تحليل | الأهلي قلب السحر على الساحر الكيني.. وفك الضغط تأخر

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-15
الفلسطيني وسام أبو علي خلال مباراة الأهلي وغورماهيا في دوري أبطال أفريقيا (Facebook/Alahly)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حسمت كتيبة المدرب مارسيل كولر الأمور في مباراة الأهلي وغورماهيا وبلغ الفريق القاهري عمليًا دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا، وذلك بعدما أنجز المهمة بشكل كبير إثر فوزه على مضيفه غورماهيا الكيني بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة التي جرت بالعاصمة الكينية نيروبي.

وتمكن حامل اللقب من تحقيق فوزه الكبير بفضل هدف من رامي ربيعة وهدفين من بيرسي تاو ليضمن التأهل بنسبة كبيرة بعدما بات على منافسه الكيني تسجيل ثلاثة أهداف في القاهرة دون تلقي أهداف.

الأهلي وغورماهيا.. انقلب السحر على الساحر

من الموروثات التاريخية في الكرة الأفريقية هي الحالة السيئة لعدد لا بأس به من الملاعب، واليوم ازداد الملعب سوءًا مقارنةً بيوم أمس في أثناء مباراة الشرطة الكيني والزمالك المصري، لكن من دفع هذا الثمن لم يكن أصحاب الأرض كما هو معتاد.

مارس الأهلي ضغطًا عاليًا على منافسه ربع الساعة الأول وهو التوقيت المنطقي لمثل هذا الأمر مع المخزون البدني المتاح بأكمله ومن خلال هذا الضغط نجح الفريق في الوصول لمسعاه بالتسجيل مبكرًا.

يلعب غورماهيا كرة قدم حديثة لكن دون مقومات عشبية تسمح بهذا الأمر بسرعة، ففي الوقت الذي يُفترض أن تخرج الكرة فيه بسلاسة من الدفاع، تستغرق الكرة وقتًا أطول ليروضها اللاعب عند وصولها قبل أن يتخذ قرار التمرير أو التحرك للأمام.

ومع ضغط الأهلي المنظم الذي لا يمنح كثيرًا من الوقت لحامل الكرة وضياع المتبقي منه في ترويض الكرة مع لمسة استهتار أفريقية معتادة كانت الخلطة الأهلاوية تكتمل في ربع الساعة الأول الذي سجل فيه هدفين.

الضغط العكسي كان سببًا في تسجيل الأهلي لهدفه الأول بعدما خطف حسين الشحات الكرة محافظًا على زخم هجمة أهلاوية بدأت بركلة ثابتة وضعت رامي ربيعة في موقف هجومي ليستغل هفوة حارس غورماهيا ويواصل مسيرته التهديفية الجيدة مؤخرًا.

أما الهدف الثاني فكان مثالًا حيًا على الخلطة. ضغط أهلاوي منظم مع لحظات ثمينة ضائعة للمدافع ثم اللمسة المستهترة بمحاولة المراوغة للداخل وهو ما تفطن إليه إمام عاشور ليسجل بيرسي تاو هدف الطمأنينة والهدوء بعدما قلب الأهلي السلاح الذي استخدمته الفرق الأفريقية كثيرًا لصالحه باستغلال سوء حالة الأرض.

من ضمن ما أسهم في تماسك الأهلي في أثناء الضغط المتوسط هو إشراك أكرم توفيق إذ قام بالتبديل بشكل مستمر بينه وبين مروان عطية لتوزيع المجهود كما لم يدخر إمام عاشور المجهود في مسألة الضغط المتقدم ولو أنه لم يكن مميزًا في قراراته الهجومية مع احتفاظه الزائد بالكرة في بعض الأحيان.

تراجع مبرر وثغرة على الأطراف

بعد تسجيل هدفي الأهلي، تراجع الفريق للخلف تدريجيًا ومع استفاقة الكينيين من صدمة الهدفين باتوا الطرف الأفضل المسيطر على اللقاء مع إدارة مميزة لوسط الملعب من جانب الأعسر إينوك موريسون الذي كانت تمريراته صداعًا لوسط الأهلي.

لكن صداع تمريرات موريسون لم يكن ليكتمل لولا استغلال المتلقي ضعف الرقابة على الأطراف فظهرت أظهرة غورماهيا بشكل جيد، خاصةً من جانب محمد هاني الذي لُعبت أكثر من تمريرة بينية خلفه، كما أن الفرصة الأخطر كانت من جانب يحيى عطية الله؛ لكن تدخل الشناوي في اللحظات الأخيرة حال دون تسجيل هدف تذليل الفارق وإشعال الأجواء في نيروبي.

ولم يكن مبررًا أن تتعرض الأطراف لتلك التمريرات البينية والتحركات باستمرار خلفها، خاصة أنه لا عطية الله ولا هاني كانا مُطالبين بأدوار هجومية كبيرة في مباراة اليوم.

لماذا التراجع كان مبررًا في مباراة الأهلي وغورماهيا ؟ لأن في مثل هذه الأجواء والطقس لا يمكن الصمود بدنيًا حتى النهاية، ولو أن السحب كانت أكثر رحمة اليوم وخففت من وطأة الشمس الحارقة في بعض أوقات المباراة، كما أنه مع التوقيت المبكر من الموسم لا يُتوقع أن يستمر لاعبو الأهلي على نفس الحالة البدنية في التسعين دقيقة كما أن الفريق حقّق بالفعل ما يصبو إليه وهو هز الشباك خارج الأرض.

لعل ما احتاجه المارد الأحمر في مباراة الأهلي وغورماهيا هو أن يحاول فك الضغط في الشوط الثاني في توقيت مبكر، مقارنةً بما حدث من حدوث هذا الأمر عبر سقوط آخر الحصون الكينية بالهدف الثالث الذي أجهز على المنافس نفسيًا، فقد سجل هدفًا في نهاية المطاف أخطأ حكم الراية في قرار إلغائه، أو ربما زاد من ثقة لاعبي الأهلي فباتوا أكثر خطورة على مستوى المرتدات، خاصةً مع النشاط الذي دب في الفريق عقب مشاركة البدلاء، خاصةً من جانب طاهر محمد طاهر وكادوا أن يسجلوا في أكثر من لقطة، بل وفوّت عليهم حكم الراية الآخر تسجيل هدف رابع من موقف اثنين على واحد بعدما احتسب تسللًا غير موجود أيضًا على بيرسي تاو.

حسم كبير

أبرز ما يُلفت النظر في مباراة الأهلي وغورماهيا اليوم هو الحالة الجيدة جدًا التي كان عليها قلب الدفاع، بالإضافة إلى الاستفادة من الضغط؛ لكن حالة الحسم أمام المرمى كانت مهمة جدًا في مثل هذه المباريات. الأهلي سجل ثلاثة أهداف من أول أربع فرصة أتيحت له، أضاع وسام أبو علي فرصة منهم في الشوط الثاني.

وصحيح أن الفريق أهدر عدة فرص بعد ذلك من كهربا وطاهر محمد طاهر إلا أنه عند الأوقات الأهم كان لاعبوه يسجلون مما أُتيح.

لا يُفترض أن تصنع مباراة العودة مشاكل كبيرة، فغورماهيا ليس مميزًا دفاعيًا ولو أنه فريق جيد هجوميًا لكن فارق الأهداف الثلاثة يُفترض أن يكون قد حسم الأمور تمامًا لصالح الفريق الأحمر.

شارك: