تحليل.. فرنسا آذت بلجيكا كلما قاومت وتيديسكو حارب الطواحين!

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-01 23:11
كيفين دي بروين قائد بلجيكا رفقة كيليان مبابي نجم فرنسا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كعادتها، أحبطت فرنسا محاولة جديدة لبلجيكا للتتويج بلقب مع أفضل جيل في تاريخها، وذلك بعدما هزمتها بهدف نظيف بنيران صديقة من المدافع البلجيكي يان فيرتونغن في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة.

ولم تتمكن بلجيكا من الانتقام من الديك الفرنسي الذي كان قد أقصى البلجيكيين من نصف نهائي كأس العالم 2018، قبل أن يواصل رحلته ويتوج بطلًا للعالم آنذاك.

أفضلية لمنتخب فرنسا

رغم ارتفاع مستوى منتخب بلجيكا مقارنة بكأس العالم 2022، واعتباره ليس خصمًا سهلًا أبدًا أمام الفرنسيين، إلا أن فارق الجودة كان ما يزال واضحًا بين الفريقين في الشوط الأول، الذي تسيده الديوك بشكل واضح بعدما حاصروا بلجيكا بشكل كبير.

السر في ذلك كان في الضغط العالي الهائل الذي مارسه ديدييه ديشامب ولاعبوه على عملية خروج الكرة من الدفاعات البلجيكية، وبدا أن هناك خطة واضحة مرسومة من دون ثغرات، لعدم مرور الكرة بسهولة إلى الجانب الآخر من الملعب، ما كان يجبر مدافعي منتخب بلجيكا في كثير من الكرات إلى إرسالها طويلة أملًا في التقاطها من جانب روميلو لوكاكو.

الأمر لم يقتصر فقط على الضغط العالي، بل كان الضغط العكسي الفرنسي شديدًا جدًّا حتى وصل الأمر في الدقائق العشرة الأخيرة من المباراة، لتواصل فرنسا هجمتها على ثلاثة أو أربعة مرات دون قدرة من بلجيكا على شن الهجمة المرتدة عندما تخطف الكرة، بل تستعيدها فرنسا من جديد وتواصل هجمتها.

واستفاد الفرنسيون بشكل كبير من الكثافة العددية التي فرضوها في عمق الملعب، بعد انضمام الجناحين على الورق أنطوان غريزمان وكيليان مبابي لثلاثي خط الوسط، والتفاهم الواضح بين ثلاثي وسط فرنسا مع رفع مستوى تمركز أوريلين تشواميني، الذي قدم مستوى رائعًا على صعيد الضغط العكسي، ومن ثم صعود أكثر حدة من نجولو كانتي صاحب الاختراقات، وأدريان رابيو الذي أظهر مستوى مميزًا جدًا في الاحتفاظ بالكرة والتمرير الجريء أمام منطقة الجزاء.

تيديسكو يحارب الطواحين ثم يعدّل الأمور

في المقابل، خاض دومينيك تيديسكو المباراة بطريقة 4-3-3 على الورق، لكنها تحولت في كثير من الأحيان إلى 5-2-3 بعودة يانيك كاراسكو، ليكون ظهير جناح أيمن خلال الحالة الدفاعية.

أراد تيديسكو بذلك أن يغلق الجبهتين أمام الهجمات الفرنسية على الأطراف، خاصة مع وجود جناح بقدرات كيليان مبابي، لكن المدير الفني الإيطالي اكتشف أنه يحارب طواحين الهواء بعدما اكتفت الديوك بهجمات خجولة من الأطراف، عن طريق ظهير أحدهما لا يمكنه الهجوم وحده مثل جوليس كوندي، وتأتيه المساندة من حين لآخر من نغولو كانتي أو أنتوان غريزمان.

هذا التكتيك وضع كيفين دي بروين في وضعية دفاعية مستمرة، بعد أن أصبح مجبرًا على الوجود إلى جانب أمادو أونانا ليقضي غالبية الشوط الأول يركض خلف غريزمان وكانتي، وتشواميني الذي أضاع فرصة هائلة من داخل منطقة الجزاء بعدما أطاح بالكرة فوق العارضة.

تعديل الأمور من تيديسكو أتى في الشوط الثاني، بعدما أخرج أوبيندا الذي لم تصله الكرات، لأن بلجيكا كانت غير قادرة على نقل الكرة إلى الجانب الآخر من الملعب، ومن ثم صارت الحاجة إلى أخذ خطوة للوراء من أجل الانطلاق، فزاد عدد لاعبي الوسط واحدًا، بعد أن اشترك مانغالا ليتحرك كيفين دي بروين ليكون رأسًا مثلثًا في خط الوسط، ويصبح أكثر حرية ليبدأ البلجيكيون في مبادلة الفرنسيين الهجمات، وكادوا يسجلوا من أكثر من محاولة، سواء من دي بروين نفسه الذي سدد كرة خطيرة تصدى لها مانيان قبل دقيقة من هدف الفرنسيين، أو حتى كرات من لوكاكو وكاراسكو الذي تحول ليصبح جناحًا باستمرار، على أن يتم تثبيت كاستانيي كظهير أيمن صريح، بدلًا من ذلك التأرجح بين الظهير وقلب الدفاع الأيمن.

وصحيح أن هذا التعديل تسبب في حصول جوليس كوندي على بعض الأريحية في الاختراق من اليمين، ولعب عدة كرات عرضية أرضية مؤثرة، إلا أنه بشكل عام حسن كثيرًا من شكل بلجيكا في الملعب، وجعلها قادرة على إحداث بعض الأضرار للدفاعات الفرنسية!

كرة مشتركة ثمينة وهدف عكسي جديد!

تحسنت بلجيكا، لكن هذا لم يمنع فرنسا من الاستمرار في المحاولة، فكاد مبابي أن يسجل من تسديدة خرجت فوق العارضة، بعدما تخلص من لاعبين أحدهما كيفين دي بروين الذي لم يتخلَ عن مساعدة زملائه دفاعيًّا. قبلها كان مبابي يتلقى عرضية أرضية من كوندي سددها ضعيفة، وبعدها تلقى أخرى من كوندي سددها فوق العارضة، لترسل فرنسا رسالة واضحة أنه مع أي تعديل لرفع مستوى هجوم بلجيكا، سيُقابل بقدرة فرنسية أكبر على صناعة الفرص على المرمى البلجيكي.

هدف فرنسا جاء من كرة انتهت عند راندال كولو مواني، الذي التف ليسدد كرة ضعيفة في المتناول، لكنها اصطدمت بساق فيرتونخن، لتغير من اتجاهها وتصدم الجمهور الأحمر الغفير بسكونها للمرمى قبل أقل من 10 دقائق على النهاية.

الملاحظ في ذلك الهدف هو ذلك التراخي الكبير من كاستاني، في محاولة كسب كرة مشتركة كان أقرب لها من ثيو هيرنانديز، فإذا بالأخير يضغط ويكسبها ليمرر لزملائه على حدود المنطقة، أي أن ذلك التناقل الذي أدى للهدف كان من كرة أقرب لبلجيكا من فرنسا، وهو ما يوضح أهمية الاستمرار في كسب الثنائيات وعدم التراخي إزاءها فقد تكون عواقبها وخيمة.

شارك: