تريكة الإعلامية، كان لها صدى واضح بين الجماهير العربية المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعلقت بالحدث الأهم الذي يشغل جماهير الكرة حول العالم في الوقت الراهن، ألا وهو كأس أمم أوروبا 2024، المقررة في ضيافة ألمانيا من 14 يونيو/حزيران الجاري وحتى 14 يوليو/تموز المقبل.

تصريحات أبو تريكة التي قُدّمت ببهارات "النقد اللاذع" هذه المرة، جاءت بمثابة "سهام نارية" للمنظّمين الألمان، الذين طالما "تشدّقوا" بشعارات التنظير والمثالية، فأصابت كلمات "أمير القلوب"، صميم المسكوت عنه، وزادت من تعرية "ازدواجية المعايير" المقيتة لدى بعض الجهات في الغرب.

تصريحات أبو تريكة "تعرّي" الألمان

يبدو أنّ أبو تريكة وكحال السواد الأعظم من الجماهير الرياضية العربية، لم يغفر لألمانيا حملتها الشعواء على أول مونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بتنظيم قطري باهر فاق كل التوقعات في عام 2022.

من التشكيك في القدرات إلى التذمّر من الطقس وختامًا بالدفاع عن الرذيلة بشعار الدفاع عن التنوع والحريات.. كال الألمان اتهامات بشعة أخرسها التنظيم المذهل للمونديال والذي بصمت به قطر على أحقيتها المطلقة في تنظيم عُرس عالمي بهذا الحجم.

كلّ ما فات من أرشيف، وجد تربة خصبة تفجّرت من خلالها تصريحات أبو تريكة في توقيت دقيق وحرج، تعرف فيه ألمانيا صعوبات بالغة في ضبط أوتار اليورو "تنظيميًا" على أكثر من صعيد.

مشاكل في البنية التحتية تتعلق بآليات تصريف المياه في الملاعب، إلى غياب الأمن الذي أدّى إلى أعمال شغب متعددة، إلى أحداث عنف ضربت المدن بين بعض جماهير المنتخبات.. كلها مظاهر وحكايات عرّت الألمان وصورتهم الناصعة، التي باتت ملطّخة بأشكال العشوائية وغياب التنظيم.

ازدواجية المعايير

تصريحات أبو تريكة لم تغفل عن التركيز على ازدواجية المعايير، التي بدا وضوحها بين الغرب والعرب مثيرًا للاشمئزاز مع كل تناول لحدث جديد، حيث أشار الأيقونة المصرية، في معرض حديثه في الأستوديو التحليلي الذي سبق مواجهة المجر وألمانيا، التي انتهت بتأهل وفوز أصحاب الأرض (2-0)، إلى الحركة الشهيرة للاعبي "الماكينات" بوضع أكفّهم على أفواههم"، مؤكدًا أنّه علينا بوضع "أيدينا على أعيننا" بسبب الفشل التنظيمي للبطولة الحالية على حد تعبيره.

بالمقابل، فإنّ ما يحدث في ألمانيا حاليًا من أحداث وشغب وخلل تنظيمي فاضح، لا يحظى بأي تركيز إعلامي غربي رغم أنه بلغ في أحيان عدة إلى حد تهديد سلامة المشجعين، كما وجّه أبو تريكة رسالة للجيل الصغير في العالم العربي مؤكدًا بأنه من الضروري أن "يفتّح عينيه".

مظاهر سياسة الكيل بمكيالين لا تُحصى ولا تعدّ، وآخرها دخول كل لاعب من منتخب أوكرانيا إلى مواجهة رومانيا الافتتاحية (0-3) مرتديًا علم بلده، وفي ذلك رسالة متجددة للحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، وإن كان المنتخب الفلسطيني لكرة القدم فعلها في كأس آسيا، لسُلّطت العقوبات عليه.

غير بعيد عن آسيا، قارة أفريقيا بدورها، تعاني الأمرّين مع تنظيم كل نسخة من حدثها الأهم "الكان"، حيث تواجه كافة أنواع النقد، من موعد تنظيم البطولة إلى ظروف المباريات والصعوبات اللوجستية والسيطرة على الجماهير وغيرها، غير أنّ ما يحدث في ألمانيا "المتحضّرة" حاليًا لم نجد له أثرًا في كوت ديفوار "الأقلّ شهرة وتحضّرًا" قبل أشهر.

حوادث تنسف "مثالية" الأوروبيين

تصريحات أبو تريكة نسفت في وجه آخر مثالية الأوروبيين، ولا سيما الألمان الذين يقدّمون أنفسهم في ثوب "المدينة الفاضلة" التي تنعدم فيها مظاهر النقص وتتلاشى فيها أوجه الخلل.. النسخة السابعة عشرة من اليورو الألماني حملت معها أحداثًا صادمة وصورًا مخجلة لدول كانت في الماضي القريب تعطي الدروس بالمجان.

ومن الأحداث الصادمة، أصوات القردة والإساءات اللفظية التي غزت المدرجات في مواجهة إنجلترا وصربيا، وأعمال الشغب بين الجماهير الصربية والألبانية والكرواتية، التي أوصلت الاتحاد الصربي لكرة القدم للتلويح بالانسحاب من البطولة.

ولم تمر الصور المخجلة لموظفي ملعب "سيغنال إيدونا بارك" التابع لبوروسيا دورتموند، مرّور الكرام، حين ظهروا وهم يصرّفون المياه التي غزت الملعب في مواجهة تركيا وجورجيا، بطريقة بدائية (مماسح يدوية)، ولكن ذلك لم يمنع الأمطار من الهطول بغزارة على رؤوس المشجعين، الذين اضطروا إلى الاختلاط ببعضهم، قبل أن يدخلوا في اشتباكات عنيفة.

أيضًا، كان لمدينة هامبورغ نصيب من الأحداث، إذ شهدت حادثة إطلاق نار على شخص يحمل زجاجة مولوتوف وفأسًا، وتسبّبت هذه الحادثة في حالة من الهلع، سبقت مباراة هولندا وبولندا في معقل "فولكسبارك شتاديون".

ملخّص القول إنّ تصريحات أبو تريكة جاءت لتصبّ في خانة المقولة الشهيرة "من كان بيته من الزجاج.. لا يقذف الناس بالحجارة".

شارك: