تحليل.. الزمالك "مكسور الجناح" يسقط أمام المصري مجددًا

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-17 23:31
تدريبات فريق الزمالك المصري (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سقط الزمالك للمرة الثانية هذا الموسم أمام المصري البورسعيدي، بعدما هزمه الأخير بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بين الفريقين ضمن الجولة السادسة والعشرين من الدوري المصري الممتاز لكرة القدم "دوري نايل".

المباراة كانت قطعة من دائرة مفرغة سيظل فيها الزمالك إلى حين انتهاء الدوري، بعدما ابتعد تمامًا عن المنافسة على اللقب، وفي نفس الوقت هو ضامن بالفعل المشاركة في كأس الكونفيدرالية الأفريقية التي توج بطلًا لها هذا الموسم.

غيابات مؤثرة للزمالك أمام المصري

عانى الزمالك من غيابات مؤثرة على مستوى تشكيلته الأساسية، فقد افتقد لظهيريه الأساسيين عمر جابر وأحمد فتوح، كما ازداد محنة خط هجومه، بعدما استمر غياب سيف الدين الجزيري وانتهاء علاقة الزمالك بسامسون أكينيولا، ليستمر ناصر منسي خيار غوميز في مركز رأس الحربة، رغم أنه على الأرجح لن يكون مجددًا أساسيًّا، بالنظر للمستوى المزري الذي قدمه في الفرصتين اللتين تحصل عليهما أمام سيراميكا كليوباترا والمصري.

لكن غيابًا آخر مؤثرًا أضاف صعوبات أكثر على الزمالك، بعدما افتقد الفريق لخدمات ناصر ماهر، ليدفع جوزيه غوميز بعبد الله السعيد كصانع ألعاب متقدم على غير عادته منذ انضمامه إلى النادي الأبيض، ليشترك زياد كمال إلى جانب دونغا، خاصة مع المستوى الجيد الذي قدمه كمال في المباراة الماضية.

رغم تلك الغيابات، إلا أن الزمالك كان الطرف الأكثر سيطرة على الشوط الأول، ولو أن الأفضلية لم تكن واضحة، لكن الهدف الافتتاحي جاء من الطرف الآخر، عندما سجل المتخصص في التسجيل في الأندية الكبرى فخر الدين بن يوسف، مستغلًا سلسلة من الأخطاء الكارثية لدفاع الزمالك، بدأت بتمريرة مستهترة بلا معنى من محمد عواد إلى نداي المُحاصر الذي اضطر للتمرير بسرعة بيمناه، ليعيد الكرة بطيئة وضعيفة إلى حسام عبد المجيد -أو هكذا ظن السنغال- ليخطفها الفريق الأخضر ويستغل فخر الدين بن يوسف الأمر ليتجاوز المثلوثي، ويسدد في المرمى ويعيد تكرار الكثير من المباريات التي ظل الزمالك يسعى لتعويض النتيجة أمام المصري طوال أحداثها.

الزمالك مكسور الجناح

اعتاد المصري بمجرد تقدمه أمام الزمالك على فرض تحصينات دفاعية كبيرة حول منطقة جزائه، مانعًا الفريق الأبيض من الاختراق بسهولة، محاولًا تقليل عدد فرص الزمالك بأقصى قدر ممكن.

حاول الزمالك الاختراق من العمق كثيرًا، وصحيح أنه نجح في بعض الأحيان في الحصول على فرص تسديد من الخارج، إلا أنها لم تكن كافية لإحداث الفارق بشكل فعّال، كما أنه لم يكن قادرًا على التمرير إلى داخل منطقة الجزاء بسهولة وتأثير، خاصة مع "تأثير الشبح" الذي يقدمه ناصر منسي الذي فشل تمامًا في أن يصنع أي فارق، وكأن الزمالك يلعب بعشرة لاعبين، فقلبا الدفاع مطمئنان تمامًا لتحركاته البطيئة، ويشاركان إثر ذلك في الدفاع أمام وداخل منطقة الجزاء أمام زيزو وعبد الله السعيد ومصطفى شلبي.

الغريب أن غوميز وجد ضالته مع بداية الشوط الثاني، عندما بدأ الزمالك يكون مؤثرًا من الأطراف في الدقائق العشرة الأولى، ونجح الفريق في صناعة بعض الخطورة، لكن بشكل غريب عاد الزمالك للهجوم من العمق، بل وقام غوميز بتحريك مفاجئ لتمركز زيزو، بعدما ترك الجبهة اليمنى تمامًا وأصبح شبيهًا بصانع ألعاب في العمق، حتى وصل الأمر إلى ذهاب عبد الله السعيد أحيانًا إلى اليمين لمساندة شحاتة.

على الجانب الآخر، كان وجود مصطفى شلبي عائقًا واضحًا أمام استكمال أي هجمة من الأطراف، فقد قدم جناح الزمالك سلسلة متواصلة من القرارات السيئة في التمرير وتحريك الهجمة فيما ندر من بعض التمريرات الجيدة إلى عمق الملعب. بخلاف ذلك، كان شلبي يقدم مستوى سيئًا في أغلب فترات المباراة مع تحركاته التي باتت محفوظة، ويمكنك أن تتوقعها وأنت جالس في منزلك، بينما لم يكن نداي قادرًا على تقديم المساعدة بشكل متواصل، فشلبي لا ينتظره إلى حين صعوده، رغم أنه كان قادرًا على إرسال بعض العرضيات الجيدة، علّها تجد من يحولها إلى المرمى، لكن بشكل عام لم يكن الفارس الأبيض قادرًا على صناعة فرص كافية للتهديف.

تحول درامي في أحداث مباراة الزمالك والمصري

ركلة الجزاء جاءت من واحدة من تلك الكرات النادرة التي صنع منها الفارس الأبيض الخطورة من العمق، بعدما لاحت فرصة التسديد لدونغا لتصطدم كرته بذراع مدافع المصري دبش، لكن أحمد سيد زيزو أضاع الركلة بعدما اصطدمت بالعارضة وارتدت إلى الأرض، ليشير الحكم أحمد الغندور باستمرار اللعب بعدما أظهرت الإعادة عدم عبور الكرة بكامل هيئتها، لكن نفس الإعادة أظهرت دخول عدد من لاعبي المصري قبل تنفيذ الهجمة مع لاعب من الزمالك، وكان مشتت الكرة باهر المحمدي هو أحد هؤلاء اللاعبين.

عقب تلك الركلة، بدا وأن شيئًا من الإحباط يظهر على لاعبي الزمالك، خاصة مع سلسلة من الاعتراضات العنيفة التي قام بها جوزيه غوميز، ليستغل المصري الأمر ويتمكن من تسجيل هدف رائع عن طريق محمد الشامي، الذي اختفى أغلب فترات المباراة، لكنه سجل واحدًا من أجمل أهداف الدوري، بعدما أطلق كرة في الزاوية اليمنى العليا لشباك محمد عواد.

وسط تلك الأجواء كان غوميز يقرر إخراج زيزو تاركًا مصطفى شلبي في خطوة غريبة من المدير الفني البرتغالي، قبل أن يخرج عبد الله السعيد ويشرك موتيابا الذي أضاع فرصة سهلة جدًّا، لم يدرك جماهير الفارس الأبيض فداحة إضاعتها إلا عندما عاد الزمالك أخيرًا ليستغل الأطراف، ولكن بعد فوات الأوان إثر هدف من صناعة سيد نيمار، وتسجيل أوباما الذي على مستواه العادي أغلب الموسم سيكون خيارًا أفضل من غير المؤثر ناصر منسي.

حكم ضعيف

ملاحظة أخيرة.. اليوم كان الحكم أحمد الغندور في مستوى مزر جدًا. بدأ هذا المستوى المتواضع مبكرًا جدًا ببطاقة صفراء غريبة على إبراهيما نداي في الدقيقة الثالثة، ولم يتوقف طوال المباراة بكثير من الأخطاء الوهمية المُحتسبة أو الأخطاء الحقيقية غير المحتسبة، وكان جديرًا تمامًا بأن يعترض الطرفان عليه، خاصة من الجانب الزملكاوي، باحتسابه الكثير من الأخطاء أو تجاهلها فقط لأنها تبدو كذلك!

شارك: