بالتكتيك والذكاء.. العراق يعيد اليابان إلى أرض الواقع

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-19 18:52
احتفال لاعبي منتخب العراق بالفوز التاريخي على اليابان (X: brfootball)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حقق منتخب العراق فوزًا باهرًا على حساب اليابان بهدفين مقابل هدف في الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس آسيا 2024 لينفرد بصدارة المجموعة في العلامة الكاملة، خلال مباراة كان بطلها المهاجم أيمن حسين.

أداء بطولي وروح قتالية وشجاعة، كلها أمور يمكن الحديث عنها، لكنها لم تكن الوحيدة وراء فوز العراق الباهر، والحديث فقط عن الانتصار بالروح والشجاعة يُقلل من الإنجاز الحقيقي، حيث كانت هناك أسباب تكتيكية وفنية جعلت العراق يُحقق هذا الانتصار.

في هذا التحليل من winwin نستعرض معكم الأسباب التي أدت إلى هذا الفوز التاريخي لأسود العراق على اليابان في كأس آسيا.

العراق يستغل أهم نقطة ضعف في منتخب اليابان

مدرب العراق خيسوس كاساس كان من الواضح أنه يعرف كيف تؤكل الكتف، وكيف يمكن هزيمة اليابان.

اعتمد كاساس من البداية على المهاجم أيمن حسين على حساب مهند علي، بسبب طوله وتميزه في ضربات الرأس حتى يستغل قصر طول مدافعي اليابان، الذين يعانون بشدة في الكرات العالية.

وبالفعل سجل أيمن حسين الهدفين بضربات رأس، وقدم شوطًا أول ملحميًا ويُدرَّس من مهاجم، سنستعرض تفاصيله في موضوع منفصل.

ملخص وأهداف مباراة العراق واليابان 2-1

حرمان اليابان من فكرتها الهجومية

كاساس شاهد مباراة اليابان وفيتنام جيدًا واتضح ذلك من خلال تعامله مع المباراة وتفطنه من أهم فكرة هجومية لدى منتخب اليابان؛ فمن تابع مباراة اليابان وفيتنام سيعي أن قوة "الكمبيوتر" الياباني كانت في التمريرات العميقة خلف الخطوط لتاكومي مينامينو الورقة الرابحة لليابان.

ماذا فعل كاساس؟ وضع المدافع الذي يجيد اللعب كمحور في وسط الميدان، فرانس بطرس، في عمق الوسط أمام رباعي الدفاع مثل "الليبرو المتقدم".

بهذا أغلق كاساس العمق تمامًا على المنتخب الياباني الذي اضطر لاحقًا لمحاولة إبعاد مينامينو عن العمق ووضعه على الطرف ليجد الحرية التي افتقدها في وسط الميدان.

العراق


تعديلات خط الدفاع في منتخب العراق

نادرًا ما تجد مدربًا يفوز بالمباراة الأولى ويقوم بـ5 تغييرات دفعة واحدة على التشكيلة الأساسية في المباراة الثانية؛ لكن كاساس فعل ذلك لأنه عرف كيف كانت الثغرة أمام إندونيسيا، فالمحاولة الوحيدة لإندونيسيا جاءت بهدف عن طريق الرواق الأيسر بخطأ مزودج من مرخاس دوسكي ثم علي عدنان.

كاساس دفع بـقلب الدفاع ريبين سولاقا على حساب علي عدنان والظهير أحمد يحيى على حساب دوسكي وهما قد قدما واحدة من أفضل المستويات الممكنة.

سولاقا كانت تدخلاته مميزة في توقيتات تدل على قوته الكبيرة، وحتى في اللقطة التي احتسبت ركلة جزاء لليابان عليه قبل إلغاء القرار، تدخله فيها كان مميزًا.

أما أحمد يحيى؛ فكان الأكثر كسبًا للمواجهات الثنائية التي جاءت عليه في الدفاع، وختم مستواه المميز بانطلاقة هجومية رائعة وكرة عرضية صنعت الهدف الثاني الحاسم. 

منطقة الضغط

العراق كان ذكيًا في تعامله من أين يبدأ الضغط على اليابان، هل من الأمام أم من الوسط أم من منطقته؟.. اليابان في مباراة فيتنام كانت أكثر منتخب نجاحًا في الخروج بالكرة بالتدريج من مناطقه، وهنا عرف العراق أن الضغط المتقدم قد يكون أسوأ الحلول.

وبالتالي لجأ مدرب العراق للضغط من وسط الميدان وليس من الأمام؛ لذلك يوسف أمين وإبراهيم بايش خاضا مباراة تكتيكية كبيرة بفضل مجهوداتهما في العودة والمساندة الدفاعية وتميزا بالقوة في الالتحامات.

خرجت اليابان دون أي تسديدة على المرمى في الشوط الأول، لكن مع تراجع العراق واللعب بـ5 مدافعين مع دخول علي عدنان في الخلف بدأت اليابان تدخل في المباراة وتصل إلى مرمى منتخب (أسود الرافدين).

هنا قيمة الضغط الكبير في وسط الميدان والذي يحسب للجناحين ولاعبي الوسط، اللذين جعلا استحواذ اليابان الكبير والساحق عديم الفائدة لأن أغلب تمريرات الساموراي كانت عرضية وليست "عمودية" كما كان الأمر أمام فيتنام.

شارك: